بازگشت

اهل البيت والمناظرات


ولقد اتّخذ اهل البيت المناظرات إحدي الوسائل الوطيدة لارساء المبادئ ونصرة العقيدة.



وابدعوا في المناظرات كل الابداع.. واتوا بحجج هي صرخة الحق ونداء السماء وضوء البصيرة. ومن صور ابداعهم انهم يفاجئون المقابل بادلّة تربكه وتبهته اذ لا عهد له بها، ولم يحسب لها حساباً..



لم تزل جرأة القلب عاملاً من عوامل قدرة اهل البيت علي المناظرات التي.. ليس لوقعتها كاذبة.



فالامام زين العابدين(عليه السلام) وهو في الاسر وبين يدي الطاغية الاثيم عبيد الله بن زياد، وبين يدي الجبار العنيد يزيد بن معاوية، يفحمهما في المناظرة، ويدلهما علي ضآلة مكانهما الذي يرزح في الحضيض الاوهد.



فابن زياد قد نكّسه الامام علي امّ رأسه في مناظرة مختصرة الاّ انها البسته تفصيلاً من الخزي والعار.. فابرق، وارعد، ثمّ هدد فاوعد، ثمّ انتفخت اوداجه، وتصلّبت شرايينه، وعرق جبينه فغصّ بريقه، وارتعشت يداه، فصاح صيحة ملؤها الويل والثبور: يا جلاّد اقتله. وهكذا حينما يعجز الطواغيت عن التصفية الفكرية يلتجئون الي التصفية الجسدية.. فاولي لهم فاولي. ثمّ اولي لهم فاولي. وقد تقدّم في المناظرة في هذا الكتاب كما تقدمت مناظرته مع يزيد بن معاوية.