ترجمه: خدايا! درود بر محمد و آل او فرست. و به بهترين وجهى مرا در مراعات حق همسايگان و بستگان من يارى كن كه حق ما را شناختند و از دشمنان ما تبرى جستند.
شرح:
دعاوه لجيرانه و اوليائه اذا ذكرهم
مفهوم الجار فى الاسلام:
للجار فى النصوص الدينيه قربى فى الخط الاخلاقى الذى يربط الانسان بالانسان على مستوى الحقوق اللازمه حينا، و المستحبه حينا آخر، حتى ورد
الحديث عن رسولالله (ص): «ما زال جبرائيل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه»، و عن على (ع): «ان رسولالله (ص) قال فى صله الجار المسلم: ما آمن بى من بات شبعانا و جاره المسلم جائع، ثم قال: ما زال جبرائيل (ع) يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه». و قد جاءت النصوص الحديثيه عن ضروره الاحسان الى الجار بالدرجه العليا، بحيث ان المطلوب هو تحمل الاذى منه، و الاكتفاء بعدم ايذائه.
و ربما كان الاساس فى ذلك ان هذا القرب فى البيت او المحله يجعل الناس الذين يعيشون فى دائرته فى حاله تواصل دائم، و قد يودى الى مشاكل دائمه من خلال تصادم الحاجات و المصالح و الاوضاع، و اختلاف الطباع، و تنوع العلاقات، و تنافر المشاعر، الامر الذى قد يثير التعقيدات اليوميه بين هولاء الناس، اذا بقيت العلاقات فى نطاقها المادى الذى يخضع لحساب الارباح و الخسائر الذاتيه، فتتحول الحياه الى جحيم لا يطاق من دون ان يكون هناك مجال للتخلص منه بطريقه واقعيه، لان من الصعب على الانسان ان ينتقل من بيته الى بيت آخر فى محله اخرى، و قد يعيش المشكله نفسها فى المنطقه الاخرى مع اناس آخرين، فتتجدد السلبيات عنده.
لذلك كانت التعاليم الاسلاميه الاخلاقيه تعمل على تعميق العلاقه بين الجيران، بحيث يدخل فيها العنصر الروحى الذى يدفع بالانسان الى الاحساس بالقرابه الروحيه التى يرعاها الله، و بالالتزامات الالهيه الشرعيه التى يحبها لعباده، كما يعدهم بالقرب منه بقدر التزامهم بها، فينطلق الانسان معها من روحيه التقرب الى الله مع هولاء الناس، بحيث يعيش التضحيه بمزاجه و بمصالحه و براحته و ببعض اوضاعه لمصلحه جيرانه طلبا لما عند الله، و تقربا اليه، فلا يتعقد من مشكله يثيرها هذا معه او مع عياله، و لا يشعر بالاثاره اذا اثارته كلمه من هنا او حركه من هناك.
و اذا اختزن الانسان هذا الشعور تجاه جيرانه، فى داخل نفسه، فانه يتحول الى طبيعه اخلاقيه ثانيه، تتغير بها اخلاقه، و تتبدل بها مشاعره، مما قد يثير الاجواء الحميمه فى ذاته، بالاضافه الى الاجواء الطبيعيه التى توحى بالالفه و الانفتاح.
و هكذا نلا حظ ان المنهج الاسلامى يوكد على الخط الروحى فى تخفيف التعقيدات الاجتماعيه، كما فى مجتمع العائله و الارحام و الجيران و نحوه من المجتمعات التى يلتقى افرادها على عناصر من القربى الماديه التى تودى الى اللقاءات الكثيره بين الافراد، و التشابك الدائم فى حركه المصالح و النوازع و الطباع فى العلاقات، فيرفع درجه الثواب كلما كان التواصل اكثر، و الخدمات افضل، و الاحساس اكثر موده و رحمه، و التضحيه اكبر، كما يرفع درجه العقاب فى القطيعه و الاساءه و الاهمال و المشاعر المضاده، و الحركه السلبيه.
و اذا كانت المناهج التربويه فى المساله الانسانيه الاخلاقيه لا تحقق اهدافها على مستوى النتائج الايجابيه الثانيه، فانها تخفف الكثير من الحده و الانفعال النفسى و المشاكل العمليه، بدرجه كبيره. و هذا ما نلاحظه فى سلوك المومنين فى صله الارحام و الجيران و علاقتهم ببعضهم البعض فى المساله الايمانيه.
و اذا كان الجيران بهذه المنزله من الاهتمام، فان للاولياء دورهم فى المساله الشعوريه و العمليه، و المراد بهم الاحباء و الاتباع و المويدون الذين يرتبط الانسان بهم و يرتبطون به، من خلال الخط الفكرى او السياسى او الاجتماعى الذى يجعل الشخص رمزا، ليكون هولاء الجماعه التى تنفتح حياتها فى سلوكها العملى على هذا الرمز باعتباره تجسيدا او مثالا او عنوانا للفكره التى يلتزمونها او يومنون بها.
و ربما تلتقى مثل هذه العلاقه بالسلبيات الكثيره على مستوى حاله التعصب التى قد يختزنها الاتباع للرمز، فيمتد الامر بهم الى درجه العلو من جهه، عندما ترتفع مشاعرهم لتضفى عليه هاله كبيره من الاحاسيس و الخيالات بما يتجاوز حده و قدره، و ينحرف بهم الخط الى درجه الغاء الاخر الذى قد يملك بعض ما يملكه الرمز من معطيات و كمالات، فلا يرون فيه شيئا من ذلك، و يتطور بهم الموضوع الى ان ينسبوا اليه اشياء كثيره من النقائص التى لم يتصف بها لينزلوا بقدره عن مستواه الطبيعى، او ليبتعدوا به عن هذا المستوى من حيث الاساس.
