بازگشت

سود


- المراد باسوداد الابشار- الابشار: جمع بشر كسبب و اسباب و هو جمع بشره و هي ظاهر جلد الانسان فالابشار جمع جمع. ظهور اثر الحزن و الكابه عليها لما تصير اليه من العقاب كقوله تعالي: (وجوه يومئذ باسره) (القيمه: 24). و قوله: (وجوه يومئذ عليها غبره ترهقها قتره) (عبس: 41 -40).

و قيل: ان البياض و السواد محمولان علي ظاهر هما و هما النور و الظلمه اذ الاصل في الاطلاق الحقيقه فمن كان من اهل نور الحق و سم ببياض اللون و اسفاره و اشراقه و ابيضت صحيفته، و سعي النور بين يديه و بيمينه، و من كان من اهل ظلمه الباطل و سم (وسمه: جعل له علامه يعرف بها). بسواد اللون و كمده (كمد بكسر الميم: تغير لونه). و اسودت صحيفته، و احاطت به الظلمه من كل جانب، قالوا و الحكمه في ذلك ان يعرف اهل الموقف كل صنف فيعظموهم و يصغروهم بحسب ذلك، و يحصل لهم بسببه مزيد بهجه و سرور او ويل و ثبور.

و ايضا اذا عرف المكلف في الدنيا انه يحصل له في الاخره احدي الحالتين ازدادت نفسه رغبه في الطاعات و عزفا (عزفت نفسه عن كذا: منعها عنه). عن المعاصي.

و التحقيق في ذلك: ان الهيئات (الهيئه بالفتح و الكسر: حال الشي ء و كيفيته و شكله و صورته ج هيئات). و الاخلاق الحميده انوار، و الملكات و العادات الذميمه ظلمات و كل منها لا يظهر آثاره الا بعد المفارقه الي الاخره فابيضاض الوجوه عباره عن آثار تلك الانوار، و اسواد الوجوه و الابشار عباره عن آثار تلك الظلمات اعاذنا الله منها.