بازگشت

النظام النقدي


لم تكن الجهود السياسية المكثّفة، والمتعددة الاساليب التي قام بها الامام زين العابدين(عليه السلام) في مواجهة النظام القائم من اجل تحقيق اهداف ومطامح شخصية او أُسرية او غير ذلك كما عرفنا، وانّما كان زين العابدين(عليه السلام) صاحب دين قويم وعقيدة راسخة رسوخ الجبال فهو يتّخذ من المناهج السياسية وطرائق العمل بما تمليه عليه ديانته وتوحيه العقيدة الصلبة.



ومن هذا المنطلق يهبّ الامام زين العابدين(عليه السلام) كلما دعت الضرورة الي تدعيم الدولة واسنادها اذا كان في ذلك نفع حقيقي للاسلام... ولا يألو جهداً في تقديم ما يمكن تقديمه من الصيانة للدين والاخلاق والمبادئ العليا.



ان دعاءه لحرس الحدود المعروف بدعائه لاهل الثغور من الادعية التي تواتر نقلها عنه(عليه السلام). في الوقت الذي يعني تعاطفه مع حرس الحدود تعاطفاً مع مصلحة الاسلام ومكتسبات الاُمّة.



ومن الادلّة ايضاً علي الدوافع الدينيّة والاخلاقيّة لسياسة الامام زين العابدين(عليه السلام)... قضيّة النظام النقدي للدولة، وايجاد الحل العملي له. إذ كان الحل ورفع المشكلة يعني نصراً للاسلام والمسلمين.



وتوضيح ذلك:



ان المسلمين لما فتحوا العراق والشام وغيرها وقد كان الاوّل خاضعاً للحكم الفارسي والثاني خاضعاً للحكم الرومي.. استمرّوا علي استخدام النظام النقدي القديم فكان:



الدرهم البغلي = 2/3 66/4 غرام



الدرهم الجوارقي = 40/3 غرام



الدرهم الطبري = 1/2 83/20 غرام



هو النظام النقدي السائد في العراق وان كان العراقيون يستخدمون غيره بصورة اقل وكان اهل الشام يستخدمون العملة الروميّة.



وقد ضرب عدد من حكّام المسلمين عدداً من النقود ما بين الفتوحات الاولي الي سنوات من خلافة عبدالملك بن مروان، الاّ ان المسلمين ما زالوا غير مستقلّين في نظامهم النقدي، وفي فترة من فترات شدة التوتر بين ملك الروم وبين المسلمين انذر ملك الروم عبدالملك بن مروان بقطعها عن المسلمين فتأزّم وضع عبدالملك وقال: احسبني اشأم مولود ولد في الاسلام، واستعان بزين العابدين(عليه السلام)وقد ادرك المسؤولية الخطيرة المتعلّقة بالمصلحة العامة فأرسل إليه ولده محمداً الباقر(عليه السلام)لحل الازمة النقديّة، يتقدم المسلمون خطوة إلي الامام علي يدي الامام زين العابدين(عليه السلام) باحراز الاستقلاليّة في النظام النقدي.