و قد يتعصب الانسان للاشخاص الذين يحبونه و يتبعونه و يويدونه، فلا يرى
فيهم الا الا يجابيات، فيغمض عينيه عن سلبياتهم الفكريه و العمليه، و ينكر على الناس الذين ينتقدونهم هذا النقد، و يرى فى كلامهم عنهم ظلما و عدوانا، فاذا اقبل عليهم و اقبلوا عليه قارضهم مدحا بمدح و ثناء بثناء، لان العلاقه تنطلق من المشاعر و لا تنطلق من العقول. هذا من جهه، و من جهه اخرى، فان هناك لونا من المسووليه التى يتحملها الانسان لاوليائه فى رعايه امورهم و استقامه خطوطهم، و الانفتاح عليهم بما يرضى الله سبحانه فى القول و الفعل.
و هذا ما عاشه الامام زينالعابدين (ع) فى دعائه لجيرانه و اوليائه اذا ذكرهم، فاننا نراه يتحسس الصوره التى يجب ان يكونوا عليها من حيث هم الجماعه التى يريد لها ان تكون المثال الحى للجماعه المسلمه، التى تاخذ باداب الاسلام فى الارفاق بالضعيف، و سد خله المحتاج، و عياده المريض، و هدايه المسترشد، و نصح المستشير، و تعهد القادم، و كتمان الاسرار، و ستر العورات، و نصره المظلوم، و حسن المواساه بالمعونه، و العود على الناس بالجده و الافضال، و اعطاء ما يجب لهم من الحقوق بطريقه المبادره، و عدم انتظار الطلب بالسئوال.
اما كيف يتصور طريقه التعامل معهم من حيث رد الفعل تاره، و من حيث الفعل اخرى، فان الصوره المشرقه تتمثل فى جزاء الاساءه بالاحسان، و التجاوز عن ظالمهم، و حسن الظن معهم كافه، و البر بهم عامه، و غض النظر عن محارمهم عفه، و لين الجانب لهم تواضعا، و الرقه و الشفقه على اهل البلاء منهم من باب الرحمه، و ان اخلص الموده بالغيب، فاسر بها للتدليل على ان المساله ليست مساله اعلان ظاهر، و انصح لهم، فاحب بقاء النعمه لهم تدليلا على المحبه و النصيحه، و اوجب لهم من الحقوق و الرعايه و العنايه ما اوجبه لقرابتى و اخصائى من الناس.
و يختم الدعاء بالتمنى على الله، و دعائه، بان يجعلهم يفكرون بالطريقه التى يفكر بها، فى وعى البصيره بالحق اللازم لهم تجاهه، لتكون المساله فى نتائجها الانسانيه، التبادل فى الاحساس بالسعاده فى ما يقدمه كل منهم الى الاخر من القلب المفتوح، و الحركه المنفتحه على الانسانيه.
و فى اجواء هذا الدعاء، نعيش الخط التربوى الاسلامى فى العلاقات الانسانيه فى حقوق الانسان على الانسان، بحيث تتجاوز مساله الجانب المادى فى التبادل، لتنطلق الى الجانب الروحى الذى يرتفع به الانسان فى الانفتاح على اخيه الانسان، بقطع النظر عما يقدم الاخر اليه، لتكون المساله الاخلاقيه مساله قيمه روحيه، لا مساله منفعه ماديه، و هذا ما ينبغى للتربيه العمليه ان تنطلق نحوه و تتحرك فى اتجاهه، كما ينبغى للقائمين على شوون التربيه اختيار الدعاء كوسيله تربويه من خلال الادعيه التى تحمل مضامينها منهجا تربويا كهذا الدعاء، لان للدعاء ايحاءاته المميزه من حيث تجسيده للمشاعر النفسيه التى يتمثل فيها الانسان المضمون الدعائى كحاله ذاتيه ينطلق بها الى الله، كما ينطلق بحاجاته الاخرى فى ابتهالاته الروحيه امامه.
اللهم صل على محمد و آله، و تولنى فى جيرانى و موالى العارفين بحقنا، و المنابذين لاعدائنا، بافضل و لايتك.
العلاقه بالجار علاقه خط و فكر و قيمه:
يا رب، ان لى جيرانا تتصل مواقعهم بموقعى، و تلتقى اوضاعهم باوضاعى، و تمتد صلتهم بىوصلتى بهم امتداد العمر، الامر الذى يجعلنى اعيش همهم فى اهتماماتهم و اوضاعهم، فافكر بهم و ادعوك لهم كما ادعوك لنفسى و لاهلى، من خلال المصير المشترك و العلاقه الوثيقه، و ان لى اولياء ممن يحبوننى و ينصروننى و يتبعوننى و يويدوننى و يكونون عونا لى على مواجهه مشاكل الحياه، و تحديات الاعداء، فهم يعرفون حقى و ينبذون اعدائى، انطلاقا من و عيهم للقاعده الفكريه التى انطلق منها فى حركتى فى الواقع، مقارنه بالقاعده الفكريه المضاده التى انطلق منها الاعداء، فيرون فى الخط الفكرى لى ايجابيات الحق و الخير و العدل، و يكتشفون فى الخط سلبيات النتائج المتنوعه فى واقع الانسان، فلم تكن المساله عصبيه للشخص او العائله او الموقع، بل كانت التزاما بالعقيده و الشريعه و المنهج و الهدف الكبير، و ذلك هو الذى يجعل من العلاقه علاقه خط و فكر و قيمه، لا علاقه ذات و عصبيه و جاهليه.
اللهم تولنى فيهم بالنصره لهم و القيام بامورهم، و الكفاله لمصالحهم، و الرعايه لشوونهم، و حمايه وجودهم من كل خطر، و اصلاح اوضاعهم فى كل موقع، و اجعل ذلك افضل ما تتولى به عبدا من عبادك بولايتك التى تجسد الخير كله للانسان فى دنياه و آخرته.
