بازگشت

رأي


- الرئا: مصدر راه مراه و رياء اذا راي كل منهما الاخر، ثم غلب استعماله في القصد بالطاعه لان يراه الناس و ذلك لان المرائي لا يعمل الا اذا راي الناس و راوه حتي اذا كان في موضع لا يري فيه احدا و لا يراه احد لم يعمل فالمفاعله في الرياء علي بابها.

عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: انه قال: ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر، قالوا و ما الشرك الاصغر؟ يا رسول الله قال: الرياء يقول الله عز و جل يوم القيامه اذا جازي العباد باعمالهم اذهبوا الي الذين كنتم تراون في الدنيا هل تجدون عندهم ثواب اعمالكم؟ و عنه صلي الله عليه و آله و سلم انه قال: الرياء اخفي من دبيب النمله السوداء في الليله الظلماء علي المسح الاسود.

قال بعض العارفين: كنت لا ازال اجد من نفسي شوقا زائدا و منازعه شديده الي الجهاد و ان اقتل في سبيل الله فحمدت من نفسي ذلك و قلت ان الجهاد و القتل ليس من الامور التي يكون فيها حظ للنفس فاخذت في اهبه الغزو، ثم اتهمت نفسي و قلت انها لا تدعو الي خير ابدا و لا بدلها في ذلك من دسيسه فجعلت اتامل السبب الداعي لها الي ذلك حتي وقفت علي انها راغبه في ان يقال: قتل فلان في سبيل الله و مات شهيدا فخالفتها و رجعت عما نويت.

- الراي لغه: العقل و التدبير و الاعتقاد، و عرفا تطلق تاره علي القياس و هو مساواه فرع لاصل في عله حكمه، قال صاحب القاموس: و اصحاب الراي: اصحاب القياس لانهم يقولون برايهم فيما لم يجدوا فيه حديثا او اثرا، و تاره تطلق علي استحسان العقل و ان عارض النص و خالفه كما قال به ابوحنيفه و فسر بانه دليل ينقدح في نفس المجتهد و ربما قصرت عنه عباراته.

حكي الزمخشري في ربيع الابرار قال يوسف بن اسباط: رد ابوحنيفه علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم اربعماه حديث او اكثر، قيل مثل ماذا؟ قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم للفرس سهمان (في الوافي في باب كيفيه قسمه الغنائم نقلا من التهذيب ان عليا عليه السلام كان يسهم للفارس ثلثه اسهم سهمين لفرسه و سهما له و يجعل للراجل سهما). و قال ابوحنيفه لا اجعل سهم بهيمه اكثر من سهم المومن، و اشعر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اصحابه البدن، قال ابوحنيفه: الاشعار مثله، و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: البيعان بالخيار ما لم يفترقا و قال ابوحنيفه اذا وجب البيع فلا خيار، و كان صلي الله عليه و آله و سلم يقرع بين نسائه اذا اراد سفرا و قال ابوحنيفه القرعه قمار انتهي

عن ابي جعفر عليه السلام: من افتي الناس برايه فقد دان الله بما لا يعلم و من دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث احل و حرم فيما لا يعلم.

و الاخبار في هذا المعني كثيره جدا و بطلان القياس و الراي من ضروريات مذهب اهل البيت عليهم السلام.

- رايت اي اعتقدت من الراي بمعني الاعتقاد او بمعني علمت من الرويه بمعني العلم و هي الرويه القلبيه

و الراي: البصيره و هي للقلب بمثابه البصر للنفس يقال رجل ذو راي اي بصيره و علم بالامور.

و انما قال عليه السلام (و رايت ان طلب المحتاج الي المحتاج سفه من رايه) لان العقل و الراي اللذين سلما من آفه النقص و الضلال قاضيان بان تاميل العاجز عاجزا مثله و اناخته مطايا الطلب بساحه فقير يشبهه لا يكون الا عن سفه و ضلال في الراي.