ترجمه: خداوندا! به جاى آرزوى باطل و گمان بد و رشك بر بندگان تو كه شيطان در دل من افكند ياد بزرگى و انديشه در توانائى خود و چارهسازى در دفع دشمن را در دل من انداز و به جاى سخن زشت و بيهوده و آبروريزى مردم و گواهى بناحق و غيبت مومنى غائب و دشنام حاضر و مانند آن، سخن من سپاس تو باشد و ستايش تو بسيار كنم و بزرگى تو از هر جهت بگويم و شكر نعمتهاى تو گزارم و احسان تو بر زبان آرم و نعمتهاى تو برشمارم
شرح:
اللهم اعوذ بك من وسوسات الشيطان:
يا رب، قد تكون مشكلتى فى الجانب الفكرى و الروحى و النفسى ان الشيطان قد يطوف بى فى حالات الغفله، فيستفيد من نقاط الضعف الكامنه فى عمق الغرائز، و المتحركه فى سطح المشاعر، و الطائره فى اجواء الخيال و فى آفاق الاحلام، للايحاء النفسى بالكثير من التمنيات الشريره القذره فى حركه الشهوات فى دمى، و فى الانفعالات العدوانيه فى علاقاتى، و فى المطالب السيئه فى افعالى، و فى الاوضاع السلبيه فى حياتى، و فى الافكار الخياليه البعيده عن الواقع، فيقودنى- بذلك- الى خط الانحراف عن الاستقامه فى دروب رضاك.
و قد يثير فى نفسى الكثير من الظنون السيئه الظالمه التى توجه افكارى الى اتهام الناس، و الحكم عليهم بالسوء، انطلاقا من لفته سريعه، و ملاحظه طائره، و نظره طائشه، من دون تدقيق بالمعطيات التى تثير هذا الظن او ذاك، فيودى بى ذلك الى النظره اليهم بطريقه سلبيه، و الحكم عليهم بغير العدل، و التعامل معهم- على اساس ذلك- بغير الحق، الامر الذى يجعلنى واقعا تحت تاثير سخطك.
و قد يدخل الى مشاعرى المنفتحه على حياه الاخرين الذين انعمت عليهم بنعمك، من العلم الذى وفقتهم له، او المال الذى رزقتهم اياه، او الجاه الذى هيات لهم اسبابه، او الجمال الذى منحته لهم، و غير ذلك من الامور التى تجعلهم فى الموقع الذى يجتذب الاهتمام و يوحى بالاحترام، فتتجه العناصر الانفعاليه فى نفسى الى الحسد الذى يقودنى الى التعقيد الشعورى ضد هذه النعم التى يتقلبون فيها و ينعمون بها، فانظر اليها نظره تدميريه ساحقه تودى بهم الى الفقر المادى، و السقوط الاجتماعى، و الجهل العلمى، و القبح الشكلى، و ما الى ذلك، من خلال الغفله عن سعه قدرتك، و امتداد خزائنك، بحيث تستطيع ان تمنح كل خلقك كل نعمك من دون ان ينقص من ملكك شىء، مما لا يجعل لايه امنيه شريره مجالا فى الواقع الانسانى، فى ما يتمناه الانسان لنفسه مما اعطيته لغيره، لانك القادر على ان تعطيه ما يريده مع الابقاء على نعمه الاخرين.
اللهم ان هذه الافكار السلبيه، فى تحركها فى الفراغ، و فى انطلاقها فى الخيال، و فى عدوانيتها على الناس، تسىء الى سلامه دينى و طهاره روحى و استقامه فكرى، و تودى بى- بالتالى- الى الانحراف فى خطواتى فى الحياه...
