ترجمه: خوان روزى تو براى گناهكاران نهاده است و حلم تو بر سر راه مخالفان آماده. عادت تو است كه با بدكاران نيكوئى كنى و طريقت تو است كه تجاوزكاران را مهلت دهى به حدى كه از مداراى تو مغرور مىشوند و به توبه باز نمىگردند و تاخير انتقام تو آنان را از پشيمانى باز مىدارد.
شرح:
عادتك الاحسان الى المسيئين:
كلما تصورتك- يا رب- فى آفاق عظمتك التى لا تحد، و فى رحاب رحمتك التى لا ينتهى مداها، و فى مواقع لطفك فى امتداد كرمك الذى لا يضيق عن كل شىء و عن كل احد، كلما تصورتك فى ذلك كله فى ما يتصوره عقلى مما يمكن ان يبلغه فى ادراكه، تصورت الحياه بين يديك فى ارحب آفاقها، و فى اوسع مجالاتها، و فى اصفى مشاعرها، فاحس بالامن من كل مواقع الخوف، و بالطمانينه فى كل مواطن الحيره، و بالثبات فى كل مجالات الاهتزاز.
و اذا التقيت بالمعاصى فى حياتى العابثه اللاهيه بفعل وساوس الشيطان و احابيله، و خيل الى بانى ساعيش الحرمان من فضلك و عطفك من خلال استحقاقى للطرد من رحمتك، فانى اتصور الحقيقه الالهيه فى طريقتك فى حكمتك فى رعايه خلقك، فاهفو اليك من جديد و احس بالطمانينه فى عمق روحى الباحثه ابدا عن كل خير لديك.
انك- يا الهى- لا تعامل العصاه المتمردين على اوامرك و نواهيك باسلوب رد الفعل الانتقامى بحرمانهم من رزقك عند قيامهم بمعصيتك، بل يبقى رزقك و افرا مبسوطا عليهم، تماما كما لو كانوا بعيدين عن خط العصيان، لان عطاءك لا ينطلق من نقطه التعويض لما يقومون به من اعمال الطاعه، حتى اذا استبدلوها باعمال المعصيه فقدوا استحقاق العوض، و لكنه ينطلق من سر الكرم فى صفاتك الالهيه، فيشمل من يستحقه، و من لا يستحقه لانك اهل الكرم فى مواقعه فى الحياه.
انك لا تستعجل العقاب لمن عاداك:
و انت- يا رب- لا تستعجل العقاب لمن عاداك و ناواك و تمرد عليك، بل تمنحه من حلمك الذى يتسع لهم حتى يصل الى حد العفو و المغفره، لانك لا تنفعل- كما ينفعل عبادك- امام مظاهر التمرد عليك فى مخالفه اوامرك و نواهيك، و لا يحملك ذلك على المسارعه فى الانتقام فى حالات الغضب، لان المساله هى ان حركه هولاء فى واقع المناواه لا يسىء الى الله فى ذاته، فهو اجل و ارفع من ان تسىء اليه المعصيه فتنقص من قدره، و لكنها تسىء الى الاشخاص انفسهم فى ما يفقدونه من مصالح الطاعه او يقعون فيه من مفاسد المعصيه، مما يعود ضرره عليهم، و بذلك كان الحلم عنهم، لونا من الاشفاق عليهم فى ما يسيئون به الى اوضاعهم الخاصه و العامه فى الحياه، بالاضافه الى معنى كرم الله فى معنى حلمه، و علوه عن ان يواجه عباده بطريقه رد الفعل الذاتى على اعمالهم، و ليس هذا الاحسان فى بسط الرزق للعصاه و فى الحلم عن المناوئين حاله طارئه قد تحدث على سبيل المفاجاه فى بعض الاحوال، و لكنها- يا رب- نهج مستمر فى تعاملك مع عبادك، فتلك هى عادتك، كما ان الابقاء على هولاء المعتدين على مقامك، يمثل سنه قائمه دائمه فى طريقتك فى مواجهه اوضاعهم المنحرفه، انطلاقا من حكمتك فى تنظيم الواقع الانسانى على الاساس الثابت القوى الذى يحقق لهم الصلاح فى دينهم و دنياهم.
و لكنهم لم يفهموا ذلك فى اسرار الحكمه، بل فهموه فى اجواء غفلتهم الساذجه، فاعتبروه لونا من الوان الامتيازات التى يمنحها الله لهم لشطارتهم و مواقعهم الاستكباريه الاجتماعيه، فاغتروا باناه الله، اى التريث فى معاجلتهم، و كفوا عن التراجع عن خط الانحراف، و صدهم امهاله لهم فى الامتداد بالحياه باعمالهم السيئه، عن الاقلاع عن المعاصى التى يمارسونها.. و لو فكروا تفكيرا دقيقا فى حقائق القوه الالهيه و السنه الربانيه فى خط الحكمه، لعرفوا انك- يا رب- تانيت بهم فلم تعاجلهم بالعقوبه لتترك لهم الفرصه للتفكير المتوازن، ليشعروا- من خلاله- بالخطاء الكبير الذى وقعوا فيه و المشكله الصعبه المعقده التى يتخطبون فيها، ليدفعهم ذلك الى ان يفيئوا الى امرك فى خط تراجعى عماهم فيه، و ليعودوا الى الخط المستقيم، و انك امهلتهم و اعطيتهم هذه المده الطويله لانك تريد لهم الخير فى القرار الجديد فى التوبه الخالصه، و انت تعلم، انه لا موجب للعجله فى العقوبه، لان الذى يعجل هو الذى يخاف الفوت، او الذى يخشى من المتمردين على ملكه الذى قد يهتز امام استمرارهم فى التمرد، و لكنك- يا رب- على ثقه خالده بدوام ملكك الذى يرتكز على قوتك التى لا حد لها و عزتك التى لا ينتقص احد منها مهما كانت قوته و عظمته.. و بذلك كانت سنتك ان تترك لعبادك الفرصه الطويله لمواجهه التجربه و تجديدها، لينطلقوا فى تجربه النجاح عند الوقوع فى قبضه التجربه الفاشله، و ليتحركوا فى خط الاستقامه ليستقيموا عليه عند وقوعهم فى قبضه الانحراف، لانك تريد للانسان الذى يطلب السير فى دروب السعاده ان يستنفد كل التجارب التى تقوده اليها، فلا يسقط و يتجمد امام تجربه الشقاء التى قد تتكرر منه فى حالات طارئه لينتهى امره عندها، بل يتابع الطريق فى فرصه جديده يتجاوز فيها الحالات الطارئه الى مواقع جديده تفتح له ابواب السعاده على مصراعيها، ليدخلها من خلال ايمانه و حركته ليبلغ نهاياتها فى افضل وجه.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست آيات مرتبط:
فراگير بودن روزى خدا:
وَ لَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَ لكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (و اگر خدا روزى را بر بندگانش فراخ گرداند، مسلّماً در زمين سر به عصيان برمىدارند، ليكن آنچه را بخواهد به اندازهاى [كه مصلحت است] فرومىفرستد. به راستى كه او به [حال] بندگانش آگاهِ بيناست.) قرآن كريم، سوره مباركه الشورى (42)، آيه 27.