بازگشت

تعليل


بيد ان سياسة عبدالملك الدموية تجاه قواعد اهل البيت تغاير سياسته ـ من حيث القتل ـ مع اهل البيت انفسهم وعلي رأسهم الامام زين العابدين(عليه السلام) فما العلّة من ذلك؟



قلت: يمكن إنهاء ذلك الي علّتين:



الاولي: لقد رأي عبدالملك في اوائل حكمه حركة التوّابين وحركة المختار الّلتين اصطدمتا به اصطداما عنيفا جدا كاد ان يودي بقيادته ويحسم مادة وجوده، وعاصر ثورة اهل المدينة، كل ذلك طلباً بثأر الامام الشهيد الحسين بن علي(عليهما السلام)، فاذا ما صنع بعلي بن الحسين(عليه السلام) كصنع يزيد بالامام الحسين تأجّج وقود الثورة من جديد ثم لا يدري ما تكون العاقبة له ام عليه.



العلّة الثانية: وهي لا تحتاج الي مقدمة لانّها واضحة من خلال الكتاب الذي ارسله عبدالملك في خلافته الي الحجّاج الثقفي.



من عبدالملك بن مروان امير المؤمنين الي الحجّاج بن يوسف



امّا بعد، فانظر دماء عبدالمطّلب فاجتنبها، فأني رأيت آل ابي سفيان لمّا ولعوا بها لم يلبثوا إلاّ قليلاً.



والسلام



قال وبعث بالكتاب سرّاً الي الحجّاج وقال له: اكتم ذلك، فكوشف بذلك علي بن الحسين(عليهما السلام) حين الكتابة الي الحجّاج، فكتب من فوره:



الي عبدالملك بن مروان من علي بن الحسينامّا بعد، فانّك كتبت في يوم كذا من شهر كذا الي الحجّاج سراً في حقّنا بني عبدالمطلب ممّا هو كيت وكيت، وقد شكر الله لك ذلك.



ثم طوي الكتاب وختمه وارسل به مع غلام له من يومه علي ناقة له الي عبدالملك بن مروان وذلك من المدينة الشريفة الي الشام، فلمّا قدم الغلام علي عبدالملك اوصله، الكتاب، فلمّا نظره وتأمّل فيه فوجد تاريخه موافقا لتاريخ كتابه الذي كتبه الي الحجّاج في اليوم والساعة فعرف صدق علي بن الحسين وصلاحه ودينه ومكاشفته له، فسر بذلك وبعث له مع غلامه بوقر راحلته دراهم، وكسوة فاخرة، وسيّره من يومه، وسأله ان لا يخليه من صالح دعائه(310).

پاورقي

(310) تاريخ اليعقوبي 2 / 304 ـ 305.