و از دعاهاى آن حضرت (ع) است چون سوى ابر و برق مىنگريست و آواز رعد را مىشنيد
شرح:
دعاوه اذا انظر الى السحاب و البرق و سمع صوت الرعد
كيف ينظر المومن الى الظواهر الكونيه؟
كيف ينظر الانسان المومن الى الظواهر الكونيه المتصله بالواقع الانسانى فى
حياته فى دائره النعمه تاره و فى دائره النقمه اخرى؟
و كيف يفكر فى طبيعتها الوجوديه؟ هل يستغرق فى خصائصها و جمالاتها بحيث ينفصل عنها ليدخل فى فكر منفتح على دلالاتها العقيديه الروحيه، فيجعلها منطلقا للانفتاح على عظمه الله فى خلقه، و على خضوع الكون لله و حركه ظواهره فى تحقيق اراده الله فى النظام الوجودى العام للحياه و الانسان؟
ان هذا الدعاء يمثل لونا من الوان الاسلوب الروحى للامام زينالعابدين (ع) الذى يستنطق كل ما فى الكون ليجد فيه دليلا على الله، و مناسبه لشكره، و فرصه للدعاء فى الاستزاده من نعمه، و الخلاص من نقمه، حتى يكون النظر الى ظواهره، و الاستماع الى كل الاصوات الصادره منها، و الانفتاح بكل عناصر الحس على كل خصائصها، منطلقا لذكر الله، و موضوعا للتفكير فيه، و حركه فى النفس فى اجواء عبادته.
و هذا هو سبيل المومن فى الاستجابه لله فى الدعوه الى التفكير فى اسرار السموات و الارض، ليعرفها فى عمق المعانى التى تدل عليها ظواهرها، و الخصائص العظيمه التى تختفى فى داخلها، حتى لا تكون النظره الى الكون نظره بلهاء، و الى ما يختزنه فى وجوده ملاحظه سطحيه لا تنطلق الا من خلال اللهو و العبث، فان الله يريد للانسان ان يستخدم حواسه فى القيام بجوله فكريه فى العالم الذى يعيش فى داخله و يحيط به، ليزداد بذلك علما و وعيا و ايمانا، لان الله لا يريد للانسان ان ينطلق فى ايمانه من موقع الايمان الاعمى، بل الايمان المنفتح الواعى الذى يعرف الاساس الفكرى و الوجودى الذى يرتكز عليه الالتزام العقيدى بوحدانيه الله و عظمته و نعمته.
ان الله يريد للمومن ان يقرا فى كتاب الكون ليعيش تجربته الفكريه، و حركته العلميه، قبل ان يقراء فى الكتب التى صنفها الناس الاخرون، لان عليه ان يدخل فى تجربته الذاتيه و يستنطقها قبل ان يطلع على تجربه الاخرين الذين يكتبون خلاصه تجاربهم، ليحصل لديه التفاعل بين ما لديه و ما لديهم.
و قد راى الامام زينالعابدين (ع) فى السحاب و البرق و الرعد آيتين من آيات الله باعتبارهما دالين فى نظامهما الوجودى على سنه الله فى توفير عناصر الحياه للارض و للانسان، و بما تشتملان عليه من الاسرار الابداعيه فى تكون السحاب و اختزانه للماء، و فى حركه البرق و الرعد فى ايحاءاتهما بالخوف و الرجاء و فى طبيعتهما الذاتيه فى عناصرهما الحيه، الامر الذى يجعلهما و سيلتين من وسائل معرفه الله من خلال خلقه. و قد لا حظ فى موقعهما الوظيفى من نظام الكون فى حركه النعمه و النقمه من خلالهما، انهما عونان من اعوان الله على تحقيق ارادته فى الوجود، طائعان له فى انزال الرحمه النافعه تاره و النقمه الضاره تاره اخرى، لا ينحرفان عن ذلك و لا يبتعدان عن الخط الكونى المرسوم لهما، لان طاعتهما لا تنطلق من اراده قد تضعف و قد تقوى تبعا للنوازع و الحوافز الكامنه فى الذات فى تاثرها بما حولها و من حولها، بل تنطلق من ذاتيه تكوينهما الذى اودعه الله فى سر حركتهما الدائبه فى البرنامج الموضوع لهما فى نظام الكون، فهما باراده الله يتحركان، فاذا اراد لعباده الخير امطرهما مطر الخصب و الرخاء، و اذا ارادلهم البلاء امطرهما مطر السوء و العناء.
و فى ضوء هذا، كان الدعاء فى الطلب الى الله ان لا يجعلهما مصدر نقمه و بلاء، بل مصدر نعمه و رخاء.