اللهم اننى من موقعى الايمانى الاسلامى، اتطلع الى فكر حى منتج، ينطلق من حركه المعرفه المنفتحه على توحيدك فى آفاق عظمتك، و على قدرتك فى اجواء ارادتك، و على مواجهه التحديات الكبرى التى يتحرك بها اعداوك فى المجال الفكرى و العملى، لان ذلك هو الفكر الذى يملاء الفراغ بالجديه، و يبعده عن الهزل، و يتحرك فى الواقع، و يبتعد عن الخيال، و يطوف بى فى مواقع النفع، و يخرجنى من مواقع الضرر، و ينطلق بى الى التخطيط الدقيق نحو استقامه الحياه فى اتجاه قوه الحق و ضعف الباطل، لاكون الانسان الذى يوجه فكره نحو الخير لا الى الشر، و يحركه فى البناء الذى يبنى للاسلام قواعده الفكريه القويه، و فى الهدم الذى يهدم قواعد الكفر و يدفع بها الى الانهيار.
اللهم حول الافكار الخياليه الشريره المتحركه فى الفراغ الشيطانى من نفسى الى افكار منتجه فاعله قريبه من مضمون الانتماء العميق للاسلام فى ذاتى، ليكون فكرى ذكرا لعظمتك، فاعيش فى رحاب عظمتك فى السماء و الارض و الانسان و الحيوان و النبات و المخلوقات الخفيه فى الغيب، و فى الاسرار الابداعيه المختزنه فى اعماق الظواهر الكونيه، و فى السنن الحتميه التى اودعتها فى قلب الوجود و ادرت الكون من خلالها، و القوانين المتحركه الحيه فى الواقع الانسانى للفرد او المجتمع، و التى جعلتها الاساس فى حركه الانسان فى نموه الفردى و انطلاقه الحضارى،
و فى خط البدايه و النهايه، كل ذلك على مستوى الخطوط الكبرى فى الاسس العامه للوجود الحى و الجامد، او فى الخطوط التفصيليه الجزئيه الصغيره المنتشره فى كل مواقعه، فاذكرك فى ذلك كله، و استشعر بكل وجدانى الحسى و الفكرى سر العظمه فى ذاتك، مما يمكن لى ادراكه، فيخشع قلبى للروعه الالهيه التى تضم الوجود كله فى دائره الابداع الربانى الذى يمنح كل نفس هداها، و يعطى لكل موجود حركته الخفيه و الظاهره، و يزاوج بين دقائق الوجود فى مظاهره الكبيره و الصغيره على اساس قانون الزوجيه الذى يحكم الكون كله، و احس، من خلال ذلك، بالحضور الحى لك فى كل ذره من كيانى، و من الوجود من حولى، فادرك بانك وحدك الحقيقه و بان كل ما عداك هو الظل و الشبح و الصدى، فلا معنى له الا بك، و لا حركه له الا منك، فانت سر كل شىء و المهيمن على كل شىء، و هكذا يكون الذكر العميق ذكرا فى العقل و الوجدان و الحس و الحركه، و فى الوجود كله، لاعيش معك الحضور القوى الممتد الشامل بحيث لا ارى شيئا الا و اراك معه، و لا احس بشىء الا و اراك خلفه، فتكون حياتى معك و بين يديك فى كل مواقعها و خفاياها و اسرارها.
اجعلنى- يا رب- ممن يحرك فكره فى الانطلاق الى مواقع قدرتك فى اساس الوجود و فى حركه تنظيمه و تدبيره، و فى حياته و موته، ليكون النظام الكونى فى كل ظواهره، و موجوداته و قوانينه و آفاقه، هو الدليل عليك الذى يشير اليك، فلا يستطيع الناظر و المتامل و الباحث ان يفصل بين الكون و بينك، لان من المستحيل الفصل بين الخالق و المخلوق، لانه لا يحمل فى ذاته سر وجوده و حتميه حركته، لانك- انت- الذى تمنحه ذلك بقوتك التى اعطت القوه لكل مواقع القوه فى الوجود، و بقدرتك التى حركت كل مواقع الحركه فى الكون.
