بازگشت

عجب


- اعجب زيد بنفسه بالبناء للمفعول: اذا ترفع و تكبر و منه العجب بالضم.

و حقيقه العجب بالاعمال: استعظام العمل الصالح و استكثاره و الابتهاج له و الا دلال به و ان يري نفسه خارجا عن حد التقصير، و اما السرور به مع التواضع الله و الشكر له علي التوفيق لذلك و طلب الاستزاده منه فهو حسن ممدوح.

و توضيحه: ما ذكره شيخنا البهائي قدس سره في شرح الاربعين بقوله: لا ريب ان من عمل اعمالا صالحه من صيام الايام و قيام الليالي و امثال ذلك يحصل لنفسه ابتهاج فان كان من حيث كونها عطيه من الله له و نعمه منه تعالي عليه و كان مع ذلك خائفا من نقصها مشفقا من زوالها طالبا من الله الازدياد منها لم يكن ذلك الابتهاج عجبا.

و ان كان من حيث كونها صفه قائمه به و مضافه اليه فاستعظمها و ركن اليها و راي نفسه خارجا عن حد التقصير بها و صار كانه يمن علي الله سبحانه بسببها فذلك هو العجب المهلك و هو من اعظم الذنوب.

حتي روي عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم انه قال لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو اكبر من ذلك: العجب.

و عن اميرالمومنين عليه السلام سيئه تسوك خير من حسنه تعجبك. انتهي.

و قال الصادق عليه السلام: دخل رجلان المسجد احدهما عابد و الاخر فاسق فخرجا من المسجد و الفاسق صديق و العابد فاسق و ذلك انه يدخل المسجد مدلا (دل يدل دللا: تغنج و بالفارسيه (نازل نمود)). بعبادته يدل بها فتكون فكرته في ذلك و تكون فكره الفاسق في الندم علي فسقه و يستغفر الله تعالي لما ذكر من الذنوب.- و الاخبار في ذم العجب كثيره.

- تقدم الكلام علي حقيقه العجب. و للعجب درجات.

كما روي ثقه الاسلام في الكافي بسنده عن علي ابن سويد عن ابي الحسن عليه السلام قال سئلته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: للعجب درجات:

منها- ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب انه يحسن صنعا.

و منها- ان يومن العبد بربه فيمن علي الله عز و جل و لله عليه المن.

و عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قال الله عز و جل لداود عليه السلام يا داود بشر المذنبين و انذر الصديقين؟ قال: يا داود بشر المذنبين اني اقبل التوبه و اعفو عن الذنب و انذر الصديقين الا يعجبوا باعمالهم فانه ليس عبد انصبه للحساب الا هلك.

و عنه عليه السلام: ان الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه و يعمل العمل فيسره ذلك فيتراخي عن حاله تلك، فلان يكون علي حاله تلك خير له مما دخل فيه.

و عنه عليه السلام: اول ما يفعل بالمعجب نزع ما اعجب به ليعلم انه عاجز حقير و يشهد علي نفسه بالعجز ليكون الحجه عليه.

- العجائب: اما جمع عجيبه اسم من العجب و اما جمع عجيب بمعني معجب. و عرف العجب بانه تحير النفس فيما خفي سببه و خرج عن العاده مثله.