بازگشت

رزق


- قال الراغب: الرزق يقال للعطاء الجاري تاره دنيويا كان ام اخرويا، و للنصيب تاره، و لما يصل الي الجوف و يتغذي به تاره يقال: اعطي السلطان رزق الجند، و رزقت علما. قال تعالي (و انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي احدكم الموت) (المنافقون: 10). اي من المال و الجاه و العلم و كذلك قوله تعالي (و مما رزقناهم ينفقون). (البقره: 3).

و قال في مختار الصحاح: الرزق: ما ينتفع به و الجمع: الارزاق.

و في الرياض: لك ان تجعل كلا من القوت (القوت بالضم: ما يقوم به بدن الانسان من الطعام). و الرزق في الدعاء اعم من الجسماني و الروحاني فان الانسان مركب من البدن و الروح فكما ان البدن محتاج في بلوغ كماله الي قوت شبيه في الجسميه ليزيد في قدره اللائق به و يكمل في ذاته.

كذلك الروح محتاج الي قوت مناسب له شبيه في الروحانيه ليقويه و يبلغ به غايه كماله و هو العلم و المعرفه.

و اطلاق القوت و الطعام علي الغذاء الروحاني شايع كقوله صلي الله عليه و آله و سلم (ابيت عند ربي يطعمني و يسقيني) و معلوم ان طعامه صلي الله عليه و آله و سلم عند ربه ليس من جنس اطعمه الحيوانات اللحميه و لا شرابه من جنس هذه الاشربه و انما المراد طعام العلم و شراب المعرفه.

و عن زيد الشحام عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله تعالي (فلينظر الانسان الي طعامه) (عبس: 24). قال قلت ما طعامه؟ قال علمه الذي ياخذه عمن ياخذه.

فاذن الانسان محتاج الي كل من القوتين فكما جعل لكل قوتا جسمانيا معلوما مقسوما من رزقه جعل له قوتا روحانيا معلوما مقسوما من رزقه.

قال بعض العارفين: لكل احد نصيب من لوامع اشراقات نوره قل او كثر فله الحجه علي كل احد بما عرفه من آيات وجوده و دلائل صنعه وجوده فوقع التكليف بمقتضي المعرفه و العمل بموجب العلم. و الله اعلم.

- رزق الله رزقا بالفتح: اعطاه و وهبه. اي وهب لنا حسن مصاحبه هذا اليوم.