بازگشت

مواقف الإمام من الصحابة والعلماء


كان موقف الإمام (عليه السّلام) من أصحابه وعلماء أهل زمانه النصح والإرشاد. ومراقبة أعمالهم وتقديم المشورة لهم تجاه أنفسهم وتجاه الأمة، ليصحح الانحراف الذي يحصل عندهم ثم يدلهم علي الموقف الإسلامي الصحيح للحوادث والسلوكيات وتوضيح مفاهيم الشريعة



الإسلامية وأصولها حينما تلتبس عليهم الأمور، فيجلي الأمر أمامهم ويوضح لهم حكم الله في المسائل واضحاً جلياً لا لبس فيه، ثم يحذرهم من التقرب من الملوك ومداهنتهم أو تأييد الأشخاص غير المخلصين للإسلام والذين يقومون بثورات لأجل المنصب وكرسي الحكم لا لأجل رفع كلمة الله الواحد القهار وسوف نعطي مثلين علي سبيل الذكر لا الحصر.



موقف الإمام مع الحسن البصري:



عمد الإمام إلي تصحيح سلوك العلماء وتقويم أخلاقهم وتوجيه النقد لهم بكل أدب واحترام، فيحاور العالم حتي يعترف بخطئه ويقدم للإمام كل تقدير وتبجيل معترفاً له بالآية الكريمة: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) [سورة آل عمران: الآية24].



(رأي علي بن الحسين (عليه السّلام) البصري عند الحجر الأسود يقص فقال: يا هذا أترضي نفسك للموت؟ قال: لا. قال: فعملك للحساب؟ قال: لا، قال فثمَّ دار للعمل؟ قال: لا، قال: فللَّه في الأرض معاذ غير هذا البيت؟ قال:لا، قال: فلم تشغل الناس عن الطواف!؟ ثم مضي. قال الحسن: ما دخل مسامعي مثل هذه الكلمات من أحد قط أتعرفون هذا الرجل؟ قالوا: هذا زين العابدين. فقال الحسن: (ذرية بعضها من بعض)(1).



موقف الإمام مع الزهري:



كان للإمام (عليه السّلام) مواقف رائعة تجاه الزهري حيث وضح له معالم الدين وحكمة التشريع.



(كان الزهري عاملاً لبني أمية فعاقب رجلاً فمات إثر العقوبة فخرج الزهري هائماً متوحشاً ودخل إلي غار، فطال مقامه تسع سنين، قال: وحج علي بن الحسين (عليه السّلام) فأتاه الزهري فقال له الإمام: إني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك، فابعث بديّة مسلمة إلي أهله واخرج إلي أهلك ومعالم دينك، فقال له: فرَّجت عني يا سيدي! الله أعلم حيث يجعل رسالته ورجع إلي بيته)(2).



وفي رواية أخري رواها سفيان بن عيينة عن الزهري، يبيّن فيها الإمام للزهري أحكام الله ويفصلها له بصورة واضحة كاملة. من ذلك القول في الصوم أقسامه والواجب منه وغير الواجب وكل ما يتعلق بأحواله. وقد ورد تفصيل ذلك باب سابق.

پاورقي

1 - بحار الأنوار، ج46، ص132 عن المناقب، ج3، ص297.



2 - المصدر السابق، ص132.