بازگشت

عدل


- العدل: خلاف الجور.

و لما كان العدل اصل كل خير و عليه مدار كل امر و به قامت السموات و الارض و هو ميزان الله القسط في الدنيا و الاخره قدمه في الطلب علي سائر المكارم المطلوبه اهتماما بشانه و تنبيها علي علو مكانه، و هو اما بالقوه فهيئه نفسانيه يطلب بها التوسط بين الافراط و التفريط. و اما بالفعل فالامر المتوسط بين طرفي الافراط و التفريط، فباعتبار الاول قيل هو اصل الفضائل كلها من حيث ان صاحبه يكتسب به جميع الفضائل، و باعتبار الثاني قيل هو الفضائل كلها من حيث انه لا يخرج شي ء من الفضائل عنه.

و بيانه: ان الفضائل كلها ملكات متوسطه بين طرفي افراط و تفريط فالمتوسط منها هو العدل كالحكمه النظريه المتوسطه بين الجربزه و الغباوه، و العفه المتوسطه بين خمود الشهوه و الفجور، و الشجاعه المتوسطه بين الجبن و التهور، و السخاء بين التبذير و البخل- و قس علي ذلك ساير الاخلاق الفاضله. فالاوساط بين هذه الاطراف المتضاده هي الفضائل و لكل منها طرفا تفريط و افراط هما مذمومان و الخروج الي احدهما هو الجور الذي هو ضد العدل و الاطراف المتضاده هي الرذائل.