بازگشت

سرف


- الاسراف: مجاوزه القصد، و قيل هو صرف المال زائدا علي قدر الجائز شرعا و عقلا و قيل هو انفاق المال الكثير في الغرض الخسيس، و قيل: انفاق المال من غير منفعه.

و الحق انه يراعي فيه الكيفيه و الكميه فهو من جهه الكميه ان يعطي اكثر مما يحتمله حاله، و اما من حيث الكيفيه فبان يضعه في غير موضعه، فرب منفق درهما من الوف و هو في انفاقه مسرف و ببذله مفسد و ذلك كمن اعطي فاجره درهما او اشتري خمرا، و رب منفق الوفا لا يملك غيرها هو فيه مقتصد.

قيل لحكيم متي يكون بذل القليل اسرافا و الكثير اقتصادا؟ فقال: اذا كان بذل القليل في باطل و بذل الكثير في حق.

حكي الراغب في المحاضرات ان الامام علي بن موسي الرضا عليهم السلام فرق بخراسان امواله كلها في يوم عرفه فقال له الفضل بن سهل: ما هذا المغرم؟ ( المغرم: الغرامه). فقال: بل هو المغنم. (المغنم: الغنيمه).

و ليعلم ان الاسراف لا يتعلق بالمال فقط بل بكل شي ء وضع في غير موضعه اللائق به الاتري؟ ان الله تعالي وصف قوم لوط بالاسراف لوضعهم البذر في غير المحرث. فقال (انكم لتاتون الرجال شهوه من دون النساء بل انتم قوم مسرفون) (الاعراف: 81). و وصف فرعون بقوله عز و جل (انه كان عاليا من المسرفين) (الدخان: 31). و قوله تعالي (و ان فرعون لعال في الارض و انه لمن المسرفين) (يونس: 83).