احاديث مرتبط:
اهميت رعايت حق همسايه.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: ... و ان الجار كالنفس غير مضار و لا آثم، و حرمه الجار على الجار كحرمه امه و ابيه. (امام صادق عليهالسلام مىفرمايد: در كتاب اميرالمومنين عليهالسلام خواندم كه رسول خدا صلى الله عليه و آله نوشتهاى بين مهاجر و انصار و هر كس از اهل مدينه كه ملحق به آنها مىشد نوشت، كه اين جمله در آن نامه است: همسايه به منزله خود توست، به اندازهى خودت لازم است رعايت شود و از وى حفاظت به عمل آيد، مگر همسايهاى كه براى همسايه ضرر داشته باشد، و در حق همسايه آلوده به جرم و جنايت و خيانت گردد، و احترام و ارزش همسايه همانند احترام مادر و پدر انسان است.) بحارالانوار، ج 19، ص 167
قال الصادق عليهالسلام: حسن الجوار يزيد فى الرزق. (خوب همسايهدارى روزى را زياد مىكند.) كافى، ج 4، ص 499-498
رعايت حق همسايه.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: لا يومن عبد حتى يا من جاره بوائقه. (رسول خدا صلى الله عليه و آله فرمود: عبد، مومن نيست مگر اينكه همسايهاش از مزاحمت او در امان باشد.) مستدرك سفينة البحار، ج 2، ص 149
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: من خان جاره شبرا من الارض جعلها الله طوقا فى عنقه من تخوم الارضين السابعه، يلقى الله يوم القيامه مطوقا الا ان يتوب و يرجع. (كسى كه به اندازهى يك وجب زمين به همسايهاش خيانت ورزد، آن يك وجب را خداوند از پوستهى هفتم زمين حلقهى گردن او كند، و بدين صورت خدا را در قيامت ملاقات نمايد، مگر اينكه توبه كند و از ظلم به همسايه برگردد!) مستدرك سفينة البحار، ج 2، ص 149
قال اميرالمؤمنين عليهالسلام: حريم المسجد اربعون ذراعا، و الجار اربعون دارا من اربعه جوانبها. (حريم مسجد چهل ذرع، و حريم همسايه از چهار طرف چهل خانه است.) بحارالانوار، ج 74، ص 152-151
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: احسن مجاوره من جاورك تكن مومنا. (با همسايه به نيكى همسايگى كن تا مومن باشى.) ميزانالحكمة، ج 2، ص 190
اهميت رعايت همسايه.
قال الصادق عليهالسلام: حسن الجوار يعمر الديار، و ينسى فى الاعمار. (خوب همسايهدارى خانمانها را آباد سازد، و عمرها را طولانى گرداند.) كافى، ج 4، ص 500
عدم رعايت حق همسايه و عقاب خداوند.
قال الصادق عليهالسلام: ملعون ملعون من آذى جاره. (از رحمت حق دور است، به لعنت الهى دچار است كسى كه همسايهاش را بيازارد.) بحارالانوار، ج 74، ص 153
بهشت جايگاه معترفين به حق.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: انت يا على و اصحابك فى الجنه، انت يا على و اتباعك فى الجنه. (يا على تو و اصحاب تو در بهشت هستيد، اى على تو و پيروان تو در بهشت هستيد.) بحارالانوار، ج 68، ص 22
پاداش خداوند و دوستى با ائمه.
قال الصادق عليهالسلام: ان الناس اخذوا يمينا و شمالا و انكم لزمتم صاحبكم، فالى اين ترون يريد بكم؟ الى الجنه و الله، الى الجنه و الله، الى الجنه و الله. (مردم به راست و چپ گرايش پيدا كردند، شما متوسل به امام حق شديد، فكر مىكنيد عاقبت شما كجاست؟ و الله بهشت، و الله بهشت، و الله بهشت است.) بحارالانوار، ج 68، ص 21
آيات مرتبط:
رعايت حق همسايه:
وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ بِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى وَ الْجارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً (و خدا را بپرستيد، و چيزى را با او شريك مگردانيد؛ و به پدر و مادر احسان كنيد؛ و دربارهى خويشاوندان و يتيمان و مستمندان و همسايهى خويش و همسايهى بيگانه و همنشين و در راه مانده و بردگانِ خود [نيكى كنيد]، كه خدا كسى را كه متكبّر و فخرفروش است دوست نمىدارد:) قرآن كريم، سوره مباركه النساء (4)، آيه 36.
ترجمه: و آنان را توفيق ده كه سنت تو را برپاى دارند و آداب نيكوى تو را فرا گيرند. ناتوانان خود را يارى كنند و حاجت ايشان را برآورند. بيماران را عيادت كنند. طالبان حق را راه نمايند، و مشورتجوى را خيرخواه باشند. و بازگشته از سفر را ديدن كنند، راز همكنان را پنهان دارند و عيب آنان را بپوشند و به يارى ستمديدگان برخيزند. و در رخت و كالا مواسات يكديگر نمايند. دارائى و احسان خود را از ديگران دريغ ندارند، و آنچه بايد ببخشند پيش از سئوال ببخشند.
شرح:
اللهم وفقهم للاخذ بمحاسن ادبك:
يا رب، اننى عندما افكر فى جيرانى و موالى، فاننى افكر بهم كجزء من المجتمع الاسلامى الكبير فى القيم الاخلاقيه و الاجتماعيه التى يعيش فيها كل فرد من افراده مشاكل الفرد الاخر، و يحمل همه، و ينفتح على اهتماماته، تماما كما هى الصوره الاسلاميه للمجتمع المومن المسلم من خلال حديث رسولك محمد (ص) حيث قال: «مثل المومنين فى توادهم و تراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر و الحمى». و قوله (ص): «من لم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم»: او: «من سمع رجلا ينادى يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم»، و غيرها من الاحاديث التى توكد الخط الاخلاقى الاجتماعى الذى نزلت به آياتك ، مما يوحى بضروره الترابط العضوى، و التكامل العملى، و التكافل الاجتماعى بين المومنين، ليتحول المسلم الى وحده فى التنوع فى الافكار و الطاقات و المواقع و الوسائل و الغايات.
