بازگشت

جهل


- الجهل بالفتح علي قسمين: بسيط و هو عدم العلم بما من شانه ان يكون معلوما، و مركب و هو الاعتقاد الجازم غير المطابق للواقع.

و قد يطلق علي ما يدعو الي ارتكاب الذنب و هو عدم التفكر في العاقبه كما يفعله الجاهل و يعبر عن هذا بالسفه و سمي جهلا من حيث عدم استعمال صاحبه ما معه من العلم بالعاقبه فكانه غير عالم و بهذا المعني فسر اكثر المفسرين قوله تعالي: (انما التوبه علي الله للذين يعملون السوء بجهاله) (النساء: 17). قال القاضي: متلبسين بها سفها فان ارتكاب الذنب سفه و تجاهل انتهي.

و يويد هذا المعني اخبار كثيره. و قال الراغب: الجهل علي ثلثه اضرب:

الاول- خلو النفس عن العلم و هذا هو الاصل.

و الثاني- اعتقاد الشي ء بخلاف ما هو عليه.

و الثالث- فعل الشي ء بخلاف ما حقه ان يفعل سواء اعتقد فيه اعتقادا صحيحا او فاسدا كمن ترك الصلوه متعمدا و علي ذلك حكايه الله عن موسي عليه السلام (اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين) (البقره: 67). فجعل فعل الهزو جهلا انتهي.

و جهل فلان الحق كتعب: اضاعه. و الجهل بمعني عدم التفكر في العاقبه و هو المراد هنا.

- الجهل هنا: ما يدعو الي ارتكاب الذنب و هو عدم التفكر في العاقبه- كما مر آنفا-

- المراد بظلم الجهاله: ظلم المعاصي.

- اي جعلت لنا الفضيله بعلمه علي من لم يعلمه سواء خلت نفسه من العلم به او اعتقد علي خلاف ما هو عليه فالجهل هنا اعم من ان يكون بسيطا و هو هدم العلم عما من شانه ان يكون معلوما او مركبا و هو اعتقاد جازم غير مطابق للواقع.

- من يقصر عن اوامر الله و يتعاطي نواهيه لا يكون الا جاهلا بقدرته تعالي عليه و ان لم يكن جاهلا و لا منكرا لذلك بل كان عالما و معترفا به فلم يخف بل ركب ذلك الفعل القبيح فقد فعل فعل الجاهل فصدق انه شبيه له و مماثل اياه.

و غرضه عليه السلام من هذا التشبيه: الاعتراف باجترائه علي ما ارتكب مع العلم بقدره الله حتي كانه جاهل او منكر لذلك و حاصله مزيد الاقرار بالذنب و العصيان المندوب اليه عند طلب العفو و الغفران.