بازگشت

شهد


- شهد علي الشي ء: اطلع عليه و عاينه فهو شاهد و شهيد، و شهد عليه بكذا: اخبر بما اطلع عليه منه. و منه قوله تعالي (يوم تشهد عليهم السنتهم و ايديهم و ارجلهم بما كانوا يعملون) (النور: 24). و كثيرا ما يحذف متعلق الشهاده اعني الاخبار بما قد شوهد فيقال شهد فلان اي اخبر بما شاهده منه فهو شاهد عليه و شهيد ايضا و منه قوله تعالي (و قالوا لجلودهم لم شهدتم علينا) (فصلت 21). و يمكن هذا المعني هو المراد هنا. و في معناه:

ما رواه ثقه الاسلام في الكافي بسنده عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ما من يوم ياتي علي بن آدم الا قال له ذلك اليوم يابن آدم: انا يوم جديد و انا عليك شهيد فقل في خيرا و اعمل في خيرا اشهد لك يوم القيمه فانك لن تراني بعدها ابدا.

قال بعض العلماء: هذا القول بلسان الحال و ينبغي ان يسمعه باذن قلبه و يعمل بمقتضاه.

قلت: و هذه الشهاده ايضا بلسان الحال و النطق به فان اليوم لما كان ظرفا لمباشره الفعل كان حضور ذلك اليوم و ما صدر فيه في علم الله تعالي بمنزله الشهاده بين يديه و آكد في الدلاله.

- قال في معجم مقاييس اللغه (شهد) الشين و الهاء و الدال، اصل يدل علي حضور و علم و اعلام لا يخرج شي ء من فروعه عن الذي ذكرناه:

من ذلك الشهاده يجمع الاصول التي ذكرناها من الحضور و العلم و الاعلام يقال : شهد يشهد شهاده و المشهد: محضر الناس.

قوله عز و جل (شهد الله انه لا اله الا هو). (آل عمران: 18). فقال اهل العلم: معناه: اعلم الله عز و جل، بين الله، كما يقال: شهد فلان عند القاضي: اذا بين و اعلم لمن الحق و علي من هو، انتهي.

قال الراغب في مفرداته: و قد يعبر بالشهاده عن الحكم نحو (و شهد شاهد من اهلها). (يوسف: 26).

و عن الاقرار قال تعالي: (شاهدين علي انفسهم بالكفر) (التوبه: 17). اي مقرين انتهي.

اشهدك، اي اسئلك ان تشهد.

و اشهاد السماء و الارض اما علي طريق التقدير اي اشهدهما ان كانا ممن له اهليه الاشهاد بناء علي القول بان كلا منهما جماد او علي سبيل التمثيل لعموم الاشهاد بناء علي ذلك ايضا، او علي وجه التحقيق: اما لان الله تعالي سينطقهما فيشهدان، او لان لكل منهما شعورا و نطقا اما في السماء: ان الحكماء يدعون انها حيوان ناطق متحرك بالاراده دائما طاعه لله تعالي و له جسم و نفس و لنفسه عقل، و اما الارض فقال بعض اهل العرفان: للعرفاء فيها آيات خفيه يعرفونها من كونها ذات شعور و نطق و تسبيح و لها جوهر شريف عقلي نوراني كما اشير اليه بقوله تعالي (و اشرقت الارض بنور ربها). (الزمر: 69).

و في بعض الاخبار ان رجلا في كفه حصيات و قال اشهدك ايها الحصيات اني اشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله و اذا كان يوم القيمه امر به الي النار تاتي تلك الحصيات فتشهد له بما اشهدها فيومر به الي الجنه بشهادتها.

قوله عليه السلام (اني اشهد انك انت الله...) الشهاده: هي الاخبار بصحه الشي ء الناشي عن العلم و هي اخص من العلم و الاقرار، اذا العلم قد يخلو عن الاقرار و الاقرار عن العلم و الشهاده جامعه لهما.

- الاشهاد: جمع شاهد كصاحب و اصحاب او شهيد كشريف و اشراف و قيل: هو جمع شهد و هو جمع شاهد كصحب جمع صاحب و جمعه اصحاب و هو من شهد علي الشي ء اي اطلع عليه و عاينه او من شهد به اي اخبر بما قد شاهد.

و المراد بهم: من يقف يوم القيمه للشهاده علي الناس من الملائكه و الانبياء و المومنين كما قال تعالي: (انا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحيوه الدنيا و يوم يقوم الاشهاد). (المومن: 51).

قيل: و الفائده في قيام الاشهاد و اعتبار قولهم: المبالغه في اظهار الفضيحه.

روي ثقه الاسلام في الكافي باسناده عن العجلي قال قلت لابي جعفر عليه السلام قول الله تبارك و تعالي: (و كذلك جعلناكم امه وسطا لتكونوا شهداء علي الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا) (البقره: 143). قال: نحن الامه الوسط و نحن شهداء الله علي خلقه و حججه في ارضه.

- يقال: فعلت ذلك علي روس الاشهاد اي بمراي و منظر من الحاضرين بحيث هو نصب اعينهم في مكان مرتفع لا يخفي علي احد.

- المشاهد: اسم فاعل من شاهدته مشاهده مثل عاينته معاينه وزنا و معني.

