بازگشت

ظلم


- الظلم: وضع الشي ء في غير موضعه المختص به و في المثل: (من استرعي الذئب فقد ظلم) فالمشرك ظالم لانه جعل غير الله تعالي شريكا له، و وضع العباده في غير موضعها ظلم، و العاصي ظالم لانه وضع المعصيه موضع الطاعه، و المتصرف في حق الغير ظالم لانه وضع التصرف في غير موضعه.

و اعانه الظالم من الموبقات بل ادني الميل الي من وجد منه ظلم ما، حرام موجب لدخول النار لقوله تعالي (و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار) (هود: 113). قال في الكشاف: النهي متناول للانحطاط في هواهم و الانقطاع اليهم و مصاحبتهم و مجالستهم و زيارتهم و مداهنتهم و الرضا باعمالهم و التشبيه لهم و التزي بزيهم و مد العين الي زهرتهم و ذكرهم بما فيه تعظيم لهم.

و عن ابي عبدالله عليه السلام قال: العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء ثلثتهم.

تبصره

المستفاد من احاديث اهل البيت عليهم السلام ان اعانه الظالم حرام و لو كانت بما هو مباح في نفسه.

كما رواه الشيخ في الحسن عن ابن ابي يعفور قال كنت عند ابي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل من اصحابه فقال له اصلحك الله انه ربما اصاب الرجل منا الضيق او الشده فيدعي الي البناء يبنيه او النهر يكريه (كريت النهر كريا من باب رمي: حفرت فيه حفره جديده). او المسناه (المسناه بضم الميم ما يقال له بالفارسيه (مرز). يصلحها فما تقول في ذلك؟ فقال ابوعبدالله ما احب اني عقدت لهم عقده او و كيت (و كيت: شددت). لهم وكاء ( الوكاء بالكسر و المد: ما شد به راس القربه و نحوها): و ان لي ما بين لابيتها (اللابتان للمدينه: الارضان الواسعتان في جنبي المدينه. و المراد من هذه العباره: اني لا احب ان اعمل لهم عملا قليلا مثل عقد عقده او شد و كاء و الحال ان يكون لي ما بين لابتي المدينه من الملك و المال عوضا عن هذا العمل اليسير فكيف بغير تلك الحال). لا و لا مده (المده بالفتح: غمس القلم في الدواه مره للكتابه). بقلم ان اعوان الظلمه يوم القيمه في سرادق (سرادق: معرب (سراپرده) قال في اللسان: السرادق: ما احاطه بالبناء و الجمع سرادقات). من نار حتي يحكم الله بين العباد.

و في الصحيح عن يونس بن يعقوب قال قال لي ابوعبدالله عليه السلام لا تعنهم و لو علي بناء مسجد.

و روي ابن بابويه عن الحسن بن زيد عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الا و من علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيمه ثعبانا من نار طوله سبعون ذراعا يسلطه الله عليه في نار جهنم و بئس المصير.

و امثال هذه الاخبار كثيره و هي كما تري عامه بالمحرم و المباح بل المندوب.

و روي ايضا عن السكوني عن ابي عبدالله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: اذا كان يوم القيمه نادي مناداين الظلمه و اعوانهم و من لاق لهم دواه او ربط لهم كيسا او مد لهم مده قلم فاحشروهم معهم.

قال شيخنا البهائي قدس سره بعد نقله اكثر الاحاديث المذكوره تائيدا لعموم الاعانه و ربما يستانس له بقوله تعالي (و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار). (هود: 113).

و يظهر من كلام بعض فقهائنا في مبحث المكاسب ان معونه الظالمين انما تحرم اذا كانت بما هو محرم في نفسه، و اما اعانتهم علي تحصيل اموالهم و خياطه ثيابهم و بناء منازلهم فليس بمحرم.

و هذا التفصيل ان كان قد انعقد عليه الاجماع فلا كلام فيه، و الا فللنظر فيه مجال فان النصوص علي ما قلناه متضافره و ايضا فعلي هذا لا معني لتخصيص الاعانه بالظالمين فان اعانه كل احد بمحرم محرمه بل فعل المحرم بنفسه حرام سواء كانت اعانه او غير اعانه.

