بازگشت

حوار كحدِّ الحسام


ثم أُتي بهم حتي اُدخلوا علي يزيد. قيل: ان اول من دخل شمر بن ذي الجوشن بعلي بن الحسين، مغلولة يداه الي عنقه.



فلما نظر الي علي بن الحسين(رضي الله عنه) قال له: من انت يا غلام؟



فقال: انا علي بن الحسين.



فقال: يا علي ان اباك الحسين قطع رحمي، وجهل حقي، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت.



فقال علي بن الحسين: (ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك علي الله يسير).



فقال يزيد لابنه خالد: اردد عليه يا بني فلم يدر خالد ماذا يقول.



فقال يزيد: (وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير).



فتقدم علي بن الحسين حتي وقف بين يدي يزيد وقال:



لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم وان نكف الاذي عنكم وتأذونا



فالله يعلم أنا لا نحبكمُ ولا نلومكمُ ان لم تحبونا



فقال يزيد: صدقت يا غلام ولكن اراد ابوك وجدك ان يكونا اميرين، فالحمد لله الذي اذلهما وسفك دماءهما.



فقال له علي بن الحسين: يابن معاوية وهند وصخر لم تزل النبوة والامرة لابائي واجدادي من قبل ان تولد ولقد كان جدي علي بن ابي طالب في يوم بدر واُحد والاحزاب في يده راية رسول الله، وابوك وجدك في ايديهما رايات الكفر. ثم جعل علي بن الحسين(عليه السلام) يقول:



ماذا تقولون ان قال النبي لكم ماذا فعلتم وانتم آخر الامم



بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي منهم أساري ومنهم ضرجوا بدم



ما كان هذا جزائي اذ نصحتكم ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي



ثم قال الامام علي بن الحسين(عليه السلام): ويلك يا يزيد انك لو تدري ماذا صنعت، وما الذي ارتكبت من ابي واهل بيتي واخي وعمومتي، اذن لهربت الي الجبال، وافترشت الرمال، ودعوت بالويل والثبور أيكون رأس ابي الحسين بن علي وفاطمة منصوبا علي باب مدينتكم وهو وديعة رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) فيكم؟ فابشر يا يزيد بالخزي والندامة اذا جمع الناس غداً ليوم القيامة.



ثم دعا يزيد بالخاطب وامر بالمنبر فاحضر ثم امر الخاطب فقال: اصعد المنبر فخبر الناس بمساوئ الحسين وعلي وما فعلا.



قال: فصعد الخاطب المنبر فحمد الله واثني عليه. ثم اكثر الوقيعة في علي والحسين، واطنب في معاوية ويزيد فذكرهما بكل جميل.



قال فصاح علي بن الحسين: ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق، فانظر مقعدك من النار.



ثم قال علي بن الحسين(عليه السلام): يا يزيد اتأذن لي ان اصعد هذه الاعواد فاتكلم بكلام فيه رضا لله ورضا هؤلاء الجلساء واجر وثواب؟