عذر
- الاعتذار: مصدر اعتذرت اليه: اذا اتيت بعذر.
قال الراغب: العذر: هو تحري الانسان ما يمحوبه ذنوبه و ذلك ثلثه اضرب:
1- ان يقول: لم افعل.
2- او يقول فعلت لاجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا.
3- او يقول: فعلت و لا اعود و نحو ذلك و هذا الثالث هو التوبه فكل توبه عذر و ليس كل عذر توبه.
و المراد بالاعتذار هنا هو الضرب الثالث اعني التوبه و منه قوله تعالي (هذا يوم لا ينطقون و لا يوذن لهم فيعتذرون) (المرسلات: 36 -35). اي لا يوذن لهم في الاعتذار فهم لا يعتذرون، اراد انهم لا يكون لهم اذن في التوبه، او انما لا يوذن لهم لانه ليس وقت توبه: محلها الدنيا.
- (فلم اعذره) اي لم اقبل عذره و لم ارفع عنه اللوم. يقال عذرته عذرا من باب ضرب اي رفعت عنه اللوم فهو معذور اي غير ملوم.
و في وصيه النبي صلي الله عليه و آله و سلم لاميرالمومنين عليه السلام يا علي من لم يقبل العذر من متنصل (تنصل تنصلا بتشديد الصاد من الذنب تبراء منه). صادقا كان او كاذبا لم تنله شفاعتي.
و في وصيه اميرالمومنين عليه السلام لابنه محمد بن الحنفيه رضي الله عنه: اقبل من متنصل عذره فتنالك الشفاعه.
و في النهايه: من تنصل اليه اخوه اي انتفي من ذنبه و اعتذر اليه.
- العذار: العارض و هو صفحه الخد. و منه عذر الغلام: اذا نبت شعر عذاره يعني صفحه خده.- و الغدر: نقض العهد و هو ضد الوفاء و قد يطلق علي الخديعه و هي كل فعل يقصد به فاعله خلاف ما يقتضيه ظاهره، و هذا المعني هو المراد هنا لان معني (فتل عني عذار غدره): صرف عني وجه غدره اي اعرض عن الغدر و تركه لحصول مطلوبه من الاغواء و الاضلال عند مقارفه المعصيه و استيجاب السخطه فلم يكن يحتاج اليه بعد ذلك و هذا المعني لا يناسبه الا الغدر بمعني الخديعه الا الغدر بمعني نقض العهد. قال شيخنا البهائي في المفتاح: المراد: ان الشيطان بعد حصول مراده من ايقائه لي في المعصيه بالحيله و الغدر صرف عني عنان غدره حيث حصل مني مراده انتهي.
فحمل الغدر علي معني الحيله و هي الخديعه.
- الاعذار: جمع عذر بالضم و هو من الانسان: تحريه ما يمحوبه ذنوبه و من الله سبحانه بيان الحجج التي تقوم بعذره اذا عاقب الجاني فلا يكون عليه لوم و لا ينسب اليه جور في ذلك و لذلك فسر بعضهم قوله تعالي (عذرا او نذرا) (المرسلات: 6). فقال اي حجه او تخويفا.
- اعذر اعذارا: اتي بما يعذر عليه و صار في فعله معذورا.
و معني اعذار الله تعالي انه اذا عذب من انذره و استوجب عقوبته يكون معذورا و لا يكون لاحد عليه حجه، و حاصله كون العذر له في العقوبه و الانتقام- كما مرت الاشاره اليه-.
و في الحديث: ما احد احب اليه العذر من الله و لذلك ارسل الرسل و انزل الكتب اي ما احد احب اليه في كونه معذورا لا لوم عليه من الله تعالي لئلا يكون عليه حجه.