اعطنى- يا رب- الوعى الفكرى الذى اعرف- من خلاله- اسرار قدرتك و آفاق قوتك، لاعيش الاحتقار لكل قدره يتحرك فيها القادرون فى الحياه، ليبرروا لانفسهم السيطره على الوجود و الاستعلاء على الناس، فادرك- من خلال ذلك- انك القادر على كل شىء و القاهر فوق عبادك، و ان كل قدره تستمد حيويتها من قدرتك، لانك انت الذى منحتها حيويتها و ادواتها و مواقعها، و لاحس بان القوه لله جميعا،
فاكتشف فى الناس من حولى نقاط الضعف الكثيره فى وجودهم الذاتى و فى تفاصيل هذا الوجود، لاصل الى الفكره الحيه بان قوتك هى الاساس، و ان قوتهم هى الامتداد لارادتك فى نعمه القوه التى تنعم بها على عبادك، فاتحرك فى مواقع طاعتك على هدى هذه النظره العميقه التى تتعمق فى دراسه ما هو معنى الخالق و ما هو معنى المخلوق فى معنى الاله و الانسان..
يا رب، اجعل فكرى الفكر الايجابى الحركى الفاعل الذى يواجه الواقع بمسووليه و يتحرك فيه بفاعليه، فيدرس كل مواقع مسووليته فى الناس الذين يتحركون من حوله، فى اوليائك و اعدائك، ليخطط للتكامل مع اوليائك فى بناء الحياه على الاسس الثابته التى اردت للاراده الانسانيه ان تعمل عل تاكيدها فى كل موقع من مواقع الكون و الانسان، من القوه للحق فى خط رسالاتك، و الفاعليه للعدل فى خط شرائعك، و الانفتاح على آفاق الوهيتك فى حركه عبوديتنا لك، و التعاون على اساس ان يكون الدين كله لك، و ان تكون الحياه كلها خاضعه لارادتك، من مواقع الاراده المومنه القويه الواعيه.
ثم ليخطط مع اوليائك لمواجهه كل التحديات التى يطلقها اعداوك فى اسقاط الاسلام فى ثقافته، لتستبدل به ثقافه كافره تثير الشكوك و الشبهات، و تعمل من اجل ايجاد جبهه للرفض الفكرى لعقيدته و منهجه و شريعته من اجل تشويه صورته و اضعاف موقعه، و ارباك مسيرته، و ابعاده عن قياده الحياه، و افساح المجال لعقيده اخرى مضاده له فى الفكر و الخط و الحركه، او فى اسقاط الواقع السياسى و الاجتماعى و الاقتصادى و الامنى للامه الاسلاميه، و ذلك باحتلال ارض المسلمين لمصلحه سيطره المستكبرين و ابعاد الاسلام عن قياده الحياه، و فرض الذل على المستضعفين، و نهب ثرواتهم، و منعهم من تحقيق الرخاء الاقتصادى من خلال مصادر الثروه فى ارضهم، و اثاره المشاكل الاقتصاديه فى داخلهم، بفعل الاجهزه الخفيه التى تخطط لاكثر من مشكله فى الانتاج او التوزيع او قضايا العمل او المواد الخام و ما الى ذلك، من اجل ان يكون الاقتصاد الاسلامى على هامش الاقتصاد الاستكبارى، حتى لا تكون للمسلمين ايه حريه فى اداره شوونهم الحياتيه من اجل تحويل ذلك الى موقع ضعف يرزح فيه المسلمون تحت تاثير استكبار المستكبرين، و اثاره الفتن المتنوعه على اساس عائلى او عنصرى او اقليمى او قومى او طائفى فى داخل الواقع الاسلامى، من اجل تحريك التمزقات و النزاعات و الخلافات فى البنيه الاجتماعيه، و توجيه العلاقات الاسلاميه بين المسلمين الى المزيد من التناحر و التنافر و التقاتل، و منع الوحده الاسلاميه، و تضييع كل الفرص المتاحه فى هذا الاتجاه، ليكون باسهم بينهم شديدا، و ليكون ذلك شغلهم الشاغل عن الانصراف الى بناء كيانهم السياسى و الثقافى و الامنى و التربوى، ليكونوا القوه التى تمنع كل الاقوياء من اسقاطها او اضعافها فى كل المجالات.
