ترجمه: خدايا! درود بر محمد و آل او فرست و دل مرا به تقدير خود خوش كن و سينه مرا تنگ مگردان تا به حكم تو راضى باشم و يقين مرا محكمتر كن تا اقرار كنم كه قضاى تو جز به حكمت جارى نمىشود و بر آنچه به من عطا نكردهاى تو را بيشتر سپاس گويم از آنچه به من ارزانى داشتهاى.
شرح:
اللهم طيب بقضائك نفسى:
يا رب، انا الانسان الذى خلقته منفتحا على الحس من خلال ارتباط حواسه بما حوله و من حوله، و انطلاق نظرته الى الاشياء و حكمه عليها من علاقتها بذاته، و تحرك و عيه للموقع الذاتى لحياته من قاعده انفتاح الاشياء و الاوضاع و القضايا على وجوده بشكل مباشر يرتبط بالسطح و لا ينفذ الى العمق، و يقف امام البدايات و لا يحدق بالنهايات، فيستعجل الاحكام السلبيه فى المشاكل الصعبه المعقده، و يبطل الاحكام الايجابيه فى الانفعالات الضاحكه المنفتحه، من دون دراسه للنتائج القريبه او البعيده.
و هذا هو الذى يدفعنى الى الانحراف عن خطك المستقيم فى وعى الوجدان لحركه قضائك فى حياتى، و مواقع حكمك فى امورى، فانفتح عليك فى موقف شكر خاضع اذا التقيت بعطائك، و ابتعد عنك فى عمليه انغلاق روحى اذا و اجهتنى بالمنع، تماما كما لو كان العطاء- فى حياتى- خيرا مطلقا ارتاح له، و كما لو كان المنع شرا مطلقا اشعر بالانزعاج معه، فتكون علاقتى بك كعلاقتى بالاخرين من خلقك تبعا لاوضاع الايجاب و السلب بما يتصل بقضائك لى و حكمك على.
يا رب، اننى لا اجد فى نفسى- من خلال هذا الاحساس- الانسان المومن الذى يومن بان فى الغيب الذى يختزنه علمك الكثير الكثير من الخير الذى لا يعرفه الانسان الا من خلال و عيه للعمق فى طبيعه الاشياء، و للعاقبه فى نهايات الامور، فكم من امر يراه الانسان فى ظاهره او فى بدايته شرا و هو خير، لان هناك اكثر من عنصر يختفى فى عمق الواقع، او يختفى فى خفايا المستقبل، و كم من امر يظنه الانسان خيرا و هو شر، من خلال السلبيات الواقعيه الخفيه فى الحاضر و فى مدى الزمن.
و كم من قضايا لا ادرك حكمتها فى تجاربى المحدوده و لكن علمك باسرارها يحمل الكثير من مواقع الحكمه فى كل تفاصيلها.
لقد خلقتنى- يا رب- و انت اقرب الى من حبل الوريد، فانت الذى يحول بين المرء و قلبه، و يعلم ما توسوس به نفسه، يا مقلب القلوب، اعطنى من لطفك و هديك و رحمتك القوه على ان املك العمق فى ايمانى، و الامتداد فى انفتاح فكرى على المستقبل، و الوعى العميق لكل ما تنزله بى من انواع القضاء مما قد تفرحنى نتائجه، لانها تلتقى بما احبه و ارتاح اليه، لانه ينسجم مع رغباتى و حاجاتى فى الحياه، او مما قد تحزننى مشاكله، لانها توقعنى فى ما اكرهه و تزعجنى بما تثيره فى حياتى من تعقيدات، و تبتعد عما اتطلع اليه من طموحات الحركه فى الحاضر و المستقبل.
فاجعلنى من المومنين بك الواثقين بان اختيارك لى لم ينطلق الا من مصلحتى فى عمق حياتى من خلال الخير الذى يختزنه فى واقع الامر فى نهايه المطاف، مما قد لا يكتشفه الاحساس الظاهر او الملاحظه السريعه، لانك الرب الرحيم الحكيم الخبير بحاجات عبادك، فلا تتصرف فى شوونهم الا بما يصلح امورهم، مما قد لا يعرفونه و لا ينفتحون عليه من خلال جهلهم بحقائق الاشياء.
و وسع صدرى لكل مواقع حكمك فى حياتى، فلا يضيق بنتائجها السلبيه، و لا يتعقد من متاعبها المرهقه، مما يشق على النفس تحمله، و تضيق به ذرعا، فاعيش الرضى بكل قضائك فى احساس بالطمانينه بان فيه الخير كل الخير، و الربح كل الربح، و ان ما يواجهنى- الان- من الشر سوف ينفتح على الخير، و ان ما اعيشه من الحزن يختزن فى داخله الفرح.
و فى ضوء ذلك، اجعلنى ممن يشكرك على البلاء بالروح نفسها التى يشكرك بها على العافيه، و على الفقر كما على الغنى، و على المنع بالقوه الروحيه التى ينفتح فيها على العطاء، بل تزيد عن ذلك، لاعبر لك من خلال الثقه المطلقه بحكمتك و رحمتك، اننى عبدك الذى يوكد اخلاصه لك فى ساعات الالم باكثر مما يوكده فى ساعات اللذه، و يرى ان ما منعته من الخير يستوجب الشكر باكثر مما اعطيته، فى الموقف الذى يحس فيه بالانسحاق امامك و الذوبان فى عبوديته لك و ربوبيتك التى تدبر امره و تربى حياته.
احاديث مرتبط:
علت لزوم شكرگزارى كاملتر از خدا نسبت به چيزهايى كه از بنده ستانده است.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: «و ان من عبادى من لا يصلحه الا الفقر، فلو اغنيته لافسده ذلك».