بازگشت

احتياج الظلمة إلي جعل الأحاديث


كما نعلم، فإن الحكام الظالمين كانوا يرون في جذب قلوب الناس إليهم أهم عامل في بقاء ملكهم وسلطانهم، إذ لم يكن الفاصل الزمني بين الناس وبين صدر الإسلام كبيراً، وبالتالي كان إيمان الناس بالإسلام لا يزال قوياً.



وهم ــ الناس ــ إذا أدركوا أن البيعة التي قدموها للحكام ليست صحيحة، وأن هذا الظالم لا يجوز أن يكون خليفة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)، لو أدركوا ذلك فبالتأكيد لن يرضوا أن يسلّموا قيادهم بتاتاً، وحتي لو قلنا ان هذا الأمر لا يشمل الجميع، فعلي الأقل نقول: القدر المسلّم به أن الكثيرين كانوا يتحملون الوضع المنافي للإسلام في الجهاز الحاكم نتيجة الإيمان القلبي، إذ انهم كانوا يظنون أن هذا وضع إسلامي.



ولإبقاء هذه الضبابية في أذهان الناس كان حكام الجور يستغلون المحدثين وعلماء الدين قدر الامكان ويحركونهم طبقاً لمصالحهم فيطلبون منهم وضع الأحاديث واختلاقها ونسبتها إلي رسول الله (ص) والصحابة الكبار بما يوافق ميولهم وأهواءهم.