ترجمه: خدايا مرا توفيق ده كه بد كردار را به نيكى پاداش دهم و از ستمگرانشان درگذرم. و با همهى آنها به حسنظن رفتار كنم. و به نيكى كار همه آنها را بسازم و به عفت از آنها چشم فروپوشم و نرمى و فروتنى نمايم. و بر آسيبديدگان ايشان رحمت آرم و دلسوزى كنم و در باطن دل آنها را دوست بدارم و خيرخواه آنان باشم و بقاء نعمت آنان را بخواهم و هر چه براى خويشان خود واجب شمارم براى آنان نيز واجب شمارم و هرگونه خاصان خود را رعايت مىكنم آنان را رعايت كنم.
شرح:
و اجعلنى اجزى بالاحسان مسيئهم:
يا رب، سددنى للارتفاع بذاتى الى الدرجه التى اسيطر بها على نوازعها فى علاقتى بالاخرين، من الاقربين و الابعدين، لان النفس قد تجمح فترتفع على الناس من خلال بعض خصائصها المميزه، او مركزها الرفيع او اموالها الكثيره، و قد تتحرك انفعالاتها لتمارس رد الفعل ضدهم من خلال نزوه او هفوه او غضب، او انفه او حميه، او رياء او عصبيه.
اننا قد نضعف امام نفوسنا فنبتعد عن خط الاستقامه فى القول و الفعل، فاعطنا اللهم قوه السيطره عليها، لنمنعها من الانحراف عن مواقع رضاك، و هب لنا اخلاقيه السلوك فى منهج امرك و نهيك، لنواجه الاساءه التى قد يوجهها الينا بعض جيراننا و موالينا و غيرهم من الناس بالاحسان، فيكون الاحسان جزاء الاساءه، لا يضعف برد الاساءه بمثلها، بل لقوه الروح فى آفاق العفو، لان العفو اقرب للتقوى.
و اعرض بالتجاوز عن ظالمهم:
و لنقف امام الظالم الذى ظلمنا فى انفسنا و اهلنا و اموالنا و اعراضنا و فى خصوصيات حياتنا، فنتجاوز عنه، طمعا فى ان يدفعه ذلك الى الابتعاد عن ظلمه، لا سيما اذا وعى ان هذا الموقف كان من موقع قوه لا من موقع ضعف، لان كثيرا من حالات الظلم الفردى قد تخضع للتصورات الخاطئه التى يتصورها بعض الناس فى انفسهم فى اوضاع الانتفاخ الذاتى، بحيث يجهلون حجمهم و حجم الاخرين على اساس حاله طارئه توقعهم فى الوهم الطارىء، فيكون العفو الدقيق المدروس تاديبا لهم فى اسلوب التعامل مع الناس من حيث دراسه الموقف و الموقع و الخصوصيات فى حركه السلوك الايجابى و السلبى.
و استعمل حسن الظن فى كافتهم:
و اجعلنى اواجه امورهم جميعا، فى الاقوال و الافعال و العلاقات و المواقف و المواقع، على اساس حسن الظن، و ذلك بتنزيلها على العنوان الحسن، و الوجه الصحيح، و عدم المبادره الى تغليب جانب الشر على الخير، و الفساد على الصلاح، انطلاقا من الكلمه المرويه عن على اميرالمومنين (ع): «ضع امر اخيك على احسنه... و لا تظنن بكلمه خرجت من اخيك سوءا و انت تجدلها فى الخير محملا».
و هذا هو الاسلوب الاخلاقى الذى يمنع الانسان من الحكم بالسوء فى نفسه على الاخرين بمجرد الاحتمال، لان ذلك لا يمثل الدقه فى خط العدل، فلعل هناك وجها للخير فى هذا الفعل او فى هذه الكلمه، مما يمكن للناس ان يقصدوه او يريدوه، الامر الذى يوجب التوقف عن الحكم السلبى ضده، من خلال ما قد يظهر من وجه السوء ما لم يكن هناك حجه قاطعه على ذلك.