اللهم وفقنى لان احرك فكرى فى سبيل التخطيط الدقيق لمواجهه ذلك على اساس تقديم الحلول العمليه للمشاكل الكبيره و الصغيره، من اجل هزيمه اعداء الاسلام نفسيا و امنيا و ثقافيا و سياسيا و اقتصاديا، حتى تكون كلمتك هى العليا، و كلمه الشيطان هى السفلى، فى سبيل انتصار اسلامى كبير يشمل الارض كلها على اساس التخطيط للمسيره الطويله التى تشمل الزمن كله، و اجعلنى من الذين يعملون على ايجاد حاله تخطيطيه عامه بحيث يتحول الجو الاسلامى الى ذهنيه متحركه على اساس التدبير المتحرك فى اكثر من اتجاه، بدلا من الذهنيه الارتجاليه السطحيه المتفرقه فى الحاضر على حساب المستقبل.
يا رب، ان البناء الفكرى فى الشخصيه الاسلاميه القويه هو الاساس الذى يبنى للاسلام قوته، و للمسلمين عزتهم و حريتهم و كرامتهم، و للمستقبل الاسلامى قاعدته الثابته.
اللهم اجعلنى ممن يجد الفكر مسووليته التى يقدمها بين يديك كتعبير عن العبوديه و الانقياد اليك، تماما كما يجد العمل مظهرا لحركه المسووليه فى حياته، و ارزقنى الجديه فى الفكر، و العمق فى التامل و الملاحظه، حتى اصل الى الحقيقه من اقرب طريق و باسرع وقت، و لا تجعلنى هازلا فى الفكر، فانك اوحيت الى رسولك، و الينا من خلاله، ان الفكر هو اساس المسووليه، و روح العباده، و حركيه الانسانيه فى الانسان.
اللهم و قد يدخل الشيطان الى اجواء الكلمات التى تتحرك فى لسانى فى الاسلوب التعبيرى عن الافكار و المشاعر و التطلعات و المواقف و النوازع الداخليه و الخارجيه، فيقودنى الى الكلمات الفاحشه التى تخدش الحياء، و تجرح طهر السمع، و تثير فى الجو المحيط بها المشاعر الخبيثه الفاضحه، او الكلمات اللاغيه القبيحه المعبره عن السوء، المتحركه فى ما لا يجمل بالانسان الحديث عنه او الاكثار منه، او الالفاظ الشاتمه التى تتناول الناس فى اعراضهم و كراماتهم مما يتصل باوضاعهم المعنويه فى مواقعهم الاجتماعيه، فى احسابهم و انسابهم و ما اشبه ذلك، او الكلمات التى تقوى الباطل و تضعف الحق، و ذلك بالشهاده بالباطل على حساب الحق، بالاخبار عن امر لم يحدث، و عن حق لم يثبت، و عن حسنه لم توجد، و عن ملك لا اساس له، و عن موقف لا واقع له، مما يدخل فى نطاق توجيه الحكم الى غير المواقع الحقيقيه للاشياء، و ابعاده عن آفاق العدل، او الكلمات الشريره التى تتحدث عن عيوب الناس المومنين التى سترتها عليهم، مما يكتمونه من النقص الحاصل فى انسابهم و اقوالهم و افعالهم و صفاتهم الجسديه و مواقعهم الاجتماعيه و ما الى ذلك، مما يراه الناس عيبا فى الانسان، بحيث يسقط مقامه من خلاله، و لذلك فانه يرفض ان يذكره الناس به فى ايه مناسبه بقصد الذم او باى قصد آخر، او بدون قصد شىء معين.
