بازگشت

رجا


- رجا يرجو رجاء و رجوا و رجاه: ضد يئس و انما كان سبحانه و تعالي اولي من رجاه: لمعرفته بسعه رحمته و فضله و لطفه و رافته و احسانه علي عباده و اجراء نعمه عليهم ظاهره و باطنه جليه و خفيه ضروريه و غير ضروريه حين كونهم اجنه في بطون امهاتهم بلا سبق استحقاق و لا تقدم الاستيجاب و للعلم بغنائه عن طاعتهم و عبادتهم و تعذيبهم مع عجزهم و مسكنتهم و ضعفهم و فقرهم بين يديه، فمن كان بهذه الصفات كان اولي من رجاه راج و امله محتاج.

- الارجاء: جمع رجا مقصورا و هو ناحيه الموضع و الضمير في ارجائها عائد الي السموات اي الذين يصيرون او يقفون علي جوانب السموات و حافاتها عند نزول الامر و الحكم بانجاز ما وعد سبحانه من قيام الساعه فتنشق السماء فتعدل الملائكه عن مواضع الشق الي جوانب السماء قال تعالي (فيومئذ وقعت الواقعه و انشقت السماء فهي يومئذ واهيه و الملك علي ارجائها) (الحاقه: 17 -15).

- رجا يرجو رجاء: ضد يئس- كما مر-. اعلم ان الرجاء لثواب الله و رحمته و الفوز بالسعادات الاخرويه مقام شريف مستلزم لمقامات عاليه لانه يستلزم الصبر علي المكاره و فعل الطاعات و ترك المنهيات لعلمه بان الجنه حفت بالمكاره و النار حفت بالشهوات.

و مقام الصبر يودي الي مقام المجاهده و التجرد لذكر الله تعالي و دوام الفكر فيه و مقام المجاهده يودي الي مقام الكمال في المعرفه المودي الي مقام المحبه المستلزم لمقام الرضا و التوكل اذ من ضروره المحبه الرضا بفعل المحبوب و تفويض نفسه و امره اليه و الوثوق بعنايته و لذلك قيل الرجاء لا ينفك عن الاعمال الصالحه.

و قيل: الرجاء ماده الاستهتار بلزوم الطاعه و يدل عليه:

ما روي عن الصادق عليه السلام قيل له ان قوما من مواليك يلمون بالمعاصي و يقولون نرجو فقال كذبوا ليسوا لنا بموال اولئك قوم ترجحت بهم الاماني من رجا شيئا عمل له و من خاف من شي ء هرب منه.

و في خطبه لاميرالمومنين عليه السلام: زعم انه يرجو الله كذب و العظيم ماله لا يتبين رجاوه في عمله؟ و كل من رجا عرف رجاوه في عمله.

و من ثم قالوا الرجاء من الفضائل اذا قارنه خوف لان كل واحد منهما من دون الاخر من الملكات الرديه المهلكه كما يرشد اليه قوله تعالي (يدعون ربهم خوفا و طمعا). (السجده: 16).

و قول الباقر عليه السلام: انه ليس من عبد مومن الا و في قلبه نوران: نور خيفه و نور رجاء لو وزن هذا لم يزد علي هذا و لو وزن هذا لم يزد علي هذا.

و قول بعض العارفين: من حمل نفسه علي الخوف قنط و لكنه ينبغي ان يخاف العبد راجيا و يرجو خائفا.

و تقييده عليه السلام الرجاء بالحسن في قوله (حسن الرجاء) اشاره الي ذلك.

- الرجاء: ظن يقتضي حصول ما فيه مسره (و انت ثقتي و رجائي) اي لا ارجوا مرا الا منك.