ان المساله هنا، هى مساله الاحتياط للعداله، و ليست مساله الكف عن الحذر، فقد تكون القضيه ذات وجهين يتصلان بالمصلحه الانسانيه المتوازنه، فلا نحكم بالسوء لمجرد رجحان الاحتمال فى هذه الدائره اذا كان هناك احتمال مضاد فى دائره الخير، و لا نحكم بالخير لمجرد احتماله من دون حجه، لان الحكم فى كل وجوهه لا بد ان يكون خاضعا للحجه التى تبطل ما يخالفها، و فى ضوء ذلك لا بد للانسان من مراعاه المساله فى دائره الحذر خوفا من صدق الاحتمال، فى الوقت الذى يمتنع فيه من الحكم خوفا من كذبه.
و اتولى بالبر عامتهم:
و هب لى روحيه البر لهم و العطف عليهم و الاحسان اليهم فى علاقتى بهم، او تولى امورهم، حتى اكون الانسان البار بالناس من حوله، انطلاقا من عمق الاحساس بالروحيه الاخلاقيه بقطع النظر عن رد الفعل لما يفعلونه.
و اغض بصرى عنهم عفه:
و اجعلنى اغض البصر عن عوراتهم و زلاتهم و عثراتهم مما لا يحل النظر اليه من باب العفه التى اردت لعبادك ان ياخذوا بها فى علاقتهم بالاخرين. و اذا كانت العفه الجسديه تفرض على الانسان ان يغض بصره عن عورات الناس، فان العفه الاجتماعيه تفرض عليه ان يغض بصره عن زلاتهم و عثراتهم و عيوبهم ليفضحهم او ليعيرهم بها، فانهما ينطلقان فى موقع واحد، و هو اسقاط الحرمات الانسانيه و التعدى عليها، و فى ضوء ذلك جاء الحديث عن الامام الصادق (ع) الذى استوحى العفه الاجتماعيه من روح العفه الجسديه، و ذلك فى روايه الشيخ الطوسى فى التهذيب، بسنده عن حذيفه بن منصور قال: «قلت لابىعبدالله (ع): شىء يقوله الناس: عوره المومن على المومن حرام. فقال: ليس حيث يذهبون، انما عنى عوره المومن ان يزل زله او يتكلم بشىء يعاب عليه، فيحفظه عليه ليعير به يوما ما». و عن زيد و عن ابىعبدالله (ع) فى ما جاء فى الحديث: «عوره المومن على المومن حرام، قال: ما هو ان ينكشف فترى منه شيئا، انما هو ان تروى عليه او تعيبه».
و الين لهم جانبى تواضعا:
و اجعل سلوكى- معهم- سلوك التواضع فى خفض الجناح و لين الجانب فى الكلمه و النظره و اللمسه و الروح المنفتحه على كل مشاعرهم و احاسيسهم فى احلامهم و آلامهم، حتى اكون الذليل لهم ذله التواضع، العزيز فى نفسى عزه الايمان، اقتداء برسولك (ص) فى سلوكه الاخلاقى فى ما جاء فى كتابك عنه: (فبما رحمه من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك) (آل عمران: 159).
و ارق على اهل البلاء منهم رحمه:
و وفقنى- يا رب- لاعيش مع اهل البلاء منهم- و من غيرهم- من موقع رقه القلب و الكلمه و المعامله و النظره العامه، رحمه بهم، و اشفاقا عليهم، لا كما يفعله المتجبرون من الناس فى نظرتهم المتعاليه الفوقيه الشامته، لافكر بان ما يجرى عليهم ليس و ليد نقص فى ذواتهم، او سوء فى مكانتهم، او عقوبه من الله، بل هو سنه الله فى الكون، فى ما يجريه على عباده من خلال قوانينه الطبيعيه التى اودعها فى الكون و الحياه و الانسان فى النظام الكونى الانسانى، مما يمكن ان يجرى علينا فى مستقبل الزمن، بما يجرى عليهم فى ماضيه.
