بازگشت

شواهد من المناظرات


انّ لزين العابدين(عليه السلام)مناظرات كثيرة نذكر شيئاً يسيراً منها، ومن لم يغنه القليل لا يغنه الكثير.



أ ـ دخل الامام زين العابدين(عليه السلام) المسجد الحرام فرأي الحسن البصري وحوله جماعة من الناس وهو يعظهم، وكان يعرف منه انه يري رأي المعتزلة في تخليد من يعمل ذنباً كبيراً في النار..



فقال له الامام زين العابدين(عليه السلام): امسك. اسألك عن الحال التي انت عليهامقيم، اترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله اذا نزل بك غدا؟



قال: لا



قال: افتحدّث نفسك بالتحول والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك الي الحال التي ترضاها؟



قال: (الراوي) فاطرق ملياً ثمّ قال: انّي اقول ذلك بلا حقيقة.



قال: افترجو نبيا بعد محمد(صلي الله عليه وآله وسلم) يكون لك معه سابقة؟



قال: لا



قال: افترجو داراً غير التي انت فيها ترد اليها فتعمل فيها؟



قال: افرأيت احداً به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا؟



انّك علي حال لا ترضاها ولا تحدّث نفسك بالانتقال الي حال ترضاها حقيقة ولا ترجو نبيا بعد محمد ولا دارا غير الدار التي انت فيها فتعمل فيها وانت تعظ الناس؟!



قال (الراوي): فلمّا ولّي(عليه السلام) قال الحسن البصري من هذا؟



قالوا: علي بن الحسين.



قال: اهل بيت علم. فما رؤي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس(273).



ب ـ كان الامام زين العابدين(عليه السلام) يصف حال من مسخهم الله قردة من بني اسرائيل ويحكي قصّتهم.. فلمّا بلغ آخرها قال: ان الله تعالي مسخ اولئك القوملاصطيادهم السمك، فكيف يكون تري عند الله عزوجل حال من قتل اولاد رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) وهتك حريمه. ان الله تعالي وان لم يمسخهم في الدنيا، فان المعد لهم من عذاب الاخرة اضعاف اضعاف المسخ، فقيل له: يا بن رسول الله فانّا قد سمعنا منك هذا الحديث فقال لنا بعض النصّاب: فان كان قتل الحسين(عليه السلام)باطلاً فهو اعظم من صيد السمك في السبت، افما كان يغضب علي قاتليه كما غضب علي صيادي السمك؟ فقال علي بن الحسين(عليهم السلام): قل لهؤلاء النصّاب فان كان ابليس عليه اللعنة معاصيه اعظم من معاصي من كفر باغوائه، فاهلك الله من شاء منهم كقوم نوح وفرعون، فلم لم يهلك ابليس وهو اولي بالهلاك فما باله اهلك هؤلاء الذين قصّروا عن ابليس في عمل الموبقات، وامهل ابليس عليه اللعنة مع ايثاره تكشّف المخزيات. والاّ فان كان ربنا عزوجل حكيماً تدبيره حكمه فيمن اهلك وفيمن استبقي فكذلك هؤلاء الصيادون للسمك في السبت، وهؤلاء القاتلون للحسين(عليه السلام) يفعل بالفريقين ما يعلم انه اولي بالصواب والحكمة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.



وقال الباقر(عليه السلام): فلمّا حدّث علي بن الحسين بهذا الحديث قال له من في مجلسه: يا ابن رسول الله كيف يعاقب الله ويوبّخ هؤلاء الاخلاق علي قبائح اتاها اسلافهم وهو يقول: (ولا تزر وازرة وزر اخري).



فقال الامام زين العابدين (عليه السلام): ان القرآن الكريم نزل بلغة العرب فهو يخاطب فيه اهل اللسان بلغتهم، يقول الرجل التميمي ـ قد اغار قومه علي بلد وقتلوا من فيه ـ : أغِرْ علي بلد كذا وكذا، ويقول العربي: نحن فعلنا ببني فلان، ونحن سبينا آل فلان، ونحن خرّبنا بلد فلان، لا يريد انهم باشروا ذلك، ولكن يريد هؤلاء بالعذل، واولئك بالافتخار انه قومهم فعلوا كذا. وقول الله عزّو جلّ في هذه الايات انما هو توبيخ لاسلافهم علي هؤلاء الموجودين، لان ذلك هو اللغة التي نزل بها القرآن، والان هؤلاء الاخلاف أيضاً راضون بما فعل اسلافهم، مصوّبون لهم. فجاز ان يقال: انتم فعلتم. اي: اذا رضيتم قبيح فعلهم(274).



ج ـ قال ابو محمد الحسن العسكري صلوات الله عليه : ان رجلاً جاء الي علي بن الحسين برجل يزعم انّه قاتل ابيه، فاعترف فاوجب عليه القصاص، وسأله ان يعفو عنه ليعظم الله ثوابه، فكأن نفسه لم تطب بذلك فقال الامام علي بن الحسين(عليه السلام) للمدّعي الدم الذي هو الولي المستحق للقصاص: ان كنت تذكر لهذا الرجل عليك فضلا فهب له هذه الجناية، واغفر له هذا الذنب، قال : يا بن رسول الله له علي حق ولكن لم يبلغ به ان اعفو عنه عن قتل والدي اريد القود، فان اراد لحقه عليّ ان اصالحه علي الدية صالحته وعفوت عنه.



قال الامام علي بن الحسين(عليه السلام)فما هو حقه عليك؟



قال: يابن رسول الله لقّنني التوحيد، ونبوّة رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) وامامة علي بن ابي طالب والائمة(عليهم السلام) .



فقال الامام علي بن الحسين(عليه السلام) : فهذا لا يفي بدم ابيك؟ بلي والله هذا يفي بدماء اهل الارض كلهم سوي الانبياء والائمة ان قتلوا، فانه لا يفي بدمائهم شيء(275)...

پاورقي





(272) د . عزمي اسلام ـ لدفيج فنجنشتين / ص 372 ط دار المعارف بمصر.



(273) الديلمي ـ اعلام الدين / ص 328 ـ 329 وابن شهرآشوب / مناقب آل ابي طالب ج4 ص189.



(274) الامام الحسن العسكري(عليه السلام) / التفسير المنسوب اليه جمعته من نسختين خطيتين.



(275) المصدر السابق.