بازگشت

سوم


- السوم: مطلق الذهاب، او الذهاب في ابتغاء شي ء، و يسومه العذاب: يطلب له ان يذوق العذاب، و منه قوله تعالي (يسومونكم سوء العذاب) (البقره: 49). اي يبتغونه لكم.

- (لم تسمه) اي لم ترد منه.

- السوم: مصدر سام البايع السلعه من باب قال: اذا عرضها للبيع و ذكر ثمنها. و سامها المشتري ايضا طلب بيعها، و عرف بانه طلب البيع بالثمن الذي يقدر به المبيع.

و اعلم انه عليه السلام شبه فعل الطاعات و الحسنات بالمتاجره لله سبحانه بجامع طلب المنفعه و هي استعاره تحقيقيه تصريحيه حيث اطلق اسم المشبه به علي المشبه و ذكر السوم و الربح ترشيحا لها. و في قوله: زدت في السوم علي نفسك ايذان بكمال العنايه بهم من حيث جعله تعالي هو الطالب لمتاجرتهم اياه بدليل زيادته في السوم الذي هو في الاغلب من شان البايع لا شان المشتري الا ان يكون المشتري هو الراغب في السلعه و الطالب لبيعها و هي نكته عجيبه قل من يتنبه لها الا من نور الله قلبه لفهم مقاصده عليه السلام جعلنا الله منهم- كذا قال في رياض السالكين- و قال في شرح الصحيفه للسيد محمد الشيرازي (و انت) يا رب (الذي زدت في السوم) المساومه المجاذبه بين البائع و المشتري علي السلعه (علي نفسك لعبادك) بان جعلت للاعمال القليله التي ياتون بها ارباحا كثيره (تريد ربحهم في متاجرتهم) تجاره اخرويه و هذا بخلاف سائر المتعاملين فان كلا منهم يريد الربح لنفسه لا لطرفه (لك) اي المتاجره التي هي بينهم و بينك.

- سمت فلانا الامر سوما: كلفته اياه، و سئوال عدم السوم و التكليف بعجز المعرفه من قبيل: اللهم لا تسلط علينا من لا يرحمنا اي لا تخل بيننا و بين من لا يرحمنا فيتسلط علينا فكانه قال: لا تخل بيننا و بين انفسنا بمنعك التوفيق و اللطف عنا فتعجز معرفتنا عما تخيرت و هذا فزع منه عليه السلام الي الطاف الله تعالي جريا علي سنن الانبياء و الاوصياء و الصالحين في قصر نيل الخيرات و النجاه من الشرور علي جناب الله عز و جل و سلب القوي و القدره عن انفسهم و مبالغه في استدعاء لطفه تعالي في صرف الجهل بما يختاره له باظهار ان لا قدره له بمعرفته و العلم به ما لم يعرفه.