ترجمه: اگر ببخشى عطاى تو آميخته با منت نيست و اگر منع كنى ستم نكردهاى.
شرح:
ان اعطيت لم تشب عطاءك بمن و ان منعت لم يكن منعك تعديا.
انك تعطى- يا رب- كل عبادك، لان العطاء سر ذاتك فى ما هو سر كرمك و عمق رحمتك، فليس هو شيئا يراد به اجتذاب اعتراف بالجميل منهم، فى ما يتطلبه اهل العطاء من ذلك ممن يعطونه، لتغذيه الفراغ الذاتى الذى يبحث عما يملاه من مدح الناس و حمدهم، كما يبحث الصوت عن الصدى، و الله هو الغنى عن عباده فى كل شىء من خلال غناه الذاتى، فلا معنى للمن فى معنى عطاء الله لعباده، لانهم ليسوا شيئا منفصلا عنه، فهم خلقه و ملكه و موقع تدبيره، و هم بعض عطائه فى وجوده، كما ان نعمه التى يفيضها عليهم من توابع ذلك و من شوونه، فكيف يمن المعطى على عطائه مع غناه المطلق.
انك قد تمنع عنى بعض نعمك، فقد لا تمنحنى المال، و انا فى حاجه اليه، و قد لا تسبغ على العافيه، و انا اتطلع اليها، و قد لا تعطينى الكثير مما اطلب و ارغب فيه... و لكن هل يكون منعك لونا من الوان التعدى على، كما هو شان المخلوقين عندما يمنع بعضهم بعضا ما يحتاجون اليه مما يملكونه، فى ما هو حق المخلوق على المخلوق فى تبادل الحاجات، و تقابل الحقوق؟
ان التعدى فى التصرف السلبى، فى ما هو المنع و الحرمان، يفرض حقا للمحروم لدى الحارم، و دينا للممنوع لدى المانع.. و هنا نتساءل- يا رب- اى حق لنا عليك، و كل وجودنا هبه منك و ملك لك، فانت صاحب الحق فى المنع، كما انت صاحب الحق فى العطاء، و انت تفرض لعبادك الحق فى ما تجعله من الحق لهم عليك، فهو مستمد منك، و ليس شيئا من الذات فى علاقاتها الطبيعيه بغيرها، و لذلك فان المتعدى لا معنى له، فانت المحسن ان اعطيت، و انت الحكيم ان منعت، و قد جاء فى الحديث عن الامام على بن موسى الرضا (ع) ما يشير الى ذلك، فقد ساله بعض الناس فقال: اخبرنى عن الجواد، فقال: «ان لكلامك وجهين، فان كنت تسال عن المخلوق فان الجواد الذى يودى ما افترض الله عليه، و ان كنت تسال عن الخالق فهو الجواد ان اعطى، و هو الجواد ان منع، لانه ان اعطاك اعطاك ما ليس لك، و ان منعك منعك ما ليس لك». و هذا ما جاء فى كلام اميرالمومنين (ع): «و كل مانع مذموم ما خلاه».
احاديث مرتبط:
عطا و منع الهى.
الى هذا اشار مولانا الرضا عليهالسلام و قد ساله رجل فقال: اخبرنى عن الجواد؟ فقال: ان لكلامك وجهين، فان كنت تسال عن المخلوق، فان الجواد الذى يودى ما افترض الله عليه، و ان كنت تسال عن الخالق، فهو الجواد ان اعطى و هو الجواد ان منع لانه ان اعطاك اعطاك ما ليس لك، و ان منعك منعك ما ليس لك.
معانىالاخبار، ص 256 و 257
مذموم نبودن منع الهى.
هذا معنى قول اميرالمومنين صلوات الله و سلامه عليه فى خطبه له: و كل مانع مذموم ما خلاه.