بازگشت

خضع


- خضع: تواضع. و قال في الرياض قوله عليه السلام (و اخضعهم لك اعملهم بطاعتك) اي و اشدهم خضوعا و خشوعا و تذللا لك اكثرهم عملا بطاعتك و ذلك من وجوه:

احدهما- انه كلما كثر عمله بطاعته تعالي ازداد منه قربه و زلفي فازدادت معرفته به تعالي و كلما ازدادت معرفته به ازدادت عظمته سبحانه في نفسه اذ كان يقدر في سلوكه عظمه الله بقدر عرفانه فكلما عبر منزلا من منازل المعرفه علم عظمه خالقه فكمل عقد يقينه بذلك و علم نقصان ذاته فكمل خضوعه و صدق خشوعه و هذا في الحقيقه يرجع الي معني الفقره الاولي- و هي: سبحانك اخشي خلقك لك اعلمهم بك-.

الثاني- ان كثره العمل بطاعته تعالي تستدعي تحليته بحسن النيه و خلوص التوبه و ذلك يستدعي شده الخضوع و التذلل له تعالي ليكون عمله ابعد عن الرياء و ادخل في الاخلاص.

الثالث- ان المداومه علي طاعته و الجد في طلب مرضاته عز و جل انما يكون عن مزيد رغبه و رهبه و كلما ازدادت الرغبه و الرهبه اشتد الخضوع و الخشوع للمرغوب اليه و المرهوب منه و هي مقدمه جليه و لذلك قال تعالي في وصف انبيائه (انهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا و كانوا لنا خاشعين) (الانبياء: 90). و الفرق بين الخضوع و الخشوع: قال الفيروز آبادي الخشوع: الخضوع او قريب من الخضوع او هو في البدن و الخشوع في الصوت و البصر، و قال البيضاوي: الخشوع: الاخبات و الخضوع: اللين و الانقياد و لذلك يقال: الخشوع بالجوارح و الخضوع بالقلب.