او الكلمات التى توحى بالسب للمومنين مما يثقلهم مواجهتهم به، لاشتماله على الصفات التى تسىء اليهم فى انفسهم او فى مواقفهم و افعالهم او انتماءاتهم او واقعهم و نحو ذلك.
اللهم انى اعلم انك تريدنى ان اكون عف اللسان، طاهر الكلمه، بحيث تتحول الكلمه عندى الى مسووليه دينيه اجتماعيه انسانيه من خلال مضمونها و ايحاءاتها و تاثيرها و حركيتها، لتكون عنصر خير بدلا من ان تكون عنصر شر، و وسيله حق لا وسيله باطل، و وحى رحمه لا وحى قسوه، و اداه بناء للحياه و الانسان لا اداه هدم لهما، و منطلق نفع لا ضرر، فقد اردت لعبادك ان يقولوا التى هى احسن، و ذلك فى قولك- سبحانك-: (و قل لعبادى يقولوا التى هى احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا)(الاسراء: 53).
و قلت- سبحانك- فى آيه اخرى:
(يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا)(الاسراء: 53).
و قد رفضت لعبادك الفحش قولا و عملا، لانك لا تريد لهم ان يتنفسوا التصور الفاحش فى افكارهم، او عمل الفحشاء فى ممارستهم، لما يمثله ذلك من اساءه الى طهر الفكر و الروح و العمل، و يسىء- بالتالى- الى طهاره الانسانيه فى الانسان، و لم ترد لهم ان يحركوا السوء و اللغو و الفضول فى حياتهم، فكلفتهم بابعاد ذلك عن كلماتهم.
و هكذا اردت للانسان المومن ان يكون مهذبا فى كلماته مع الاخرين، فلا يطلق الالفاظ التى تجرح كراماتهم و تسىء الى اوضاعهم، و تسقط حس الكرامه فى انسانيتهم، فلم ترد له ان يستخدم الشتم فى هذا الاتجاه السيىء العدوانى الذى يعقد النفوس، و يثقل القلوب، و يزرع العداوه بين الناس.
و حذرت المومنين من قول الزور و الشهاده بالباطل، و كتمان الحق، لان ذلك يودى الى تضييع الحقوق، و انتشار الظلم و غياب العدل، و حرمت الغيبه و جعلت مثلها مثل اكل لحم المومن ميتا، لان حرمه عرضه كحرمه دمه، لانها تمثل عدوانا على الانسان باسقاط حرمته بين الناس من خلال اظهار عيوبه التى يكتمها عنهم، و اعتبرتها من الكبائر التى لا تغفرها حتى يغفرها صاحبها لارتباطها بحقوق الناس كارتباطها بحقك، و اردت للناس رفض الاستماع اليها الا من اجل الدفاع عن صاحبها برد غيبته، حتى لا يتشجع الناس على هذا الاسلوب.
و اردت للناس ان لا يسبوا المومنين، لان سبابهم فسوق و انحراف عن الخط الشرعى الاسلامى الذى يوكد على احترام المومنين لبعضهم البعض، و ترك الاساءه و التعدى على كراماتهم، ثم ربيتهم على ان لا يسبوا الذين يدعون غير الله، لا لان هولاء يملكون الاحترام لذواتهم او لا نتماءاتهم، بل ليبتعدوا عن رد الفعل الذاتى الناشىء من نوازعهم الذاتيه المنطبعه على حب اعمالهم، و تقديس مقدساتهم، فيتحول الموضوع الى ان يبادروا الى سب الله بغير علم، كما جاء فى كتابك- سبحانك- (و لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امه عملهم)(الانعام: 108).
