بازگشت

بين عبدالملك ومسلم بن عقبة


ونريد ان نرجع بالذاكرة مرة اخري الي حيث ثورة اهل المدينة واباحتها. كيف كان مسلم بن عقبة قائد جيش الاستباحة يتهدد ويتوعد الامام زين العابدين(عليه السلام) قبل لقائه، فلمّا رآه وقد اشرف عليه ارتعد وقام له، واقعده الي جانبه وقال له: سلني حوائجك، فلم يسأله في احد ممّن قدّم الي السيف الاّ شفّعه فيه. ولمّا سئل الجزار عن هذا التناقض في السلوك، والموقف من زين العابدين قال: ما كان ذلك لرأي مني لقد ملئ قلبي منه رعباً.



وهكذا يأمر عبدالملك باعتقال زين العابدين في تلك الصورة المأساوية المؤلمة، وإذا به وقد واجهه يكرمه ويجلّه، وينهار امام شخصيته الكبري ويقول: فوالله لقد امتلا ثوبي منه خيفة.