بازگشت

شكر


- شكر يشكر شكرا و شكورا و شكرانا له: اثني عليه و ذكر احسانه و نعمه.

سئل بعض العارفين: من اشكر الناس؟

فقال: اربعه هم اشكر الناس و اسعدهم:

1- الطاهر من الذنب يعد نفسه من المذنبين.

2- و الراضي بالقليل يعد نفسه من الراغبين.

3- و القاطع دهره ذكر الله يعد نفسه من الغافلين.

4- و الدائب نفسه في العمل يعد نفسه من المقلين. فهذا اشكر الشاكرين و افضل المومنين.

شكر يشكر شكرا و شكورا و شكرانا له: اثني عليه و ذكر احسانه و نعمه. و هو باعتبار الشاكر و المشكور ثلثه اضرب:

1- شكر الانسان لمن فوقه و هو بالخدمه و الثناء و الدعاء.

2- و شكره لنظيره و هو بالمكافاه.

3- و شكره لمن هو دونه و هو بالثواب.

و قد علمت ان شكر المنعم واجب بالعقل كما هو واجب بالشرع.

و اوجبه شكر الباري جل ثنائه ثم شكر من جعله عز و جل سببا لوصول خير اليك علي يده.

و قد وردت بالحث عليه و النهي عن تركه اخبار كثيره:

منها- ما رواه ثقه الاسلام في الكافي بسنده الي عمار الذهبي قال سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ان الله يحب كل قلب حزين و يحب كل عبد شكور يقول الله تبارك و تعالي لعبد من عبيده يوم القيمه اشكرت فلانا؟ فيقول بل شكرتك يا رب فيقول لم تشكرني اذ لم تشكره ثم قال: اشكر كم لله: اشكركم للناس و بسنده الي الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من اتي اليه معروف فليكاف به فان عجز فليثن عليه فان لم يفعل فقد كفر النعمه.

و عنه عليه السلام انه قال لعن الله قاطعي سبيل المعروف قيل و ما قاطعوا سبيل المعروف؟ قال الرجل يصنع اليه المعروف فيكفره فيمتنع صاحبه من ان يصنع ذلك الي غيره.

تنبيه

لا ينافي الدعاء و هذه الاخبار: ما روي من قول اميرالمومنين عليه السلام: لا يحمد حامد الا ربه. حيث قصر الحمد و الثناء علي الله لان المراد انه مبدء كل نعمه يستحق به الحمد و ان كل حمد يرجع اليه في الحقيقه كما صرح به جماعه من المحققين.

و قد يجاب بان الغير يحتمل المشقه بحمل رزق الله اليك فالنهي عن الحمد لغير الله علي الرزق لان الرزاق هو الله و الترغيب في الحمد له علي ما تكلف من حمل الرزق و كلفه ايصاله باذن الله تعالي ليعطيه اجر مشقه الحمل و الايصال.

و بالجمله هنا لك شكران:

1- شكر علي الرزق لله.

2- و شكر علي الحمل و هو للغير.

- الشكر قسمان:

لغوي و عرفي:

فاللغوي: فعل ينبئي عن تعظيم المنعم بسبب الانعام سواء كان ذكرا باللسان او اعتقادا او محبه بالجنان او عملا و خدمه بالاركان.

و العرفي: هو صرف العبد جميع ما انعم الله عليه من السمع و البصر و غيرهما الي ما خلقه الله لاجله.

و قال المحقق النصير الطوسي: اعلم ان الشكر مقابله النعمه بالقول و الفعل و النيه و له اركان ثلثه:

الاول- معرفه المنعم و صفانه اللائقه به، و معرفه النعمه من حيث اثها نعمه، و لا تتم تلك المعرفه الا بان تعرف ان النعم كلها جليها و خفيها من الله سبحانه و انه المنعم الحقيقي و ان الاوساط كلها منقاده لحكمه، مسخره لامره.

الثاني- الحاله التي هي ثمره تلك المعرفه و هي الخضوع و التواضع و السرور بالنعم لا من حيث انها موافقه لغرض النفس فان ذلك متابعه لهواها و قصر الهمه علي رضاها، بل من حيث انها هديه داله علي عنايه المنعم بك، و علامه ذلك ان لا تفرح من نعم الدنيا الا بما يوجب القرب منه.

الثالث- العمل الذي هو ثمره تلك الحال فان تلك الحال اذا حصلت في القلب حصل فيه نشاط للعمل الموجب للقرب منه تعالي.

و هذا العمل يتعلق بالقلب و اللسان و الجوارح: اما عمل القلب فالقصد الي تعظيم المنعم و تمجيده و تحميده و التفكر في صنايعه و افعاله و آثار لطفه و العزم علي ايصال الخير و الاحسان الي عامه الخلق.

و اما عمل اللسان فاظهار ما قصدته و نويته من التمجيد و التعظيم بتهليله و تحميده و تسبيحه و الثناء عليه و ارشاد الخلق بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر الي غير ذلك.

و اما عمل الجوارح فاستعمال نعمه الظاهره و الباطنه في طاعته و عبادته و عدم استعمالها في معصيته و مخالفه امره: كاعمال العين في النظر الي عجيب مصنوعاته و آياته، و النظر في كتابه، و استعمال السمع في استماع دلايله و براهينه، و الانصات لقرائه كتابه و قس علي ذلك سائر الجوارح.

و من هاهنا ظهر ان الشكر من اشرف معارج السالكين و اعلي مدارج العارفين و لا يبلغ حقيقته الا من ترك الدنيا وراء ظهره و هم قليلون و لذلك قال عز من قائل (و قليل من عبادي الشكور). (سبا: 13).

و مدار هذه الجمله من الدعاء: بيان العجز عن شكره تعالي بينه عليه السلام بلزوم التسلسل و هو ترتيب امور غير متناهيه لانه اذا احدث شكرا علي نعمه احدث الله عليه نعمه اخري يجب عليه شكرها فيحتاج ان يشكرها كشكره الاولي، و كذلك الحال في الثالثه و الرابعه.

و هذا يودي الي ما لا يتناهي و هو غير مقدور للعبد. و لزوم هذا الجزاء لشرطه بحكم وعد الله تعالي في قوله (لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه) (فصلت 42). (و اذ تاذن ربكم لئن شكرتم لا زيدنكم) (ابراهيم: 7). اي اذن ايذانا بليغا و اخبر اخبارا موكدا لا تبقي معه شائبه شبهه لما في صيغه التفعل من معني التكلف المحمول في حقه تعالي علي غايته التي هي الكمال.

- الشكر يحتمل ان يكون المراد هنا اللغوي و هو الوصف بالجميل علي جهه التعظيم و التبجيل من اللسان و الجنان و الاركان.

و يحتمل ان يراد به العرفي و هو صرف العبد جميع ما انعم الله عليه من السمع و البصر و غيرهما الي ما خلق الله لاجله.- و بين الشكرين عموم و خصوص مطلق- و ذكر الابدان يرجح اراده الثاني.

- و اشكرهم اي جازهم بجزيل الاجر.

و لما كان سبحانه مجازيا للمطيع بجزيل الثواب جعل مجازاته شكرا لهم علي سبيل المجاز و الا فالشكر هو الاعتراف بالاحسان و الله سبحانه هو المحسن الي عباده و المنعم عليهم. و المراد بهذا الكلام: الدعاء للمهاجرين من الصحابه.

- مضي معني الشكر لغه و عرفا و قول المحقق النصير الطوسي في الشكر فراجع.