ثم- يا الهى- ان المنحرفين عن خطك، العاصين لاوامرك و نواهيك، المتمردين على مسوولياتهم التى حملتها لهم، لا يسقطون- دائما- تحت و طاه عقابك و تاثير غضبك، بل قد ياتيهم العفو، و تطوف بهم الرحمه، فيمتدون فى الحياه و يتقلبون فى نعمك، بالرغم من امتدادهم فى الغى، و استمرارهم فى السير فى خط الانحراف، لان مساله العقاب لديك ليست كما هى فى الانسان مساله ثار للذات، و لان قضيه الغضب عندك، ليست كما هى فى الانسان قضيه انفعال سلبى بالاساءه، و لكنها- هنا و هناك- مرتبطه بالحكمه التى تراقب الانسان فى كل مجالاته الظاهره و الباطنه، و فى كل نقاط ضعفه، و فى كل امكانات تحوله من الشر الى الخير، و من الاساءه الى الاحسان، و من المعصيه الى الطاعه، فترحم مواضع ضعفه، و تلاحق كل مجالاته، و تمنحه الفرصه تلو الفرصه للتراجع و التصحيح، و للسير فى خط الاستقامه بدلا من خط الانحراف فى نهايه المطاف.
و هذا الذى يتطلع اليه المنحرفون الخاطئون، ليجدوا ان عفوك اعلى من عقابك، و ان رحمتك تتقدم غضبك، و لو لا ذلك لما استمر الانسان فى الوجود، لان بقاءه يمثل لحظه عفو و لمسه رحمه، فى سمو الالوهيه، و عظمه الربوبيه.
احاديث مرتبط:
غالب بودن عفو الهى بر معاصى مقتضى عقاب.
روى ان حبيب بن الحرث قال لرسولالله صلى الله عليه و آله و سلم: انى رجل مقراف للذنوب فقال له: فتب الى الله يا حبيب، فقال انى اتوب ثم اعود، قال: كلما اذنبت فتب، حتى قال عفو الله اكثر من ذنوبك يا حبيب.
ربيع الابرار للزمخشرى، مخطوط ص 43، باب الجنايه و الذنوب.
غفران بىنظير خداوند در قيامت.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: و يغفر الله يوم القيامه مغفره لم يخطر على قلب بشر.
بحارالانوار، ج 89، ص 129
آيات مرتبط:
كثرت عفو الهى:
وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (و هر [گونه] مصيبتى به شما برسد به سبب دستاورد خود شماست، و [خدا] از بسيارى درمىگذرد.) قرآن كريم، سوره مباركه الشورى (42)، آيه 30.