اننى لا اريد ان اعيش معهم، كانسان يلهو مع الانسان الاخر، او يستمتع بما يقدمه له من المتع، او ينطلق معه فى اجواء اللغو و العبث و اللامبالاه، بل اريد ان اعيش معهم كانسان يتحمل مسووليه المواقع مع الاخرين، لننطلق- معا- فى بناء الحياه، على الصوره التى تحب، و ذلك من خلال الدوائر الصغيره، كالجيران فى محلتهم، و المنتمين فى مواقع انتمائهم، ليمتد ذلك الى الدائره الكبرى التى تلتقى عندها الدوائر الصغيره، كما تلتقى الجداول عند النهر الكبير.
اللهم انى ابتهل اليك ان تمدهم بتوفيقك لا قامه سنتك فى كل شرائعك التى امرت رسولك ان يخطط للناس حياتهم على نهجها القويم، لياخذوا بها فى كل قضاياهم الفرديه و الاجتماعيه، ليكون منهجك هو منهجهم، و طريقك هو طريقهم، و سنتهم هى سنتك التى تضىء لهم كل الدروب.
و خذ بايديهم الى الاخذ بمحاسن ادبك الذى ادبت به رسلك ليودبوا به مجتمعاتهم، ليعرف الناس- من خلالهم- كيف يزرعون الارض الانسانيه حبا و حنانا و عطاء و بذلا و رحمه و موده و نصحا و تضحيه، و رشدا و هدايه و انتصارا و مواساه، و تقويه للضعيف فى كل مواقع ضعفه، و كيف يتحولون الى قوه تمنح الانسان قوه، و ترتفع بالحياه كلها الى المستوى الاعلى للقوه و الرحمه و الثبات، و ذلك من خلال المفردات الاخلاقيه القيميه التاليه:
1- الارفاق بالضعيف، و ذلك بالتعرف على نقاط ضعفه فى جسده و عقله و روحه و موقعه و ثقافته و فى ماله و حركته، و ذلك من اجل ايصال القوه اليه بحسب حاجته فى الكم و النوع بلطف و لين، بحيث يتحول الى عنصر قوى فاعل يمنح الحياه القوه من خلال قوته الجديده، فان الله لا يريد للضعيف ان يستسلم لضعفه، كما لا يريد للمجتمع ان يهمل الضعفاء فى داخله، فلا بد له ان يرفق بهم فى ما يقدمه لهم من عون و مساعده.
2- سد الخله، و هى الحاجه و الفقر و الخصاصه، فلا بد للمجتمع ان يبادر للتعاون على ازالتها بكل الوسائل الممكنه، و الفرص المتاحه، و الامكانات المتوفره، من اجل التخفيف من معاناه الفقراء، او حل مشكلتهم، من خلال خطه مدروسه تضع البرنامج المتوازن لاقامه التوازن بين الانتاج و التوزيع، ليكون الحل حلا عاما للمشكله فى جذورها العميقه، فذلك هو الافضل، و لكنه اذا لم يكن ممكنا فى حجم المرحله، فلا بد من الانطلاق نحو الحلول الجزئيه فى خصوصياتها و اولوياتها فى الجماعات و الافراد.
3- عياده المريض، و ذلك بزيارته و تفقد حاله، و تقديم العواطف القلبيه اليه، بالدعاء له بالشفاء، و التمنى له بالصحه، فان ذلك مما يحبه الله، لانه يجسد الانفتاح على آلام المرضى و احزانهم، مما يخفف عنهم الضغط النفسى الذى يعانونه، و الوحده الموحشه امام تهاويل المرض و اخطاره، فلا يشعر بان مرضه قد ابعده عن الحياه، ليواجه مصيره المجهول وحيدا، بل يرى بانه لا يزال يعيش فى قلب الواقع الاجتماعى الذى يزحف اليه ليشاركه احاديثه فى قضاياه، و ليئونس وحشته بالحيويه العاطفيه التى تغمره بالحنان، فيخضر الامل فى قلبه، و تتوهج الثقه فى روحه، فيكون عنصر قوه، بدلا من ان يكون عنصر ضعف.
-4- هدايه المسترشد، و ذلك بدراسه مواقع جهله و مواطنه مع التعرف على نوعيه ذهنيته، و طبيعه آفاقه، و مدى قابليته، و ذلك من اجل تهيئه الفكر الذى يهديه، و الاسلوب الذى يرشده، و الجو الذى يفتح قلبه على الحق فى افقه الواسع و ميدانه الرحب، و تلك هى مهمه المسلم فى ذاتيته الفرديه و الاجتماعيه، فهو ليس انسانا يعيش انانيه الانتماء فى خط الهدى، بل هو انسان يعيش رساليه الحركه من اجل ان يرشد الناس الى طريق الله، ليكون كل مسلم داعيه حركيا فى كل ساحات الصراع بين الحق و الباطل، حيث يجد كل ضائع مسترشد بغيته و حاجاته.