و قد يوجه التخصيص بان اعانه الظالمين بالمحرم اشد تحريما من اعانه غيرهم فالاهتمام ببيانها اشد فصرح بها و ان كان السكوت عنها يستلزم دخولها بالطريق الاولي، قال و العجب من العلامه في التذكره حيث خص تحريم اعانتهم بما يحرم.

ثم استدل علي ذلك بالروايات السالفه، و هي كما عرفت صريحه في خلاف ما ادعاه فتامل هذا.

و الظاهر ان مرجع الاعانه الي العرف فما سمي اعانه فحرام.

و اما ما ينقل عن بعض الاكابر ان خياطا قال له اني اخيط للظالم ثيابه فهل تراني داخلا في اعوان الظلمه؟ فقال: الداخل في اعوان الظلمه من يبيعك الابر و الخيوط و اما انت فمن الظلمه انفسهم.

فالظاهر انه محمول علي نهايه المبالغه في الاحتراز عنهم و الاجتناب عن تعاطي امورهم و الا فالامر مشكل جدا نسئل الله العصمه و التوفيق.

و قال العلامه المحقق الشيخ مرتضي الانصاري قدس سره في مكاسبه:

معونه الظالمين في ظلمهم حرام بالادله الاربعه و هو من الكبائر:

فعن كتاب الشيخ و رام بن ابي فراس قال قال عليه السلام من مشي الي ظالم ليعينه و هو يعلم انه ظالم فقد خرج عن الاسلام.

قال و قال عليه السلام اذا كان يوم القيمه ينادي مناد اين الظلمه؟ اين اعوان الظلمه؟ اين اشباه الظلمه؟ حتي براء لهم قلما اولاق لهم دواه فيجتمعون في تابوت من حديد ثم يرمي بهم في جهنم.

و في النبوي: من علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعلها الله حيه طولها سبعون الف ذراع فيسلطها الله عليه في نار جهنم خالدا فيها مخلدا.

و اما معونتهم في غير المحرمات فظاهر كثير من الاخبار حرمتها ايضا كبعض ما تقدم.

و قول الصادق عليه السلام في روايه يونس بن يعقوب: لا تعنهم علي بناء مسجد.

و قوله عليه السلام: ما احب اني عقدت لهم عقده او و كيت لهم و كاء و ان لي ما بين لا بتيها و لا مده بقلم ان اعوان الظلمه يوم القيمه في سرادق من نار حتي يفرغ الله من الحساب.

لكن المشهور عدم الحرمه حيث قيدوا المعونه المحرمه بكونها في الظلم، و الاقوي التحريم مع عد الشخص من الاعوان فان مجرد اعانتهم علي بناء المسجد ليست محرمه الا انه اذا عد الشخص معمارا للظالم او بناء له و لو في خصوص المساجد بحيث صار هذا العمل منصبا له في باب السلطان كان محرما و يدل علي ذلك جميع ما ورد في ذم اعوان الظلمه.

و قول ابي عبدالله عليه السلام في روايه الكاهلي: من سود ؟؟ اسمه في ديوان ولد سابع (مقلوب عباس). حشره الله يوم القيمه خنزيرا.

و قوله عليه السلام ما اقترب عبد من سلطان جائر الا تباعد من الله.

و عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم اياكم و ابواب السلطان و حواشيها فان اقربكم من ابواب السلطان و حواشيها ابعدكم عن الله تعالي.

و اما العمل له في المباحات لاجره او تبرعا من غير ان يعد معينا له في ذلك فضلا من ان يعد من اعوانه فالاولي عدم الحرمه للاصل و عدم الدليل عدا ظاهر بعض الاخبار مثل روايه ابن ابي يعفور قال كنت عند ابي عبدالله عليه السلام اذ دخل عليه رجل من اصحابنا فقال له جعلت فداك الخ. (راجع ص 266).

