ترجمه: بىسبب مىبخشى و بىاستحقاق عفو مىكنى. عقوبت تو عدلست و حكم تو خير و مصلحت.
شرح:
«و منتك ابتداء»: و المراد بها النعمه التى يتفضل الله بها على الانسان من دون استحقاق، لان الانسان لم يبدا عملا يجتذب النعمه، بل الله هو البادىء فى ذلك على كل عباده.
«و عفوك تفضل»: لان المذنب لا يستحقه فى موقع ذنبه، بل يستحق- بدلا من ذلك- العذاب، و لكن الله ينفتح عليه من موقع الرحمه من خلال الطافه فى ما يعرفه من نقاط ضعفه، ليفسح له فى المجال للثقه بالله و الانفتاح عليه من ابواب الحلم الكبير.
«و عقوبتك عدل»: لان الله اقام الحجه على عباده فى ما الزمهم به من اوامره و نواهيه، و فى ما اغدقه عليهم من نعمه، فاذا اخطاوا او انحرفوا فانهم يواجهون المسووليه فى خط التوازن بين العمل و الجزاء، و المقدمات و النتائج.
ثم ان الظلم ينطلق من عقده ضعف يختزن الخوف و الحاجه فى نفس الظالم، و الله هو القوى القادر الذى لا يحتاج الى عباده و لا يخاف قوتهم، لانه القاهر فوقهم، و المهيمن عليهم من موقع انهم المخلوقون له الخاضعون لتدبيره، فكيف يكون ضعف الخالق امام المخلوقين، و ما هو سر الحاجه الى الظلم، و هذا ما عبرت عنه الايه الكريمه: (فاليوم لا تظلم نفس شيئا و لا تجزون الا ما كنتم تعملون) (يس: 54).
«و قضاوك خيره»: و القضاء هو حكم الله الذى يحتوى حياه الانسان فى ما يتصل بكل اوضاعه، من حيث هو احد الموجودات فى حركه النظام الكونى الذى يدبره الله على اساس المصلحه الكامنه فى عمق الوجود لكل المخلوقات فى الدوائر العامه و الخاصه، حتى فى ما قد يبدو مثيرا للالام و المشاكل، فان النتائج السلبيه الخاصه فى وعى الانسان و شعوره، لا تعنى السلبيه المطلقه فى طبيعه القضايا المتصله بها، لان من الممكن ان يكون ما هو سلبى من جهه ايجابيا من جهه اخرى، و هذا ما نلاحظه فى اختلاف النظره الى الامور على مستوى النظره العامه او الخاصه، حيث يختلف جانب التقويم للمساله على اساس اختلاف طبيعه النتائج هنا و هناك... و هو ما اشار اليه القرآن الكريم فى قوله تعالى: (و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى ان تحبوا شيئا و هو شر لكم) (البقره: 216) فى حديث الله عن القتال الذى اذا نظرنا اليه فى الدائره الضيقه فى حياه الفرد كان شرا، لانه يهدد سلامته، بينما يكون خيرا فى دائره المجتمع الواسعه، فى ما يحققه من نتائج كبيره على مستوى العزه و الكرامه و الحريه و العداله.
و فى قوله تعالى فى علاقه الازواج بزوجاتهم: (و عاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا) (النساء: 19). فان الفكره هى ان لا يحكم الناس على الاشياء من خلال النظره السطحيه التى تنظر الى الجانب الظاهر منها، بعيدا عما تستبطنه من الخصائص العميقه فى الجذور، و هذا هو الذى يجب ان يدرسه الانسان فى كل القضايا المتعلقه بحياته على مستوى المصير الذى يمثل عاقبه الامور، فى ما قد تبدو فيه النهايه على عكس البدايات، كما ان من الضرورى له ان لا يحدق بها من زاويه واحده، فان الاستغراق فى جانب واحد، قد يبعده عن النظره الحقيقيه الواقعيه التى تحتاج الى دراسه الامور من جميع الزوايا لتجمع كل عناصرها الذاتيه.
و ربما يحتاج الانسان- فى هذا المجال- الى ان يدرس موقعه من حيث هو فرد مستقل فى حاجاته الشخصيه و تطلعاته الذاتيه، و من حيث هو جزء من المجتمع الصغير او الكبير فى ارتباط قضاياه بقضايا الناس، فى المنافع و المضار، فقد تتعارض الصفه الفرديه مع الصفه الاجتماعيه فى طبيعه الاوضاع العامه و الخاصه، مما يجعل المساله ايجابيه من الناحيه العامه، و سلبيه من الناحيه الخاصه، فلا بد له من ان يتحمل السلبيات الذاتيه لمصلحه الايجابيات الكبيره.. و بذلك تستقيم النظره الى الواقع الانسانى فى دائره النظام الكونى، الذى هو جزء منه فى خط التوازن فى النظره و الحكم على اساس المقدمات و النتائج.
و قد نلاحظ فى بعض الادعيه الخط التربوى الذى يوحى للانسان بان يشكر الله على الحرمان كما يشكره على العطاء، من موقع الثقه المطلقه بالخير فى قضاء الله، الذى يعرف من مصلحه الانسان ما لا يعرفه الانسان من نفسه، و ذلك هو قول الامام على بن الحسين زين العابدين (ع) فى دعائه فى الرضى اذا نظر الى اصحاب الدنيا:
اللهم و طيب بقضائك نفسى، و وسع بمواقع حكمك صدرى، وهب لى الثقه لاقر معها بان قضاءك لم يجر الا بالخيره، و اجعل شكرى اياك على ما زويت عنى اوفر من شكرى اياك على ما خولتنى.
فان الايمان بالله الحكيم العادل الرحيم اللطيف بعباده، يوحى للمومن بهذا الشعور الذى لا ينطلق من حاله انسحاق فى القبول بالنتائج السلبيه، بل من حاله اقتناع روحى ينطلق من القناعه الفكريه بالعمق الذى يتحرك فيه القضاء من موقع الرحمه و الحكمه و العداله و اللطف الالهى الكبير.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست آيات مرتبط:
ستم نشدن به هيچ كس در قيامت:
فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ لا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (امروز بر كسى هيچ ستم نمىرود، و جز در برابر آنچه كردهايد پاداشى نخواهيد يافت.) قرآن كريم، سوره مباركه يس (36)، آيه 54.
ستم نشدن به هيچ كس در قيامت:
وَ وُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَ يَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (و كارنامهى [عمل شما در ميان] نهاده مىشود، آنگاه بزهكاران را از آنچه در آن است بيمناك مىبينى، و مىگويند: «اى واى بر ما، اين چه نامهاى است كه هيچ [كار] كوچك و بزرگى را فرونگذاشته، جز اينكه همه را به حساب آورده است.» و آنچه را انجام دادهاند حاضر يابند، و پروردگار تو به هيچ كس ستم روا نمىدارد.) قرآن كريم، سوره مباركه الكهف (18)، آيه 49.
مجازات عادلانه در قبال اعمال:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (اى كسانى كه كافر شدهايد، امروز عذر نياوريد، در واقع به آنچه مىكرديد كيفر مىيابيد.) قرآن كريم، سوره مباركه التحريم (66)، آيه 7.