بازگشت

نماذج من اختلاق الحديث


في هذا المجال يوجد موارد تقشعر منها الأبدان. ونحن ننقل بعضها كمثال:



ــ في زمن معاوية، التقي شخص بكعب الاحبار، ولأن كعباً كانت له صِلات حميمة مع معاوية سأل ذلك الشخص: من أين أنت؟



قال: من أهل الشام.



قال له: لعلك من ذلك الجيش الذي يدخل منه 70 الف جندي إلي الجنة بدون حساب.



قال: من هم هؤلاء؟!



قال: أنهم أهل دمشق.



قال: كلا، لست من أهل دمشق.



قال كعب: اذن، لعلك من ذلك الجيش الذي ينظر الله إليه كل يوم مرتين(!!).



ــ من هم هؤلاء؟!



ــ أهل فلسطين.



وربما لو قال ذلك الشخص انني لست من أهل فلسطين، لأخبره كعب الاحبار أحاديث عن كل من أهالي بعلبك وطرابلس وبقية مدن الشام بحيث يبيّن له أن أهل الشام هم الافضل. وأنهم أهل الجنة.



وكعب الاحبار كان يختلق هذه الاحاديث ويضعها إما تملقاً لأمراء الشام حتي يكون نصيبه أكثر ومنزلته في قلوبهم أعلي، وإما بسبب العداء المتجذر في نفسه للإسلام وبغية تدمير الاساس العظيم لأحاديث رسول الله (ص).



ويوجد في كتب التذكرات والرجال والحديث الكثير من هذه القصص. منها قصة ذلك الأمير الذي ارسل ابنه إلي المدرسة (الكتّاب) وهناك ضربه المدرس. عندما رجع الابن باكياً إلي أبيه وأخبره، غضب الاب وقال: سأذهب وأضع حديثاً علي هذه المدرسة حتي لا يكرروا فعلتهم هذه.



ومن هذه القصة نعلم كم كان سهلاً اختلاق الاحاديث عندهم، حتي لو كان بدافع العصبية والشفقة علي دموع الطفل.



وعلي أيّ حال فقد كان لهذا الوضع اثر في ايجاد ذهنية وثقافة منحرفة عن الإسلام. وكان السبب في ذلك أولئك المحدثون والعلماء العاملون في خدمة السلاطين والاقوياء.



وفي هذا الوضع تعتبر مواجهة هؤلاء عملاً في غاية الأهمية.