بازگشت

سلم


- التسلم لامرهم (اي لامر الائمه من اهل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم): الانقياد لحكمهم و الاذعان لهم ظاهرا و باطنا و القبول منهم من غير انكار منهم بقلب و لا لسان.

قال بعض علمائنا و هو مرتبه فوق الرضا لان الراضي قديري لنفسه وجودا و اراده الا انه رضي بما صدر عنهم عليهم السلام و ان خالف طبعه و المسلم بري ء من ذلك و انما نظره اليهم.

اذا عرفت ذلك فنقول من اصول الشريعه التسليم لهم عليهم السلام بكل ما جاء عنهم و صدر منهم و ان كان لا يظهر وجه حكمته للناس فان لله تعالي اسرارا و مصالح يخفي بعضها و لا يعلمه الا الله و الراسخون في العلم فيجب علي المكلفين ان لا ينكروا و لا يعترضوا من ذلك ما لم يعرفوا كما يفعله المبتدعه بل ينبغي التسليم و يتحتم الاذعان لما صح نقله عنهم عليهم السلام.

و قد ورو في التسليم اخبار كثيره و عقد له ثقه الاسلام في الكافي بابا عنوانه (باب التسليم و فضل المسلمين).

فمن ذلك ما رواه بسند صحيح عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال: لو ان قوما عبدو الله وحده لا شريك له و اقاموا الصلوه و آتوا الزكوه و حجوا البيت و صاموا شهر رمضان ثم قالوا لشي ء صنعه الله او صنعه رسول الله: الا صنع خلاف الذي صنع او وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا يذلك مشركين ثم تلا هذه الايه (فلا و ربك لا يومنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما) (النساء: 65). ثم قال ابوعبدالله عليه السلام عليكم بالتسليم.

- دار السلام: الجنه: قال تعالي (لهم دار السلام) (الانعام: 127). قيل سميت بذلك لسلامتها من كل بليه و مكروه و آفه.

- عطف المسلم و المسلمه علي المومن و المومنه: اما من باب التتميم بناء علي ان الاسلام دون الايمان او من باب الترقي من الادني الي الاعلي بناء علي ان الاسلام فوق الايمان.

قال الراغب: الاسلام في الشرع علي ضربين:

احدهما- دون الايمان و هو الاعتراف باللسان و به يحقن الدم حصل معه الاعتقاد او لم يحصل و اياه قصد بقوله تعالي (قل لم تومنوا و لكن قولوا اسلمنا). (الحجرات: 14).

و الثاني- فوق ايمان و هو ان يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب و وفاء بالعمل و استسلام لله تعالي في جميع ما قضي و قدر كما ذكر عن ابراهيم عليه السلام في قوله (اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين). (البقره: 131). و قول يوسف عليه السلام (توفني مسلماء و الحقني بالصالحين) (يوسف: 101). اي اجعلني ممن استسلم لرضاك.

- استسلم: انقاد يقال: اسلم الله و استسلم اي انقاد لامره و نهيه كانه سلم انه لا قدره له علي جلب نفع و لا دفع ضرر.

- السلامه لغه: الخلوص من الافات و اصطلاحا هيئه يكون بها بدن الانسان في مزاجه و تركيبه بحيث يصدر عنه الافعال كلها صحيحه فهي بهذا المعني مرادفه للصحه.

- سلم يسلم من باب تعب سلامه: خلص من الافات و المراد: الافات النفسانيه و الاراء الفاسده و العقايد الباطله من الكفر و الكبر و الحسد و النفاق في الدنيا و من العقوبات في الاخره.

- السلامه: الخلوص من الافات. و المراد بسلامه القلوب: سلامتها من الامراض الروحانيه كالجهل و سائر اخلاق الذميمه و يندرج في سلامه القلب سلامه سائر الجوارح لانه رئيسها.

- اسلم: انقاد، تدين بالاسلام، اسلم امره الي الله: سلمه، سلم الشي ء: خلصه.

و المراد بالاسلام هنا جميع ما جاء به النبي صلي الله عليه و آله و سلم من الدين الحق المشار اليه بقوله تعالي (ان الدين عندالله الاسلام) (آل عمران: 19). و قوله تعالي (اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا) (المائده: 3). و قوله تعالي (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه) (آل عمران: 85).- و المراد بحياطته: نصرته و القيام بامره و الذب عنه-.

- السلام: السلامه، فقوله سلام عليكم بشاره بدوام السلامه لاهل الجنه من جميع الافات.

و الجمله اقتباس من قوله تعالي (و الملائكه يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار) (الرعد: 24 -23). و الباء من قوله بما صبرتم متعلق بالسلام و المعني انما حصلت لكم هذه السلامه بسبب صبركم علي الطاعات و عن المعاصي.