-5- نصح المستشير، فقد يحتاج الكثيرون ممن يتخبطون فى مشاكل الحياه المحيطه بهم، و يواجهون الكثير من القضايا الشائكه و الاوضاع المعقده، و يندفعون للحصول على بعض المكاسب، و للتخفيف من بعض الخسائر، قد يحتاج هولاء جميعا و امثالهم فى المجالات الاخرى الى الراى الصواب فى حل المشكله، و مواجهه العقده، و معرفه العلاقه و الشخص و الجو و الارض و الظرف و الواقع، و نحو ذلك مما يدخل فى تحقيق الهدف، او البعد عن الاخطار، فينطلق الناصح برايه الذى يجهد كل فكره، و يستشير كل تجربته، و يستنطق كل خبرته، من اجل ان يعطيه الراى الاصوب، و الخبره الناضجه، لينصحه بالسير فى هذا الاتجاه، او ايجاد هذه العلاقه، او التوقف فى هذا الحد، او الحذر من هذا الشخص او ذاك، او التعامل بهذه المعامله، او ترك ذلك.
و قد جاء فى الحديث «ان الدين النصيحه لله»، كما جاء فى بعض الروايات: «من استشاره اخوه المومن فلم يمحضه النصيحه سلبه الله لبه»، و قد ذكر الفقهاء، ان الغيبه تجوز فى حال توقف النصيحه عليها.
-6- تعهد القادم من السفر بزيارته لتفقد احواله، و تعرف ظروفه فى ما مضى و فى ما يستقبل، لتقديم العون له اذا كان للعون حاجه من خلال ذلك.
-7- كتمان اسرارهم، لان السر امانه صاحبه عند سامعه، فلا يجوز له ان يحدث به احدا الا باذنه، لان النتائج السلبيه قد تحدث له من خلال كشفه للاخرين، و ربما تتحول الى خطر على حياته و اوضاع الناس من حوله، مما يجعل عمليه ايذائه مساله تتصل بالمصير، و اذا لم تكن القضيه بهذه المثابه فى بعض الحالات، فقد تكون مرتبطه ببعض الحالات النفسيه، او الاوضاع العاطفيه، او العلاقات الخفيه مما قد يسىء التعرف عليه الى صاحب السر.
و فى ضوء ذلك، كانت امانه السر اكثر خطوره من امانه المال، فاذا كانت خيانه الامانه فى المال كبيره من الكبائر، فقد تكون الخيانه هنا اعظم، و لذلك كانت القيمه الانسانيه الاخلاقيه للمومن كتمان السر فى الصغير و الكبير.
-8- ستر العوره، و هى كل شىء يستره الانسان انفه و حياء، مما يتصل بعيوبه الماديه و المعنويه التى يخفيها عن الناس، فان الله يريد للمومن ان يستر عوره اخيه المومن، لان اظهارها بالكلمه او بغيرها يودى الى فضيحه بين الناس و سقوط مكانته عندهم، و تحطيم روحه المعنويه فى ذاته، و هذا هو الاساس فى تحريم الغيبه التى هى عباره عن ذكر اخيك بعيب مستور فى ظهر الغيب، و قد ساوى الله فى القرآن الكريم بينها و بين اكل لحم الاخ الميت، و ذلك هو قوله تعالى: (و لا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه)(الحجرات: 12).
-9- نصره المظلوم، و ذلك بالدفاع عنه و مساعدته على عدوه و تقويته فى موقفه و موقعه، سواء كان المظلوم فردا او جماعه، او دوله، و هذه هى القيمه الحركيه التى حمل الله الناس مسوولياتها على مستوى الالزام بقدر الطاقه، حتى ان القرآن جعل الاساس التشريعى للاذن فى القتال، فى بعض مواقعه، الدفاع عن المستضعفين الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق.
-10- حسن مواساتهم بالماعون، و ذلك بتقديم المعروف لديهم، اما بشكل عام، كما هو بعض تفاسير كلمه «الماعون»، او كل ما انتفع به، و منه مطلق المنفعه، كما جاء فى روايه ابىبصير عن ابىعبدالله «جعفرالصادق (ع)» قال: «هو القرض يقرضه، و المعروف يصطنعه، و متاع البيت يعيره و منه الزكاه: فقلت له: ان لنا جيرانا اذا اعرناهم متاعا كسروه و افسدوه، فعلينا جناح ان نمنعهم؟ فقال: لا، ليس عليكم جناح ان تمنعوهم اذا كانوا كذلك».
-11- العود عليهم بالجده و الافضال، و اعطاء ما يجب لهم قبل السئوال.
و ذلك بالاحسان اليهم و التطول عليهم بما يملكه من الثروه و من مواقع الفضل فى حياته، من دون ان يحوجهم الى السئوال، بل يبادرهم بذلك من خلال معرفته بحاجاتهم، و قد جاء فى الحديث عن الامام جعفرالصادق (ع) فى حق المومن: «و اذا علمت ان له حاجه تبادره الى قضائها، و لا تلجئه ان يسالكها، و لكن تبادره
مبادره».
جاء فى رياض السالكين للسيد على خان رحمه الله، تعليقا على اختلاف النسخ من الفقرات السابقه، قال بعضهم: «لا يخفى ان المناسب للمقام ان يقال: «و وفقنى»، لكن اتفقت النسخ على هذا النحو، و يمكن ان يكون قوله (ع): «فى ارفاق ضعيفهم» متعلقا بولايتك او بتولنى، و هو ان كان بحسب الظاهر بعيدا لكنه بحسب المعنى احسن، انتهى».
«و قال بعض المترجمين: و فى روايه: «و وفقنى» و هو اولى، و العهده عليه، و الذى اقول: ان المناسب لعنوان الدعاء هو ما عليه الروايه من لفظ: «وفقهم» فيكون الغرض الدعاء لهم بالتوفيق باستعمال هذه الاداب و الاخذ بها فى معاشره بعضهم بعضا».
و نحن نوافق السيد على خان على ما ذكره من خلال الملاحظه التى اشار اليها.
احاديث مرتبط:
آداب و سنت نيكو و پاداش خداوندى.
