بازگشت

خطبة للامام زين العابدين


ومن جملة ما جاء فيها :



... اشعروا قلوبكم خوف الله، وتذكّروا ما قد وعدكم في مرجعكم اليه من حسن ثوابه، كما قد خوّفكم من شديد عقابه فانه من خاف شيئاً حذره، ومن حذر شيئاً تركه.



ولا تكونوا من الغافلين المائلين الي زهرة الحياة الدنيا، وقد قال الله تعالي: ( افأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض او يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين او ياخذهم علي تخوف)(264).. فاحذروا ما حذركم الله، بما فعل بالظلمة في كتابه ولا تامنوا ان ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في كتابه.



لقد وعظكم الله بغيركم.. وان السعيد من وعظ بغيره، ولقد اسمعكم الله في كتابه ما فعل بالقوم الظالمين، من اهل القري قبلكم حيث قال : (وانشأنا بعدها قوماً آخرين).



وقال: (فلما احسّوا بأسنا اذا هم منها يركضون) ـ يعني يهربون ـ (قال):(265)(لا تركضوا وارجعوا الي ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون).



فلما اتاهم العذاب(266) (قالوا يا ويلنا انا كنّا ظالمين)(267).



فان قلتم ايها النّاس ان الله انما عني بهذا اهل الشرك، فكيف ذلك؟ وهو يقول: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفي بنا حاسبين)(268).



اعلموا عباد الله : ان اهل الشرك لا تنصب لهم الموازين، ولا تنشر لهم الدواوين وانما يحشرون الي جهنم زمرا. وانما تنصب الموازين وتنشر الدواوين لاهل الاسلام. فاتقوا الله عباد الله واعلموا ان الله لم يحبّب زهرة الدنيا لاحد من اوليائه، ولم يرغّبهم فيها وفي عاجل زهرتها، وظاهر بهجتها، فانما خلق الدنيا وخلق اهلها ليبلوهم فيها ايهم احسن عملا لاخرته.



وايم الله لقد ضربت فيه الامثال، وصرفت الايات لقوم يعقلون فكونوا ايها المؤمنون من القوم الذين يعقلون، ولا قوّة الاّ بالله، ولا تركنوا الي الدنيا فان الله قال لمحمد(صلي الله عليه وآله وسلم): (ولا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار...)(269).

پاورقي





(264) سورة النحل الاية 45 ـ 47 وتكملة الاية الاخيرة (فان ربكم لرؤوف رحيم).



(265) من تفسير الاية المباركة وليس من نصها.



(266) أيضاً من تفسير الاية المباركة.



(267) الانبياء الاية 12 ـ 14.



(268) الانبياء / الاية / 47.



(269) ورّام الاشتري ـ مجموعة ورّام 2 / ص 47 ـ 50، والديلمي ـ اعلام الدين / ص 323 ـ 325.