ان انسانيه النظره الاخلاقيه الاسلاميه تفرض على الناس ان يرحموا هولاء، ليفتحوا قلوبهم على الامل فى المستقبل، و يوكدوا فى روحيتهم الرجاء بالشفاء و الفرج، و ليوحوا اليهم بانهم ليسوا اشخاصا معزولين عن المجتمع، لان البلاء لا يمثل حاله عزل اجتماعى، باعتبار انه ليس قيمه سلبيه فى الشخصيه الانسانيه، بل هو مجرد اختلال فى وظائف الجسد تاره، و فى ظروف الحياه اخرى، مما لا يتصل بعمق الخصائص الانسانيه التى يكبر الناس بها او يصغرون، و قد علمنا الاسلام فى منهجه التربوى فى ايحاءاته الانسانيه ان على المومن ان يقول- عند رويته لاهل البلاء-:
«الحمد لله الذى عافانى مما ابتلى به غيرى و لو شاء لفعل».
ليكون الموقف موقف حمد الله على العافيه من دون ان يكون سلبيا امام اهل البلاء، باعتبار ان ذلك بلاء من الله لحكمه يراها فى قضائه و قدره، لا لنقص فى ذواتهم.
و احب بقاء النعمه عندهم نصحا:
و اجعلنى عندما او اجههم فى الغيب اضمر لهم الموده فى قلبى، لانها ليست مجرد حاله فى العلن فى ما يجامل به الناس بعضهم بعضا، بما قد يخالف ما فى قلوبهم نفاقا و رياء، بل هى حاله عميقه تجعل حاله الغيب و الحضور واحده، فى عمق الموده القلبيه، و اجعلنى اعيش النصح لهم فى قلبى فافكر لهم دائما بالخير، و افرح لهم بالنجاح، و احب بقاء النعمه عندهم و زيادتها لهم حتى تمتد بهم الحياه فى فرح و سرور، و ذلك من خلال الشعور العميق الخالص المنفتح على حب الناس فى روح الاخوه الانسانيه الممتده فى الفكر الحق، و الشعور الطيب، و الموقف العادل.
اجعلنى- يا رب- الزم نفسى لما يعود بالخير عليهم ما الزمها لاهلى و اولادى، و ارعاهم به بما ارعى الناس القريبين منى ممن اختصه بعلاقتى به، حتى يكون احساسى بهم منطلقا فى الدائره العامه و الخاصه، فاجد مسووليتى تجاههم فى مسئووليتى تجاه الاقربين، لان ذلك هو سر انسانيه الايمان فى انسانيتى.
احاديث مرتبط:
شريفترين اخلاق.
روى ان جبرئيل عليهالسلام نزل على رسولالله صلى الله عليه و آله بقوله تعالى: «خذ العفو و امر بالعرف و اعرض عن الجاهلين»، فقال: يا محمد جئتك باكرم اخلاق الاولين و الاخرين، فصل من قطعك، و اعط من حرمك، و اعف عمن ظلمك. (مع اختلاف يسير)
تفسير البرهان، ج 2، ص 55
سفارش به حسن ظن به گفتار و افعال برادر دينى.
اميرالمومنين صلوات الله و سلامه عليه فى كلام له، فقال: ضع امر اخيك على احسنه حتى ياتيك ما يقلبك منه، و لا تظن بكلمه خرجت من اخيك سوء و انت تجدلها فى الخير محملا.
تفسير البرهان، ج 4، ص 209، و الكافى، ج 2، ص 362، ح 3
غض بصر از عيوب و لغزش مؤمن.
عن حذيفه بن منصور، قال: قلت لابىعبدالله عليهالسلام: شىء يقوله الناس عوره المومن على المومن حرام فقال: ليس حيث يذهبون، انما عنى عوره المومن ان يزل زله او يتكلم بشىء يعاب عليه، فيحفظه عليه ليعيره به يوما ما.
التهذيب، ج 1، ص 375، ح 10
عن الشحام عن ابىعبدالله عليهالسلام فيما جاء فى الحديث: عوره المومن على المومن حرام، قال: ما هو ان ينكشف فيرى منه شيئا، و انما هو ان يروى عليه او يعيبه.