بازگشت

يزيد بن معاوية


ممّا يندي له جبين الانسانية ان يصبح رجل متهتّك، ماجن ظاهر الفسق، بيّن الفجور، مسيطراً علي امور المسلمين، ومتحكماً بمقدرات الامّة ورسالتها الخالدة.



ولقد اجاد الفيلسوف ابو العلاء المعري حيث يقول تعبيراً عن صرخة وجدان حيّ وضمير يقظ:



اري الايّام تفعل كل نكر فما انا في العجائب مستزيد



اليس قريشكم قتلت حسيناً وكان علي خلافتكم يزيد



وجاء في كتاب التنبيه والاشراف في وصف يزيد خلقاً وخلقاً:



كان آدم شديد الادمة عظيم الهامة، بوجهه اثر جدري بيّن، يبادر بلذته ويجاهر بمعصيته ويستحسن خطأه، ويهوّن الامور علي نفسه في دينه اذا صحّت له دنياه(300).



ومن كبريات الجرائر التي ارتكبها يزيد:



مجزرة كربلاء.



اباحة المدينة المنورة.



اباحة الكعبة بالمنجنيق.



ولقد بحثنا في هذا الكتاب موقف الامام زين العابدين(عليه السلام) من واقعة كربلاء، كما بحثنا عن اخذه واهل بيته الي دمشق، وكيف اوقفوا امام يزيد، وشيء من المطارحات بين يزيد والامام زين العابدين، وبحثنا في وقعة الحرّة واسلوب الامام في ذلك.



وكان(عليه السلام) قد ضمّ الي نفسه اربعمائة منافيّة واخذ يعولهن الي ان تقوّض جيش مسلم (بن عقبة) فقالت امرأة منهن: ما عشت والله بين يدي ابويّ مثل ذلك التشريف(301).



وكانت خلافة يزيد ثلاث سنين وثمانية اشهر ومات بحوران ودفن بدمشق وكان سبب وفاته انّه سكر وهو علي سرير مرتفع من الارض فقام يرقص فهوي الي الارض علي ام دماغه فاندقّت عنقه(302).

پاورقي

(300) المسعودي، علي بن الحسين، التنبيه والاشراف ص264 ـ 265 دار الصاوي للطبع والنشر والتأليف، القاهرة.



(301) ورّام بن ابي فراس المالكي الاشتري ت (605 هـ)، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 1/ 72 / بيروت دار التعارف.



(302) مؤلف مجهول من القرن الحادي عشر، تاريخ الخلفاء / ص203 قام بنشر النسخة المصورة للمخطوطة الوحيدة بطرس غرياز نيوپچ / موسكو 1967م.