ترجمه: پس به قدرت خود او را زبون ساز تا به سبب دعاى بسيار ما دست او را ببندى و به عصمت تو از نيرنگ او مصون مانيم.
شرح:
اللهم اعذنى و ذريتى من الشيطان الرجيم:
يا رب، و تبقى مشكله الشيطان المشكله الكبرى فى حياتنا و حياه اهلنا و اولادنا و كل الناس من حولنا، لانه المخلوق الذى يلتهب حقدا على بنىآدم كلما انطلقت ذكرياته نارا فى اللحظه الاولى التى سقط فيها من عليائه فى حاله الرفض الاستكبارى لتنفيذ الامر الذى وجهته اليه بالسجود لك تحيه لادم، فقال: (انا خير منه خلقتنى من نار و خلقته من طين)(الاعراف: 12).
و عندما استمهلك الى يوم الوقت المعلوم امهلته، انطلاقا من حكمتك التى اردت من خلالها ان تدفع الانسان الى ساحه الصراع بين عقله الذى قويته بالوحى فى رسالاتك، و بين غريزته التى تثيرها وساوس الشيطان بين حين و آخر، ليختار الهدى من موقع وعيه و ارادته و حركه حياته، و ليكون ضلاله من خلال سوء اختياره، لانك لم تقهر ارادته من خلال قوه شيطانه، فليس له دور الا الوسوسه و التزيين و التهويل.
و قد وقف بوقاحه، ليهدد و يتوعد عبادك ان يقعد لهم صراطك المستقيم، و ياتيهم من بين ايديهم و من خلفهم فلا تجد اكثرهم شاكرين، و لكنك انذرته بان عبادك ليس له عليهم سلطان الا من اتبعه بسوء اختياره. و هكذا انطلقت مسيره الانسان مع الشيطان الذى يعدهم و يمنيهم و ما يعدهم الا غرورا، و اضل الكثيرين من عبادك فانحرفوا عن توحيدك و عبادتك و طاعتك، و لا نزال نواجه وساوسه و تهاويله و ضغوطه و دسائسه و مكره و حيله، لنبقى فى ساحه الصراع فى حركه جهاد متحرك الجوانب متعدد الابعاد، حتى ننتصر عليه بقوه الايمان المنفتحه على عناصر الثبات من خلال قوتك و لطفك.
اللهم انا نستعيذ بك من الشيطان الرجيم، لتعيذنا و ذريتنا منه، حتى لا نسقط فى حبائله و لا ننخدع بخداعه، لننطلق فى مواقع المسووليه للقيام لك فى حركه الطاعه لما امرتنا مما يصلح به امرنا، و لما نهيتنا عما يفسد حياتنا، لنحصل على ثوابك الذى وعدت به عبادك الطائعين، و نبتعد عن عقابك الذى توعدت به العاصين، و ننتصر بارادتنا الايمانيه على هذا العدو الحقود الذى سلطته علينا بالوسائل الخفيه التى ينفذ فيها الى العمق العميق من كياننا من دون ان تسلطنا عليه بما يماثل ذلك، فنحن لا نعرف شيئا عن ذاته فى حقيقه خصائصه و اسراره، فى الوقت الذى يملك فيه المعرفه الواسعه الشامله عنا فى كل خلجات مشاعرنا، و نبضات قلوبنا، و حركه عقولنا، و شهوات غرائزنا، و نزوات نوازعنا، و خطوات اعمالنا و اقوالنا و علاقتنا فى مواقفنا و مواقعنا العامه و الخاصه، فقد اسكنته صدورنا ليوسوس فيها ما شاء من وساوس الافكار و المشاعر، و اجريته مجارى دمائنا لينثر فيها بذور الشهوات الجامحه، و ليثير فيها النيران الهائجه، فنشعر بالحريق الذى يتاجج فى داخلنا كما لو كنا فى داخل المحرقه، فتتوتر بذلك اعصابنا، و تلتهب مشاعرنا، حتى نفقد استقرار الطمانينه الروحيه و الفكريه فى كياننا.
