بازگشت

خلد


- الخلود: البقاء و الدوام من وقت مبتداء و لذلك لا يقال لله تعالي خالد، و قيل: هو في الاصل: الثبات دام او لم يدم و لو كان وضعه للدوام لما قيد بالتابيد في قوله عز قائلا (خالدين فيها ابدا) (النساء: 57). و لما استعمل حيث لا دوام فيه فقالوا: حبسه حبسا مخلدا.

و قال النظام النيسابوري: الخلد عند المعتزله: الثبات الدائم و البقاء اللازم الذي لا ينقطع بدليل قوله تعالي (و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد) (الانبياء: 34). نفي الخلد مع تعمير بعضهم و منكم من يرد الي ارذل العمر.

و عند الاشاعره: الخلد: هو الثبات الطويل دام او لم يدم و لو كان التابيد داخلا في مفهومه كان قوله تعالي: خالدين فيها ابدا تكرارا انتهي.

و يتفرع علي هذا الخلاف دوام وعيد المرتكب الكبيره اذا مات بلا توبه حيث وقع مقيدا بالخلود كما في قوله تعالي (و من يقتل مومنا متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيها) (النساء: 93). و علي كل تقدير فالمراد بالخلد هنا: الدوام قطعا لما يشهد له من الايات و السنن اي مساكن البقاء و الدوام التي لا يعتريها و لا يعتري سكانها فناء و لا تغير، فاضافه المساكن الي الخلد للمدح لا للتوضيح اذ من المعلوم ان مساكن الجنه لافناء فيها.