- اي لا يريد من خلقه مكافاه علي احسانه اليهم لانه غني لنفسه فلا يحتاج الي غيره حتي ان خلقه لهم و تكليفه اياهم لعبادته و شكره انما ليربحوا عليه لا ليربح هو عليهم كما قال عز و جل (ما اريد منهم من رزق و ما اريد ان يطعمون) (الذاريات: 57). و قال جل و علا (و من يشكر فانما يشكر لنفسه و من كفر فان الله غني حميد) (لقمان: 12). و قال تعالي (ان اول بيت وضع للناس للذي ببكه مباركا و هدي للعالمين فيه آيات بينات مقام ابراهيم و من دخله كان آمنا و لله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا و من كفر فان الله غني عن العالمين) (آل عمران: 97 -96).

- فيه اشاره الي قوله تعالي (و من يعص الله و رسوله و يتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها و له عذاب مهين) (النساء: 14). و انما كان الجزاء في اول وقت العصيان النار، لان الجزاء مسبب عن العمل فمتي وجد السبب وجب وجود المسبب فكان مقتضي العدل انه متي حصل العصيان حصل جزائه، لكنه سبحانه تاني عباده و امهلهم ليستغفروه و ينيبوا اليه فيغفر لهم بمقتضي رحمته التي وسعت كل شي ء.