قال الصادق عليهالسلام: من زار اخاه فى الله قال الله عز و جل: اياى زرت، و ثوابك على، و لست ارضى لك ثوابا دون الجنه. (هر كه در راه خشنودى حق برادرش را ديدن كند، خداى عز و جل فرمايد: مرا ديدن كردى، و اجر و ثوابت بر من است، و من براى تو ثوابى كمتر از بهشت نپسندم.) كافى، ج 3، ص 171
نبودن آداب و سنت نيكو و عواقب آن.
قال الصادق عليهالسلام: امر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شىء: الصبر و الكتمان. (مردم به دو خصلت فرمان يافتند و هر دو را ضايع كردند، و به خاطر ضايع كردن آنها بى همه چيز شدند: صبر و رازدارى.) كافى، ج 3، ص 336
دنبال كردن عيوب ديگران مظهر كفر.
روى عن الباقر و الصادق عليهماالسلام. اقرب ما يكون العبد الى الكفر ان يواخى الرجل على الدين فيحصى عليه عثراته و زلاته ليعنفه بها يوما ما. (نزديكترين وضعى كه عبد به كفر دارد، اين است كه با مردى برادر دينى باشد، و لغزشها و خطاهاى او را شماره كند تا يك روزى او را بدانها سرزنش نمايد.) كافى، ج 4، ص 47
يارى دادن به ستمديدگان.
قال اميرالمؤمنين عليهالسلام: كونا للظالم خصما، و للمظلوم عونا. (حسن جان، حسين جان، دشمن ستمگر، و ياور ستمديده باشيد.) نهجالبلاغه، نامه 47
مراد از «ماعون».
ما رواه ابوبصير عن ابىعبدالله عليهالسلام، قال: هو القرض تقرضه، و المعروف تصنعه، و متاع البيت تعيره، و منه الزكاه، قال: فقلت له: ان لنا جيرانا اذا اعرناهم متاعا كسروه و افسدوه، افعلينا جناح ان نمنعهم؟ فقال: لا، ليس عليك جناح ان تمنعهم اذا كانوا كذلك.
الكافى، ج 3، ص 499، ح 9
حق مؤمن بر مؤمن و اداء حق او.
عن ابىاسماعيل قال: قلت لابى جعفر عليهالسلام: ان الشيعه عندنا كثير، فقال: هل يعطف الغنى على الفقير و يتجاوز المحسن عن المسىء و يتواسون؟ فقلت: لا، فقال: ليس هولاء شيعه، الشيعه من يفعل هذا.
الكافى، ج 2، ص 173، ح 11
عن محمد بن عجلان قال: كنت عند ابىعبدالله عليهالسلام فدخل رجل فسلم، فساله كيف من خلفت من اخوانك؟ قال: فاحسن الثناء و زكى و اطرى، فقال له: كيف عياده اغنيائهم على فقرائهم؟ فقال: قليله، فقال: كيف مشاهده اغنيائهم لفقرائهم؟ فقال: قليله، فقال: فكيف صله اغنيائهم لفقرائهم فى ذات ايديهم؟ فقال: انك لتذكر اخلاقا قلما هى فيمن عندنا، قال: فقال: فكيف يزعم هولاء انهم شيعه؟.
الكافى، ج 2، ص 173، ح 10
حق مؤمن.
روى عن ابىعبدالله عليهالسلام فى حق المومن: و اذا علمت ان له حاجه تبادره الى قضائها، و لا تلجئه ان يسالكها.
ترجمه: خدايا مرا توفيق ده كه بد كردار را به نيكى پاداش دهم و از ستمگرانشان درگذرم. و با همهى آنها به حسنظن رفتار كنم. و به نيكى كار همه آنها را بسازم و به عفت از آنها چشم فروپوشم و نرمى و فروتنى نمايم. و بر آسيبديدگان ايشان رحمت آرم و دلسوزى كنم و در باطن دل آنها را دوست بدارم و خيرخواه آنان باشم و بقاء نعمت آنان را بخواهم و هر چه براى خويشان خود واجب شمارم براى آنان نيز واجب شمارم و هرگونه خاصان خود را رعايت مىكنم آنان را رعايت كنم.
شرح:
و اجعلنى اجزى بالاحسان مسيئهم:
يا رب، سددنى للارتفاع بذاتى الى الدرجه التى اسيطر بها على نوازعها فى علاقتى بالاخرين، من الاقربين و الابعدين، لان النفس قد تجمح فترتفع على الناس من خلال بعض خصائصها المميزه، او مركزها الرفيع او اموالها الكثيره، و قد تتحرك انفعالاتها لتمارس رد الفعل ضدهم من خلال نزوه او هفوه او غضب، او انفه او حميه، او رياء او عصبيه.
اننا قد نضعف امام نفوسنا فنبتعد عن خط الاستقامه فى القول و الفعل، فاعطنا اللهم قوه السيطره عليها، لنمنعها من الانحراف عن مواقع رضاك، و هب لنا اخلاقيه السلوك فى منهج امرك و نهيك، لنواجه الاساءه التى قد يوجهها الينا بعض جيراننا و موالينا و غيرهم من الناس بالاحسان، فيكون الاحسان جزاء الاساءه، لا يضعف برد الاساءه بمثلها، بل لقوه الروح فى آفاق العفو، لان العفو اقرب للتقوى.
