جمل
- الجميل: الحسن من جمل الشي ء يجمل جماله فهو جميل مثل صبح صباحه: اذا حسن.
- اجملت الشي ء اجمالا: جمعته من غير تفصيل فهو مجمل. قال بعضهم: معني انزاله تعالي القرآن علي نبيه مجملا انه لم يبين له اسراره و عجائبه المستنبطه منه حال انزاله بل اوحاه اليه مجملا ثم الهمه بعد ذلك علمه بالتمام كما يدل عليه الفقره الثانيه (و هي: و الهمته فهم عجائبه مكملا).
و قيل: اجماله بالنسبه الي غيره لا اليه ليكون هو الذي يفصله و يبينه.
و الاولي: ان يكون المراد بقوله مجملا انه مشتمل علي جمله اشياء كثيره من الاسرار و الاحكام غير مبينه و لا مشروحه فيه بحيث يعلمها كل احد.
كما ورد في الحديث عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال: ما من امر يختلف فيه اثنان الا و له اصل في كتاب الله عز و جل و لكن لا يبلغه عقول الرجال.
و عنه صلي الله عليه و آله و سلم: انزل في القرآن تبيان كل شي ء و الله ما ترك الله شيئا يحتاج اليه العباد حتي لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا انزل في القرآن الا و قد انزل الله فيه.
و الاخبار في هذا المعني كثيره.
و الفرق بين هذا المعني و بين المعني الاول: ان علمه صلي الله و عليه و آله و سلم بما اجمل فيه لم يكن بعد عدم العلم به بل علمه به بالتمام من نفس علمه به مجملا فان النفوس القدسيه اذا علمت المجمل فقد علمت تفسيرها، و ذلك كما اذا نظرت الي زيد فقد ابصرت كله اجمالا و ابصرت اجزائه و تفاصيله جميعا عند ابصار كله، بل ابصار الكل و الاجزاء ابصار واحد و انما يتفاوت بالاعتبار.
و الفرق بينه و بين المعني الثاني: ان اجماله بالنسبه اليه صلي الله عليه و آله و سلم ايضا لاشتماله علي جمله الاحكام و الاسرار التي اودعها سبحانه فيه غير انه صلي الله عليه و آله و سلم اله علم ذلك مفصلا من علمه به مجملا بخلاف غيره و الله اعلم.
- في اجمال اي في رفق و اقتصاد من اجمل في الطلب: اذا رفق و اقتصد و لم يفرط.
و المراد ورعا غير خارج عن الاقتصاد الي حد الافراط فيخرج عن حقيقه الورع.
و لهذا قال بعض اهل التحقيق: قد يشتبه الورع بالوسواس و ذلك كمن كان له ثوبان احدهما لم يلحقه نجاسه و الاخر لحقته فغسله فيترك الصلوه في المغسول لانه مسته نجاسه.
و كمن قبل احد يده فيغسلها و يقول ان الخروج من عهده التكليف يتوقف علي غسلها لان من الجايز ان يكون من مسها نجسا.
و ظاهر ان مثل ذلك من الوسواس و ان عده بعض العامه من باب الورع.
و يري رجل بعرفات و بيده زبيبه و هو ينادي الا من ضاعت له زبيبه؟
فقيل له امسك فان هذا من الورع الذي يمقت الله عليه.
- الجمله بالضم: جماعه الشي ء اي و اصبحت الاشياء كلها جميعا كقوله تعالي (و لو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا). (يونس 99).