بازگشت

بيض


- ابيض وجهه ابيضاضا: صار ذا بياض كما ان اسود بمعني صار ذا سواد. و بياض الوجه و سواده كنايه عن ظهور بهجه السرور و كابه الخوف و الحزن (و تبيض به وجوهنا) فيه تلميح الي قوله تعالي (يوم تبيض وجوه و تسود وجوه) (آل عمران: 106) و للمفسرين فيه قولان:

احدهما- ان المراد بابيضاض الوجوه: اشراقها و اسفارها بنيل البغيه (البغيه بضم الباء: ما يرغب فيه و يطلب) و الظفر بالامنيه (الامنيه: ما يتمني) و الاستبشار بما تصير اليه من الثواب كقوله تعالي (وجوه يومئذ مسفره ضاحكه مستبشره) (عبس: 39 -38) و باسودادها: ظهور اثر الحزن و الكابه عليها لما تصير اليه من العقاب كقوله تعالي (وجوه يومئذ باسره) (القيمه: 24) و قوله (وجوه يومئذ عليها غبره ترهقها قتره). (عبس: 41 -40)

و ثانيهما- ان البياض و السواد محمولان علي ظاهر هما و هما النور و الظلمه اذا الاصل في الاطلاق: الحقيقه، فمن كان من اهل نور الحق و سم ببياض اللون و اسفاره و اشراقه و ابيضت صحيفته، و سعي النور بين يديه و بيمينه، و من كان من اهل ظلمه الباطل و سم (وسمه: جعله علامه يعرف بها) بسواد اللون و كمده (كمد بكسر الميم: تغير لونه) و اسودت صحيفته و احاطت به الظلمه من كل جانب.

قالوا: و الحكمه في ذلك ان يعرف اهل الموقف كل صنف فيعظمونهم و يصغرونهم بحسب ذلك، و يحصل لهم بسببه مزيد بهجه و سرور او ويل و ثبور.

و ايضا: اذا عرف المكلف في الدنيا انه يحصل له في الاخره احدي الحالتين ازدادت نفسه رغبه في الطاعات و عزفا (عزفت نفسه عن كذا: منعها عنه) عن المعاصي.

و التحقيق في ذلك ان الهيات (الهيئه بالفتح و الكسر: حال الشي ء و كيفيته و شكله و صورته و الجمع، الهيئات) و الاخلاق الحميده انوار، و الملكات و العادات الذميمه ظلمات و كل منها لا يظهر آثاره الا بعد المفارقه الي الاخره فابيضاض الوجوه عباره عن آثار تلك الانوار و اسوداد الوجوه و الابشار عباره عن آثار تلك الظلمات. اعاذنا الله منها.

- تبييض الوجه (هنا) كنايه عن ايتائه من الكرامه و الفضيله ما يسر به فيظهر لذلك بهجه المسره في وجهه.

- البيضاء اي الفاضله الكريمه (العلويه البيضاء) اي الطريقه المنسوبه الي علي اميرالمومنين عليه السلام و هي التشيع التي بيضاء لا لوث فيها. كذا قال السيد الشيرازي في شرح صحيفته.