بازگشت

شرح


- شرح فلان امره: اذا ظهره و اوضحه. و منه: شرح المسئله: اذا بينها و فسرها و اوضح معناها.

و شرح الله صدره للاسلام: وسعه لقبول الحق.

و لا شك ان توسيع الصدر و القلب غير ممكن علي سبيل الحقيقه و لكنه كنايه عن جعل القلب قابلا للحق مهيئا لحلوله فيه، مصفي عما يمنعه و ينافيه.

و قال النظام النيسابوري: اذا اعتقد الانسان في عمل من الاعمال ان نفعه زائد و خيره راجح مال طبعه اليه و قوي طلبه و رغبته في حصوله و ظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله فسميت هذه الحاله سعه الصدر، و ان حصل في القلب علم او اعتقاد او ظن يكون ذلك العمل مشتملا علي ضرر زائد و مفسده راجحه دعاه ذلك الي تركه و حصل في النفس نبوه (نبا ينبو نبوا و نبوه عن الشي ء: نفر و لم يقبله). عن قبوله فيقال لهذه الحاله ضيق الصدر لان المكان اذا كان ضيقا لم يتمكن الداخل من الدخول فيه و اذا كان واسعا قدر علي الدخول فيه. و كثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق و الاسلام و قد ورد في الكفر ايضا قال تعالي (و لكن من شرح بالكفر صدرا). (النحل: 106).

قال امين الاسلام الطبرسي: قد وردت الروايه الصحيحه انه لما نزل قوله تعالي (فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام) (الانعام: 125). سئل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن شرح الصدر ما هو؟ فقال: نور يقذفه الله في قلب المومن لينشرح له صدره و ينفسح. قالوا: فهل لذلك من اماره يعرف بها؟ قال: نعم: الانابه الي دار الخلود و التجافي عن دار الغرور و الاستعداد للموت قبل نزول الموت.

قال النيسابوري و هذا البيان مناسب لما ذكرنا: فان الانابه الي دار الخلود لابد ان يترتب علي اعتقاد ان عمل الاخره زائد النفع و الخير، و التجافي عن دار الغرور انما ينبعث عن اعتقاد كون عمل الدنيا زائد الضر و الضير (ضاره يضيره ضيرا الامر: اضر به). و الاستعداد للموت قبل نزوله نتيجه مجموع الامرين: الزهد في الدنيا و الرغبه في الاخره.