لقد تعلمنا منك و من رسلك و اوليائك، ان اسلوب السب ليس الاسلوب الامثل للمواجهه فى ساحات الصراع، لانه لن يودى الى نتيجه فى الاقناع، و لن يحقق ايه ايجابيه فى ايمان الناس بالحق، بل ربما يزيد المساله تعقيدا، و يبتعد بالمشكله عن نطاق الحل، و يعطى الناس صوره عكسيه عن الموقف الحق، و يودى الى اضعاف اصحابه، و تقويه القوى المضاده التى قد تحصل على بعض العطف من خلال الرفض الاجتماعى لهذا الاسلوب فى خط المواجهه، و هذا هو ما عبر عنه الامام على (ع) عندما سمع بعضا من اصحابه من اهل العراق يسبون اهل الشام، فقال لهم:
«انى اكره لكم ان تكونوا سبابين، و لكنكم لو وصفتم اعمالهم، و ذكرتم حالهم، كان اصوب فى القول، و ابلغ فى العذر، و قلتم مكان سبكم اياهم اللهم احقن دماءنا و دماءهم، و اصلح ذات بيننا و بينهم، و اهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، و يرعوى عن الغى و العدوان من لهج به».
اللهم اجعلنا ممن يحملون مسووليه الكلمه و يعتبرونها وسيله من وسائل الارتفاع الى مستوى الكمال و الرفعه الروحيه، و الثبات فى ساحات الاهتزاز، و الانطلاق نحو التغيير للافضل، و وفقنا لتبديل كلمات السوء الى الكلمات الاحسن، لتكون كلماتنا فى كل مجالاتنا نطقا بالحمد لك، فاحمدك بما انت اهله من صفات الحمد، حتى يتحول الحمد لدى الى وعى شامل لكل مواقعه فى ذاتك التى تجمع كل
معانيه، فلا حمد الا و هو مستمد منك، فى ما يتصف به خلقك، و اغراقا فى الثناء عليك، فاستغرق فى كلمات الثناء فى ليلى و نهارى، حتى تكون حياتى انفتاحا على كل مواقعه، فاعيش معك فى ذلك كله، فى آفاق المعرفه بك و الاعظام لك، فيكون ذلك تعبيرا عن عمق الاخلاص الذى يتعبد لك فى وحى الكلمات كما يتعبد لك فى وحى الاعمال، و حركه فى خط الانفتاح على رحاب المجد فى الوهيتك التى اعطت المجد للكون و الحياه و الانسان، فكان المجد صفتك و عطاءك فى ما منحته للوجود من اسبابه. لتكن كلماتى- يا رب- تعبيرا عن احساس الكيان فى ذاتى بعظمتك و حمدك و مجدك، ليتصاغر فى نفسى- امام ذلك كله- كل الذين يمنحون انفسهم درجات العظمه و يتحدث الناس عنهم بكلمات الحمد و المجد.
اللهم اجعلنى ممن يتمثل فى وعيه كل نعمك فى حياته و حياه الناس من حوله، و ينفتح على احسانك فى حركه الوجود الممتد فى الكون كله، و يتابع مننك التى لا تعد و لا تحصى فى كل ما علا فى الهواء و ما كن تحت الثرى او جرى على سطح الارض، فانطلق فى التعبير الحى الخاشع فى انسانيتى الشاعره، و وجودى المنفعل بوجودك، فاشكر نعمك فى حياتى، و اعترف باحسانك فى حركه كيانى، و احصى مننك فى كل آفاق وجودى، لتكون كلمات الشكر و الاعتراف بالاحسان و الاحصاء للمنن حركه فى الفكر، و استغراقا فى الوعى، و معرفه فى الواقع، كما هى تعبير باللسان، فيكون اللسان الناطق فى معنى العبوديه تعبيرا عن الانفتاح على معنى الالوهيه فى ذاتك.