و هكذا يبقى فى عمليه اثاره دائمه فى يقظه مستمره، فلا يغفل عن دوره فى اثارتنا نحو الضلال ان غفلنا عن مسووليتنا فى الاحتراس من كيده و مكره و وسوسته و تثبيطه، و لا ينسى كل مهمته فى اضلالنا و ابعادنا عن مواقع طاعتك اذا نسينا وجوده، و نسينا الله، و نسينا انفسنا من خلال ذلك، فيعمل على ان يثير فى نفوسنا الامن من عقابك، لنستهين بوعيدك، و نتهجم على حدودك، و يحرك فينا الخوف من عبادك الذين لا يملكون لانفسهم و لا لاحد ضرا و لا نفعا الا باذنك و ارادتك، فيبعدنا بذلك عن معرفه حقيقه الامور بالاشتغال بظواهرها، و يشغلنا عن عواقب القضايا باللهو فى بداياتها، فنستغرق فى ذاتيات ما حولنا و خصوصيات من حولنا عن الاستغراق فى عظمتك و قدرتك و حكمتك و تدبيرك، مما لو استغرقنا فيه، لعرفنا كيف نحصل على سعاده الدنيا و الاخره من اقرب طريق، لان الارتباط بالله يمثل الارتباط بالقوه العليا التى تمنحنا سر الحياه و روح الحركه فى كل مفرداتها و موجوداتها و قضاياها الكبيره و الصغيره، و حيويه الهدى فى كل الدروب التى نسير فيها و ننطلق منها الى الغايات الكبرى فى الحياه، فنتخلص بذلك من وساوس الشيطان و احابيله و امانيه و خدعه و غروره، عندما يتحرك ليشجعنا على الفاحشه اذا خطرت لنا افكارها، و تحركت فينا احاسيسها، و ليبعدنا عن العمل الصالح اذا انطلقت اهتماماتنا فى اتجاه الاقبال عليه، و الانفتاح فيه، فيزين لنا الفاحشه من خلال زخارفها، و يقبح لنا الطاعه من خلال تهاويلها و متاعبها، و يقف بنا فى الطريق ليقدم لنا الشهوات و يحرك فينا مشاعرها و غرائزها، و ينصب لنا الشبهات التى تثير الضباب امام الفكر، و التيه امام الحركه، فيشير علينا باتباعها و الاستغراق فى مشاكلها، و يدفع لنا بالوعود التى تجتذب المطامع و المطامح، حتى اذا انفتحنا عليها كذبنا، و ينطلق نحو الامانى التى تصنع الاحلام فى و عينا الشعورى فتقودنا نحو المجهول فى ما يريد ان يحركنا نحوه، حتى اذا اردنا ان نبلغ غايتها اخلفنا و دفع بنا بعيدا عن الخط المستقيم.
و نحن هنا- يا رب- متعلقون بك، راجعون اليك، منفتحون عليك، لنستعين بك عليه عندما يستضعفنا، و نستعيذ بك منه عندما يلاحقنا، فان لم تصرف عنا كيده، و تبعد عنا مكره، فانه يضلنا و يبعدنا عن طريق هداك، و ان لم تقنا و تحفظنا من فساده، فانه يدفعنا الى الزلل و يقودنا الى الهلاك.
اننا لا نريد ان نتخفف من مسووليتنا فى بذل الجهد، و فى مواجهه كيده و فساده مما اوجبته علينا من التكاليف المتنوعه فى السير على خط رضاك، و لكننا نفزع اليك لنشهدك اننا لا نتصور لنا حولا الا من خلال حولك، و لا قوه الا من خلال قوتك، فمنك المدد، و بك الاستعانه، و انت الملاذ. اللهم فاقهر سلطانه المتمثل بكل مواقع قوته فى ذاته و فى خيله و رجله، بسلطانك الذى علا كل شىء فلا سلطان فوقه او معه، حتى تحاصره من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من جميع مواقعه، و توفقنا للبقاء فى انفتاحنا عليك بكثره الدعاء لك، لنرجع اليك فى ابتهالاتنا فى كل امورنا، و لنعتصم بك من كل سوء، فنكون من المعصومين من كيده و كيد غيره بك يا ارحم الراحمين.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست