بازگشت

سمع


- سمع يسمع سمعا و مسعما الصوت: ادركه بحاسه الاذن فهو سامع و الجمع سامعون.

- السمعه بالضم و الفتح يقال فعل ذلك رياء و سمعه اي يراه الناس و يسمعوا به، و المعني اصرف عنه و خلصه من قصد الرياء و السمعه في عمله ليكون خالصا لله فيستعد لتلقي رحمته و قبول فضله بالتوجه اليه و الانقطاع عما سواه و اما العامل للرياء و السمعه اي ليراه الناس و يسمعوا بحاله كي يعود اليه منهم ما يتوقعه من مال او جاه او ثناء و نحوه من الاغراض الباطله و الاعراض الزائله فهو محجوب عن قبول فضل الله تعالي مستوجب للخيبه و الحرمان من حيث التفات نفسه الي ما سواه تعالي.

و في الحديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم انه قال: ان اخوف ما اخاف عليكم: الشرك الاصغر، قالوا و ما الشرك الاصغر؟ يا رسول الله قال: الرياء، يقول الله عز و جل يوم القيمه اذا جازي العباد باعمالهم اذهبوا الي الذين كنتم تراون في الدنيا هل تجدون عندهم ثواب اعمالكم؟.

و عنه صلي الله عليه و آله و سلم انه قال: الرياء اخفي من دبيب النمله السوداء في الليله الظلماء علي المسح الاسود.

و عن اميرالمومنين عليه السلام: اعملوا في غير رياء و لا سمعه فان من عمل لغير الله يكله الله الي من عمل له.

و عن ابي عبدالله عليه السلام في قول الله عز و جل: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعباده ربه احدا) (الكهف: 110). قال: الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله انما يطلب تزكيه الناس يشتهي ان يسمع به الناس فهذا الذي اشرك بعباده ربه.

قال بعض العارفين: كنت لا ازال اجد من نفسي شوقا زائدا و منازعه شديده الي الجهاد و ان اقتل في سبيل الله فحمدت من نفسي ذلك و قلت ان الجهاد و القتل ليس من الامور التي يكون فيها حظ للنفس فاخذت في اهبه الغزو ثم اتهمت نفسي و قلت انها لا تدعو الي خير ابدا و لا بد لها في ذلك من دسيسه فجعلت اتامل السبب الداعي لها الي ذلك حتي وقفت علي انها راغبه في ان يقال: قتل فلان في سبيل الله و مات شهيدا فخالفتها و رجعت عما نويت.

و من هنا قال العلماء: اجتناب الرياء من اصعب الامور الا علي من راض نفسه و ملكها الاخلاص و لا يحصل ذلك الا لمن اخذت يد العنايه بزمامه.