و هكذا يتحرك خط التغيير فى اقوالى، فاستبدل بالشر الخير، و بالخطاء الصواب، و بالابتعاد عن مواقع رضاك الاقتراب منك، كما يتحرك خط التغيير فى افكارى ليكون فكرى انطلاقا فى مسووليه المعرفه الجاده المتحركه، بدلا من المعرفه اللاهيه العدوانيه العابثه.
احاديث مرتبط:
فضيلت تفكر.
قال ابىعبدالله عليهالسلام: قال تفكر ساعه خير من عباده سنه قال الله انما يتذكر اولوالالباب.
مستدرك، ج 11، باب 5، ص 183
نتيجه تفكر.
قول اميرالمومنين عليهالسلام: التفكر يدعو الى البر و العمل به.
الكافى، ج 2، ص 55، ح 5
تفكر در مورد خدا و قدرت او، برترين عبادت.
قول الصادق عليهالسلام: افضل العباده ادمان التفكر فى الله و فى قدرته.
الكافى، ج 2، ص 55، ح 3
عبادت، تفكر در امر خداست.
قول الرضا عليهالسلام: ليس العباده كثره الصلاه و الصوم، انما العباده التفكر فى امر الله عز و جل.
الكافى، ج 2، ص 55، ح 4
سفارش به تفكر در خدا و عظمت او.
عن ابىجعفر عليهالسلام: اياكم و التفكر فى الله، و لكن اذا اردتم ان تنظروا الى عظمته فانظروا الى عظيم خلقه.
وسائلالشيعه، ج 11، ص 453، ح 4
تحذير از غيبت.
قول نبيه صلى الله عليه و آله: اياكم و الغيبه، فان الغيبه اشد من الزنا، الرجل يزنى فيتوب الله عليه و ان صاحب الغيبه لا يغفر له حتى يغفر صاحبه.
المحجةالبيضاء، ج 5، ص 251
مجازات كسى كه آبرو يا مال كسى را از بين برده است.
ما روى عن النبى صلى الله عليه و آله: من كانت لاخيه قبله مظلمه فى عرض او مال فليستحللها منه، من قبل ان ياتى يوم ليس هناك دينار و لا درهم، يوخذ من حسناته فتزاد فى حسنات صاحبه، فان لم تكن له حسنات اخذ من سيئات صاحبه فتزاد على سيئاته. (مع اختلاف يسير فيها)
المحجةالبيضاء، ج 5، ص 273، احياء العلوم، ج 3، ص 153
رذيلت سبّ مؤمن، غيبت از او و حرمت مالش.
عن ابىجعفر عليهالسلام قال: قال رسولالله صلى الله عليه و آله: سباب المومن فسوق، و قتاله كفر، و اكل لحمه معصيه، و حرمه ماله كحرمه دمه.
الكافى، ج 2، ص 360، ح 2
رذيلت سبّ مؤمن.
عن ابىالحسن موسى عليهالسلام فى رجلين يتسابان، قال: البادى منهما اظلم، و وزره و وزر صاحبه عليه ما لم يعتذر الى المظلوم.
الكافى، ج 2، ص 360، ح 4
آيات مرتبط:
حرمت غيبت و نهى از آن:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (اى كسانى كه ايمان آوردهايد، از بسيارى از گمانها بپرهيزيد كه پارهاى از گمانها گناه است، و جاسوسى مكنيد، و بعضى از شما غيبت بعضى نكند؛ آيا كسى از شما دوست دارد كه گوشت برادر مردهاش را بخورد؟ از آن كراهت داريد. [پس] از خدا بترسيد، كه خدا توبهپذير مهربان است.) قرآن كريم، سوره مباركه الحجرات (49)، آيه 12.
تبديل سيئات به حسنات:
إِلاَّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (مگر كسى كه توبه كند و ايمان آورد و كار شايسته كند. پس خداوند بديهايشان را به نيكيها تبديل مىكند، و خدا همواره آمرزندهى مهربان است.) قرآن كريم، سوره مباركه الفرقان (25)، آيه 70.