بازگشت

شهي


- الشهوه: حركه النفس طلبا للملايم. قيل: اصعب القوي مداواه قمع الشهوه لانها اقدم القوي وجودا بالانسان و اشدها به تشبثا و اكثرها منه تمكنا فانها تولد معه و توجد فيه و في حيوان الذي هو جنسه ثم توجد فيه قوه الحميه ثم توجد فيه اخرا قوه الفكر و النطق و التمييز فلا يصير الانسان خارجا من جمله البهائم واسر الهوي الا باماته الشهوات البهيميه او بقهرها وقمها ان لم يمكنه اماتته اياها فهي التي تضره و تغره و تصرفه عن الاخره و تثبطه (ثبط عن الامر اي اثقله و اقعده). و متي اماتها اوقمعها صار الانسان حرا نقيا بل يصير الهيا ربانيا فتقل حاجاته و يصير غنيا عما في ايدي الناس سخيا بما في يده محسنا في معاملاته.

فان قيل: فاذا كانت الشهوه بهذه المثابه في الاضرار فاي حكمه اقتضت اي يبتلي الانسان بها؟

قيل: الشهوه انما تكون مذمومه اذا كانت مفرطه و اهملها صاحبها حتي ملكت القوي و الحت عليها، فاما اذا ادبت فهي المبلغه الي السعاده و جوار رب العزه حتي لو تصورت مرتفعه لما امكن الوصول الي الاخره الا بها و ذلك ان الوصول الي الاخره انما هو بالعباده و لا سبيل الي العباده الا بالحيوه الدنيويه و لا سبيل الي الحيوه الدنيويه الا بحفظ البدن و لا سبيل الي حفظه الا باعاده ما يتحلل منه بتناول الاغذيه و لا يمكن تناول الاغذيه الا بالشهوه، و ايضا فلو لا الشهوه لا نقطع بقاء النوع الانساني لان بقائه انما يكون بشهوه المباضعه فاذا الشهوه محتاج اليها و مرغوب فيها و تقتضي الحكمه الالهيه ايجادها و تزيينها كما قال تعالي (زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين) (آل عمران: 14) لكن مثلها مثل عدو يخشي مضرته من وجه و ترجي منفعته من وجه و مع عداوته لا يستغني عن الاستعانه به فحق العاقل ان ياخذ نفعه منه و لا يسكن اليه و لا يعتمد عليه الا بقدر ما ينتفع به و ايضا فهذه الشهوه هي المشوقه لعامه الناس الي لذات الجنه من الماكل و المشرب و المنكح اذ ليس كل الناس يعرف اللذات المعقوله و لو توهمنا ها مرتفعه لما تشوقوا الي ما وعدوا به من قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم: فيها لاعين رات و لا اذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر.

- الشهوات: جمع شهوه و هي حركه النفس طلبا للملايم- كما مر-

قيل: هي ضربان: محموده و مذمومه.

فالمحموده من فعل الله تعالي و هي قوه جعلت في النفس لتنبعث بها النفس لنيل ما تظن ان فيه صلاح البدن.

و المذمومه من فعل البشر و هي استجابه النفس الي مقتضي طباعها من اللذات البدنيه الي حد الخروج عن حد الشريعه، و الهوي هو هذه الشهوه، و هي بقسيميها منفيه عن الملائكه عند الفلاسفه اذ كانت من لوازم النفس الحيوانيه و هي غير متصور فيهم.

و ذهب جمهور الاماميه و المعتزله ان لهم شهوات لكنهم قاهرون لانفسهم عن اتباعها.

قال الشريف المرتضي رضي الله عنه: نحن نعلم علي الجمله ان الملائكه اذ كانوا مكلفين فلابد ان يكون عليهم مشاق (المشقه: الصعوبه ج مشاق و مشقات). في تكليفهم لو لا ذلك ما استحقوا ثوابا علي اطاعتهم و التكيلف انما يحسن في كل مكلف تعريضا للثواب، و لا يكون التكليف عليهم شاقا الا و يكون لهم شهوات فيما خطر عليهم و نفارعما اوجب عليهم.

- المراد بالشهوه هنا: المشتهي، اذ الشهوه نفسا لا اختصاص لها بالليل.

و عبر عليه السلام بالشهوه عن المشتهي كما عبر سبحانه بالشهوات عن المشتهيات في قوله تعالي (زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين...) (آل عمران: 14). قال المفسرون: جعل الاعيان المشتهيات شهوات مبالغه في كونها مشتهيات.

و المراد باللذه و الشهوه اللتين تنالان في الليل الرفث الي النساء او الاعم منه و من راحه النفس.