و انما لم يكن له سبحانه و تعالي مشاهد لتنزهه عن ادراك الحواس مطلقا و انما خص المشاهده بالذكر و هي انما تطلق علي ادراك البصر لوقوع الشبهه و قوتها في اذهان كثير من الخلق في جواز ادراكه تعالي بهذه الحاسه حتي ان مذهب اكثر العامه: ان تنزيهه تعالي عن ذلك ضلال و كفر. تعالي الله عما يقول العادلون.

و يحتمل ان يكون تلميحا الي قوله تعالي في الكهف: (ما اشهدتهم خلق السموات و الارض و لا خلق انفسهم و ما كنت متخذ المضلين عضدا) (الكهف: 51). فان الاشهاد و ان كان بمعني الاحضار لكنه يستلزم المشاهده بل قيل: الشهود: الحضور مع المشاهده.

- الشهداء: جمع شهيد و هو القتيل في سبيل الله فعيل بمعني مفعول لان الملائكه شهدت نقل روحه الي الجنه، او لان الله شهد له بالجنه، و قيل بمعني فاعل لسقوطه علي الشاهده و هي الارض، او لانه حي عند ربه حاضر، او لانه يشهد ملك الله تعالي و ملكوته، او لانه ممن يستشهد يوم القيمه علي الامم الخاليه فيشهد، او لانه يشهد ما اعده الله له من الكرامه و قيل غير ذلك.

و انما ختم عليه السلام دعائه بطلب المصير في نظم الشهداء لكون طريق الشهاده افضل الطرق عند الله ثوابا و اكرمها مابا.

عن ابي عبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فوق كل ذي بر- بر حتي يقتل في سبيل الله فاذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر.

- الشهداء- هنا- جمع شهيد فعيل بمعني فاعل من شهد علي الشي ء: اطلع عليه و عاينه فهو شهيد و شاهد. و في هذه الفقره اشاره الي قوله تعالي (و كذلك جعلناكم امه وسطا لتكونوا شهداء علي الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا). (البقره: 143).

و الحق ان المراد بالشهاده: الشهاده في الاخره و بالشهداء: الائمه المعصومين عليهم السلام لما روي عن الصادق عليه السلام انه قال: ظننت ان الله عني بهذه الايه جميع اهل القبله من الموحدين؟ افتري ان من لا تجوز شهادته في الدنيا علي صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيمه و يقبلها منه بحضره جميع الامم الماضيه؟ كلا، الحديث.

و روي الحاكم ابوالقاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل باسناده عن سليم بن قيس الهلالي عن علي عليه السلام: ان الله تعالي ايانا عني بقوله لتكونوا شهداء علي الناس، فرسول شاهد علينا و نحن شهداء الله علي خلقه و حجته في ارضه و نحن الذين قال الله تعالي: و كذلك جعلناكم امه وسطا.

روي ثقه الاسلام في الكافي بسنده عن يزيد بن معاويه قال قلت لابي جعفر عليه السلام قوله: و كذلك جعلناكم امه وسطا لتكونوا شهداء علي الناس، قال: نحن الامه الوسط و نحن شهداء الله علي خلقه و حجته في ارضه.

قال بعض العلماء: فان قلت: ما حقيقه هذه الشهاده و ما فائدتها مع ان الله تعالي عالم الغيب و الشهاده؟

قلت: اما حقيقتها فيعود الي اطلاعهم صلوات الله عليهم افعال الامه.

و بيان ذلك: ان للنفوس القدسيه الاطلاع علي الامور الغيبيه و الانتقاش بها مع كونها في جلابيب من ابدانها فكيف بها قبل ملابستها و بعد مفارقتها لهذا العالم و الجسم المظلم فانها اذن تكون مطلعه علي افعال جميع الامم و مشاهده لها من خير و شر.

و اما فائدتها: فقد علمت ان اكثر احكام الناس و هميه و الوهم منكر للاله علي الوجه الذي هو الاله فبالحري ان ينكر كونه عالما بجزئيات افعال عباده و دقائق خطرات اوهامهم و ظاهر ان ذلك الانكار يستتبع عدم المبالاه بفعل القبيح و الانهماك في الامور الباطله التي نهي الله تعالي عنها فاذا ذكر لهم ان عليهم شهداء و رقباء و كتابا لما يفعلون مع صدق كل ذلك باحسن تاويل كان ذلك مما يعين العقل علي كسر النفس الاماره بالسوء و قهر الاوهام الكاذبه، و يردع النفس عن متابعه الهوي و اذا كان معني الشهاده يعود الي اطلاع الشاهد علي ما في ذمه المشهود عليه، و علمه بحقيقته، و فائدتها حفظ ما في ذمه المشهود عليه و تخوفه ان جحد او لم يوصله الي مستحقه ان يشهد عليه الشاهد فيفضحه و ينزع منه علي اقبح وجه و كان المعني و الفائده قائمين في شهاده الائمه عليهم السلام اذبها تحفظ اوامر الله و تكاليفه التي هي حقوقه الواجبه، و يحصل الخوف للمقصرين فيها يذكر شهادتهم عليهم بالتقصير فيفتضحوا في محفل القيامه و يستوفي منهم جزاء ما كلفوا به فقصروا فيه بالعقاب الاليم، لاجرم ظهر معني كونهم شهداء الله علي خلقه.

- الاشهاد: جميع شهيد كشريف و اشراف و هو فعيل بمعني فاعل من شهدت علي الشي ء اي اطلعت عليه و عاينته، او من شهدت المجلس اي حضرته فانا شاهد و شهيد.