و اعرض بالتجاوز عن ظالمهم:
و لنقف امام الظالم الذى ظلمنا فى انفسنا و اهلنا و اموالنا و اعراضنا و فى خصوصيات حياتنا، فنتجاوز عنه، طمعا فى ان يدفعه ذلك الى الابتعاد عن ظلمه، لا سيما اذا وعى ان هذا الموقف كان من موقع قوه لا من موقع ضعف، لان كثيرا من حالات الظلم الفردى قد تخضع للتصورات الخاطئه التى يتصورها بعض الناس فى انفسهم فى اوضاع الانتفاخ الذاتى، بحيث يجهلون حجمهم و حجم الاخرين على اساس حاله طارئه توقعهم فى الوهم الطارىء، فيكون العفو الدقيق المدروس تاديبا لهم فى اسلوب التعامل مع الناس من حيث دراسه الموقف و الموقع و الخصوصيات فى حركه السلوك الايجابى و السلبى.
و استعمل حسن الظن فى كافتهم:
و اجعلنى اواجه امورهم جميعا، فى الاقوال و الافعال و العلاقات و المواقف و المواقع، على اساس حسن الظن، و ذلك بتنزيلها على العنوان الحسن، و الوجه الصحيح، و عدم المبادره الى تغليب جانب الشر على الخير، و الفساد على الصلاح، انطلاقا من الكلمه المرويه عن على اميرالمومنين (ع): «ضع امر اخيك على احسنه... و لا تظنن بكلمه خرجت من اخيك سوءا و انت تجدلها فى الخير محملا».
و هذا هو الاسلوب الاخلاقى الذى يمنع الانسان من الحكم بالسوء فى نفسه على الاخرين بمجرد الاحتمال، لان ذلك لا يمثل الدقه فى خط العدل، فلعل هناك وجها للخير فى هذا الفعل او فى هذه الكلمه، مما يمكن للناس ان يقصدوه او يريدوه، الامر الذى يوجب التوقف عن الحكم السلبى ضده، من خلال ما قد يظهر من وجه السوء ما لم يكن هناك حجه قاطعه على ذلك.
ان المساله هنا، هى مساله الاحتياط للعداله، و ليست مساله الكف عن الحذر، فقد تكون القضيه ذات وجهين يتصلان بالمصلحه الانسانيه المتوازنه، فلا نحكم بالسوء لمجرد رجحان الاحتمال فى هذه الدائره اذا كان هناك احتمال مضاد فى دائره الخير، و لا نحكم بالخير لمجرد احتماله من دون حجه، لان الحكم فى كل وجوهه لا بد ان يكون خاضعا للحجه التى تبطل ما يخالفها، و فى ضوء ذلك لا بد للانسان من مراعاه المساله فى دائره الحذر خوفا من صدق الاحتمال، فى الوقت الذى يمتنع فيه من الحكم خوفا من كذبه.
و اتولى بالبر عامتهم:
و هب لى روحيه البر لهم و العطف عليهم و الاحسان اليهم فى علاقتى بهم، او تولى امورهم، حتى اكون الانسان البار بالناس من حوله، انطلاقا من عمق الاحساس بالروحيه الاخلاقيه بقطع النظر عن رد الفعل لما يفعلونه.
و اغض بصرى عنهم عفه:
و اجعلنى اغض البصر عن عوراتهم و زلاتهم و عثراتهم مما لا يحل النظر اليه من باب العفه التى اردت لعبادك ان ياخذوا بها فى علاقتهم بالاخرين. و اذا كانت العفه الجسديه تفرض على الانسان ان يغض بصره عن عورات الناس، فان العفه الاجتماعيه تفرض عليه ان يغض بصره عن زلاتهم و عثراتهم و عيوبهم ليفضحهم او ليعيرهم بها، فانهما ينطلقان فى موقع واحد، و هو اسقاط الحرمات الانسانيه و التعدى عليها، و فى ضوء ذلك جاء الحديث عن الامام الصادق (ع) الذى استوحى العفه الاجتماعيه من روح العفه الجسديه، و ذلك فى روايه الشيخ الطوسى فى التهذيب، بسنده عن حذيفه بن منصور قال: «قلت لابىعبدالله (ع): شىء يقوله الناس: عوره المومن على المومن حرام. فقال: ليس حيث يذهبون، انما عنى عوره المومن ان يزل زله او يتكلم بشىء يعاب عليه، فيحفظه عليه ليعير به يوما ما». و عن زيد و عن ابىعبدالله (ع) فى ما جاء فى الحديث: «عوره المومن على المومن حرام، قال: ما هو ان ينكشف فترى منه شيئا، انما هو ان تروى عليه او تعيبه».
و الين لهم جانبى تواضعا:
و اجعل سلوكى- معهم- سلوك التواضع فى خفض الجناح و لين الجانب فى الكلمه و النظره و اللمسه و الروح المنفتحه على كل مشاعرهم و احاسيسهم فى احلامهم و آلامهم، حتى اكون الذليل لهم ذله التواضع، العزيز فى نفسى عزه الايمان، اقتداء برسولك (ص) فى سلوكه الاخلاقى فى ما جاء فى كتابك عنه: (فبما رحمه من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك) (آل عمران: 159).
و ارق على اهل البلاء منهم رحمه:
و وفقنى- يا رب- لاعيش مع اهل البلاء منهم- و من غيرهم- من موقع رقه القلب و الكلمه و المعامله و النظره العامه، رحمه بهم، و اشفاقا عليهم، لا كما يفعله المتجبرون من الناس فى نظرتهم المتعاليه الفوقيه الشامته، لافكر بان ما يجرى عليهم ليس و ليد نقص فى ذواتهم، او سوء فى مكانتهم، او عقوبه من الله، بل هو سنه الله فى الكون، فى ما يجريه على عباده من خلال قوانينه الطبيعيه التى اودعها فى الكون و الحياه و الانسان فى النظام الكونى الانسانى، مما يمكن ان يجرى علينا فى مستقبل الزمن، بما يجرى عليهم فى ماضيه.