و روايه محمد بن عذافر عن ابيه قال قال لي ابوعبدالله عليه السلام يا عذافر بلغني انك تعامل اباايوب و اباالربيع فما حالك اذا نودي في اعوان الظلمه قال فوجم (اي اشتد حزنه حتي امسك عن الكلام) ابي فقال له ابوعبدالله عليه السلام لما راي ما اصابه اي عذافر: انما خوفتك بما خوفني الله عز و جل قال محمد فقدم ابي فما زال مغموما مكروبا حتي مات.

و روايه صفوان بن مهران قال دخلت علي ابي الحسن الاول عليه السلام فقال لي يا صفوان كل شي ء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا فقلت جعلت فداك اي شي ء؟

قال عليه السلام اكراء جمالك من هذا الرجل يعني- هارون الرشيد- قلت: و الله ما اكريته اشرا و لا بطرا و لا لصيد و لا للهو و لكن اكريته لهذا الطريق يعني طريق مكه و لا اتولاه بنفسي و لكن ابعث معه غلماني فقال لي يا صفوان ايقع كرائك عليهم قلت نعم جعلت فداك قال: اتحب بقائهم حتي يخرج كرائك؟ قلت: نعم، قال: من احب بقائهم فهو منهم و من كان منهم كان وروده الي النار، قال صفوان فبعت جمالي عن آخرها فبلغ ذلك الي هارون فدعاني فقال لي يا صفوان بلغني انك بعت جمالك، قلت: نعم، قال و لم؟ قلت: انا شيخ كبير و ان الغلمان لا يقومون بالاعمال فقال هيهات هيهات اني لا علم من اشار عليك بهذا انما اشار عليك بهذا موسي بن جعفر عليهماالسلام قلت مالي و لموسي بن جعفر عليهم السلام قال: دع هذا و الله لو لا حسن صحبتك لقتلك.

و ما ورد في تفسير الركون الي الظالم من ان الرجل ياتي السلطان فيحب بقائه الي ان يدخل يده في كيسه فيعطيه.

و غير ذلك مما ظاهره وجوب التجنب عنهم، و من هنا قيل لبعض اني رجل اخيط للسلطان ثيابه فهل تراني بذالك داخلا في اعوان الظلمه؟ قال له: المعين من يبيعك الابر و الخيوط و اما انت فمن الظلمه انفسهم.

و في روايه سليمان الجعفري المرويه عن تفسير العياشي ان الدخول في اعمالهم و العون لهم و السعي في حوائجهم عديل الكفر و النظر اليهم علي العمد من الكبائر التي تستحق بها النار.

لكن الانصاف ان شيئا مما ذكر لا ينهض دليلا لتحريم العمل لهم علي غير جهه المعونه.

اما الروايه الاولي فان التعبير فيها في الجواب بقوله: ما احب ظاهر في الكراهه.

و اما قوله عليه السلام: ان اعوان الظلمه الخ (راجع ص 267). فهو من باب التنبيه علي ان القرب الي الظلمه و المخالطه معهم مرجوح و الا فليس من يعمل لهم الاعمال المذكوره في السئوال خصوصا مره او مرتين خصوصا مع الاضطرار معدودا من اعوانهم.

و كذلك يقال في روايه عذافر مع احتمال ان يكون معامله عذافر مع ابي ايوب و ابي الربيع علي وجه يكون معدودا من اعوانهم و عمالهم.

و اما روايه صفوان فالظاهر منها ان نفس المعامله معهم ليست محرمه بل من حيث محبه بقائهم و ان لم تكن معهم معامله.

و لا يخفي علي الفطن العارف باساليب الكلام ان قوله عليه السلام: و من احب بقائهم كان منهم لا يراد به من احبهم مثل محبه صفوان بقائهم حتي يخرج كرائه بل هذا من باب المبالغه في الاجتناب عن مخالطتهم حتي لا يفضي ذلك الي صيرورتهم من اعوانهم و ان يشرب القلب حبهم لان القلوب مجبوله علي حب من احسن اليها.

و قد تبين مما ذكرنا ان المحرم من العمل للظلمه قسمان:

احدهما- الاعانه لهم علي الظلم.

و الثاني- ما يعد معهم من اعوانهم و المنسوبين اليهم بان يقال هذا خياط السلطان و هذا معماره و ما عدا ذلك فلا دليل معتبر علي تحريمه انتهي (المكاسب ص 55).

- اذا سمعت ما اوردناه في الظلم فلا باس ان تسمع قول بعض الحكماء فيه في ذيل هذه الفقره من كلامه عليه السلام:

قال بعض الحكماء: الظلم ثلثه انواع:

الاول- بين الانسان و بين الله تعالي و اعظمه الكفر و الشرك و النفاق و لذلك قال تعالي (ان الشرك لظلم عظيم) (لقمان: 13). و اياه قصد سبحانه (الا لعنه الله علي الظالمين). (هود: 18).

و الثاني- ظلم بينه و بين الناس و اياه قصد بقوله: (انما السبيل علي الذين يظلمون الناس). (الشوري: 42).

و الثالث- ظلم بينه و بين نفسه و اياه قصد بقوله عز و جل (فمنهم ظالم لنفسه) (فاطر: 32). و قال سبحانه (و لا تقربا هذه الشجره فتكونا من الظالمين) (البقره: 35). اي من الظالمين انفسهم.

و كل هذه الثلاثه في الحقيقه ظلم للنفس فان الانسان اول ما يهم بالظلم فقد ظلم نفسه فان الظالم ابدا مبتدء بنفسه في الظلم فلهذا قال تعالي في غير موضع (و ما ظلمهم الله و لكن كانوا انفسهم يظلمون). (النحل: 33).

و المراد بالظالمين في الدعاء ما يتناول الانواع الثلثه من الظلم.

و هناك اخبار اخر ضربنا عنها صفحا روما للاختصار.

- كل، هنا لا ستغراق افراد المضاف اليه و هو مبتدء خبره قوله: معترفه، و تانيثه باعتبار المعني، او لا كتساب المضاف التانيث من المضاف اليه لصحه الاستغناء بالمضاف اليه عن المضاف.

فان قلت: كيف يصح هذا الاستغراق و كثير من الناس لا يعترف بوجوده فضلا عن عدله وجوده؟ قلت: يجوز ان يكون الاستغراق عرفيا فالمراد بالبريه: الموحدون منهم، و ان يكون حقيقيا و المراد بالاعتراف اعم من ان يكون صريحا او لزوما و اضطرارا:

اما الاول فهو الاعتراف من المومنين، و اما الثاني فهو الشامل لكل احد مومنا كان او كافرا و ذلك:

ان العقول متفقه علي وجود الصانع سبحانه و الانقطاع اليه عند تضايق حلق البلاء عليه كما اشار اليه سبحانه بقوله (و اذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه) (الاسري: 67). و هذا امر مجبول عليه كل احد. لا تجد احدا الا و فزعه و انقطاعه الي خالقه، مركوز في نفسه و طبعه.

و قد نبه بعضهم علي هذا المعني فقال: التوكل علي الخالق و الانقطاع اليه من اطباع الخلق للعجز المعجون بجبلتهم و الحاجه المركبه في طبيعتهم (و له من في السموات و الارض كل له قانتون) (الروم: 26). و لك حمل الاعتراف علي كونه يوم القيمه كما حمل بعض المفسرين قوله تعالي (كل له قانتون) علي ذلك. و الله اعلم.

- تظلم زيد من عمرو: شكا من ظلمه.

- لان الظلم قبيح عقلا و شرعا فلا يرتكبه الا ضعيف العقل جاهل بقبحه. و الله سبحانه لا يخاف فوتا لانه بالمرصاد و لا يحتاج الي الظلم لانه عالم بقبح القبايح مع غناه عنها فيستحيل عليه ان يفعل القبيح و يرتكب الظلم.

- الظلامه بالضم: اسم لما يطلبه المظلوم عند الظالم كالمظلمه.