فاذا كان البلاء الذى ينزله الله علينا ناتجا من سخط الله و غضبه، فان الدعاء يستنزل رحمه الله و عفوه انطلاقا من ايماننا الذى هو شفيعنا فى ما نطلبه من الله من تحويل المحل الى خصب، و فتح القلوب على الله من خلال رزقه، حتى لا ينصرف الناس فى غفلاتهم الى غيره من عباده الذين يملكون الغنى من خلال غناه، فاذا اعطونا من مالهم فمن مال الله الذى اعطاهم، لانه هو الذى يغنى الناس من واقع بره، لانه يملك الامر كله فى ما يمنحه من الخير او فى ما يدفع عنه من الشر، و هكذا يتحول الاحساس بالله فى عطائه الى سبب من اسباب الحمد و الشكر لله المنان الوهاب.
اللهم ان هذين آيتان من آياتك، و هذين عونان من اعوانك يبتدران طاعتك برحمه نافعه او نقمه ضاره، فلا تمطرنا بهما مطر السوء، و لا تلبسنا بهما لباس البلاء.
البرق و الرعد آيتان من آيات الله:
يا رب، لقد خلقت السحاب الذى يجرى فى الفضاء بقدرتك، و البرق الذى يضىء الكون بسرعه و يوحى بالحريق تاره، و بالمطر اخرى، و الرعد الذى يقصف الاجواء بقوه فيثير الخوف من صواعقه و من شده صوته، كما يوحى بالامل المنطلق من ضغطه الذى ينزل السماء مدارا.
انهما آيتان من آياتك المنتشره فى الكون التى تدل على وجودك و وحدانيتك فى عظمتك و قدرتك، و ما فى حركتهما الدائبه السريعه الممتده فى الزمن ليكونا جزاء من النظام الكونى الخاضع للسنن الالهيه التى تختزن فى عناصرها الاسرار التى تجعل من الارض ساحه للخصب و للرخاء و الحياه، و تمنحها الرى و الجمال و التنوع، فتكون مهادا للانسان و فرصه طيبه للعيش، و موقعا لحركته الوجوديه فى دائره النمو و التطور و الابداع، ليجعل من الارض جنه مصغره على الارض، حيث هيات له كل عناصر العيش و ادوات الحركه، فاقمت عليه الحجه بذلك كله ليكون خليفتك العامل بطاعتك المتحرك بارادتك السائر فى الطريق المستقيم الذى يودى اليك.
و هذان- يا رب- من الوسائل الطبيعيه التى تمثل الادوات التى تستعين بها على تنفيذ مهمات ارادتك مما تريد للحياه ان تمتد به، و للانسان ان يملك شروط حياته من خلالها، فهما مخلوقان طائعان بنفس وجودهما، فالطاعه سر كل العناصر المودعه منهما، فلا يملكان ان ينحرفا عن الخط المرسوم لهما، و القانون الذى يحكمهما، و هذا ما يجعلهما يتحركان بالمبادره الدائمه لما تريده من رحمه نافعه لعبادك فى لطفك بهم من خلال الخصب و الرخاء فى المطر النازل من السماء، او من نقمه ضاره بهم فى بلائك لهم من الصواعق المحرقه و السيول المغرقه، و ما يترتب علينا من الخراب و الدمار و فساد الزرع و سقوط الثمار.
اللهم فالطف بنا بما تنزله من المطر، فلا تجعلهما سببا فى مطر سوء يثقل حياتنا بنتائجه السيئه، و لا تلبسنا لباس البلاء من خلال الاجواء المثقله بالمشاكل، فانت الذى توجههما بارادتك و تحركهما بمشيئتك.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست آيات مرتبط:
برق، از نشانههاى خدا:
وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (و از نشانههاى او [اينكه] برق را براى شما بيمآور و اميدبخش مىنماياند، و از آسمان به تدريج آبى فرومىفرستد، كه به وسيلهى آن، زمين را پس از مرگش زنده مىگرداند. در اين [امر هم] براى مردمى كه تعقّل مىكنند، قطعاً نشانههايى است.) قرآن كريم، سوره مباركه الروم (30)، آيه 24.
هر كس را كه خدا بخواهد، دچار صاعقه مىشود:
وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ يُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَ هُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (رعد، به حمد او، و فرشتگان [جملگى] از بيمش تسبيح مىگويند، و صاعقهها را فرومىفرستد و با آنها هر كه را بخواهد، مورد اصابت قرار مىدهد، در حالى كه آنان دربارهى خدا مجادله مىكنند، و او سختكيفر است.) قرآن كريم، سوره مباركه الرعد (13)، آيه 13.