ان انسانيه النظره الاخلاقيه الاسلاميه تفرض على الناس ان يرحموا هولاء، ليفتحوا قلوبهم على الامل فى المستقبل، و يوكدوا فى روحيتهم الرجاء بالشفاء و الفرج، و ليوحوا اليهم بانهم ليسوا اشخاصا معزولين عن المجتمع، لان البلاء لا يمثل حاله عزل اجتماعى، باعتبار انه ليس قيمه سلبيه فى الشخصيه الانسانيه، بل هو مجرد اختلال فى وظائف الجسد تاره، و فى ظروف الحياه اخرى، مما لا يتصل بعمق الخصائص الانسانيه التى يكبر الناس بها او يصغرون، و قد علمنا الاسلام فى منهجه التربوى فى ايحاءاته الانسانيه ان على المومن ان يقول- عند رويته لاهل البلاء-:
«الحمد لله الذى عافانى مما ابتلى به غيرى و لو شاء لفعل».
ليكون الموقف موقف حمد الله على العافيه من دون ان يكون سلبيا امام اهل البلاء، باعتبار ان ذلك بلاء من الله لحكمه يراها فى قضائه و قدره، لا لنقص فى ذواتهم.
و احب بقاء النعمه عندهم نصحا:
و اجعلنى عندما او اجههم فى الغيب اضمر لهم الموده فى قلبى، لانها ليست مجرد حاله فى العلن فى ما يجامل به الناس بعضهم بعضا، بما قد يخالف ما فى قلوبهم نفاقا و رياء، بل هى حاله عميقه تجعل حاله الغيب و الحضور واحده، فى عمق الموده القلبيه، و اجعلنى اعيش النصح لهم فى قلبى فافكر لهم دائما بالخير، و افرح لهم بالنجاح، و احب بقاء النعمه عندهم و زيادتها لهم حتى تمتد بهم الحياه فى فرح و سرور، و ذلك من خلال الشعور العميق الخالص المنفتح على حب الناس فى روح الاخوه الانسانيه الممتده فى الفكر الحق، و الشعور الطيب، و الموقف العادل.
اجعلنى- يا رب- الزم نفسى لما يعود بالخير عليهم ما الزمها لاهلى و اولادى، و ارعاهم به بما ارعى الناس القريبين منى ممن اختصه بعلاقتى به، حتى يكون احساسى بهم منطلقا فى الدائره العامه و الخاصه، فاجد مسووليتى تجاههم فى مسئووليتى تجاه الاقربين، لان ذلك هو سر انسانيه الايمان فى انسانيتى.
احاديث مرتبط:
شريفترين اخلاق.
روى ان جبرئيل عليهالسلام نزل على رسولالله صلى الله عليه و آله بقوله تعالى: «خذ العفو و امر بالعرف و اعرض عن الجاهلين»، فقال: يا محمد جئتك باكرم اخلاق الاولين و الاخرين، فصل من قطعك، و اعط من حرمك، و اعف عمن ظلمك. (مع اختلاف يسير)
تفسير البرهان، ج 2، ص 55
سفارش به حسن ظن به گفتار و افعال برادر دينى.
اميرالمومنين صلوات الله و سلامه عليه فى كلام له، فقال: ضع امر اخيك على احسنه حتى ياتيك ما يقلبك منه، و لا تظن بكلمه خرجت من اخيك سوء و انت تجدلها فى الخير محملا.
تفسير البرهان، ج 4، ص 209، و الكافى، ج 2، ص 362، ح 3
غض بصر از عيوب و لغزش مؤمن.
عن حذيفه بن منصور، قال: قلت لابىعبدالله عليهالسلام: شىء يقوله الناس عوره المومن على المومن حرام فقال: ليس حيث يذهبون، انما عنى عوره المومن ان يزل زله او يتكلم بشىء يعاب عليه، فيحفظه عليه ليعيره به يوما ما.
التهذيب، ج 1، ص 375، ح 10
عن الشحام عن ابىعبدالله عليهالسلام فيما جاء فى الحديث: عوره المومن على المومن حرام، قال: ما هو ان ينكشف فيرى منه شيئا، و انما هو ان يروى عليه او يعيبه.
ترجمه: خدايا درود بر محمد و آل او فرست و روزى كن كه آنها با من چنين رفتار كنند و از آنچه نزد ايشان است بهرهى كاملتر به من عطا فرما و بصيرت آنان را در حق من بيفزاى و معرفت آنان را به فضل من افزون كن تا آنها به من نيكبخت شوند و من به آنها. آمين رب العالمين.
شرح:
اللهم اجعلنى اسعد بهم و يسعدون بى:
يا رب، لقد دعوتك ان توفقنى لان اكون فى الدرجه الاخلاقيه العليا فى تعاملى مع جيرانى و موالى، حتى تكون علاقتى بهم وثيقه من موقع الاحسان اليهم، و الانفتاح بالموده و الرحمه و المسووليه عليهم.
اللهم انى اسالك ان توفقهم ان يرتفعوا الى مثل هذه الدرجه فى تعاملهم معى و علاقتهم بى، فيكون لى الحظ الاوفى فى كل ما يتحركون فيه من اخلاقهم الطيبه و آدابهم الكريمه، و صدق الموالاه، و ارزقنى ذلك منهم- يا رب- و زدهم و عيا فكريا، و بصيره روحيه، بحقى عليهم، و معرفه بما املكه من فضل فى الخصائص التى تتوفر فى شخصيتى، و عرفهم منهج السلوك الايمانى كما عرفتنى به، لننطلق فى سعاده متبادله يقدمها كل فريق للاخر من محبته و رعايته و رحمته و التحرك معه من موقع المسووليه عن اموره كلها، فاسعد بهم، من خلال الروح المنفتحه على الخير لى، و يسعدوا بى من خلال الايمان الذى يقودنى الى ان اقدم لهم كل ما استطيعه من رحمه و عنايه و انفتاح، اللهم استجب لنا ذلك كله يا رب.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست