بازگشت

تشخيص القيادة السياسية


ونعني بذلك امرين: الاول، آراءه في حكّام عصره. الثاني، ذكره لشخصه ولاهل البيت باعتبارهم قيادة بديلة عن القيادة الزمنية آنذاك. وسيأتي تفصيل الامر الاول في البحث عن موقفه من القيادة السياسية.



أ ـ وهذه امثلة من شعره السياسي حول الامرين معاً. «بحر الخفيف»



ليت شعري هل عاقل في الدياجي بات من فجعة الزمان يناجي(97)



انا نجل الامام ما بال حقّي ضائع بين عصبة أعلاج



ب ـ وقال ايضاً «بحر الوافر»(98):



لكم ما تدّعون بغير حق اذا ميز الصحاح من المراض



عرفتم حقّنا فجحدتمونا كما عُرف السواد من البياض



كتاب الله شاهدنا عليكم وقاضينا الاله فنعم قاضي



لا يجهل من له ادني اطلاع حق اهل البيت(عليهم السلام) ومكانتهم العليا في الاسلام ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون. ولقد شاهد عمر بن عبدالعزيز اباه يتلكأ بعض التلكؤ في شتمه علياً(عليه السلام) وهو يخطب فسأله عن ذلك فقال له : لو ان الناس يعرفون من فضائل علي كما نعرف لمالوا الي اولاده.



وسب مروان بن الحكم علياً علي منبر رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) فقام اليه الامام الحسين او زين العابدين(عليهما السلام) راداً عليه: هذا الذي تسب شر أهلك؟ وهنا يصحر مروان بالحقيقة حين اضطر اليها قائلاً : بل هو خير اهلي.. مبيناً العلة من السب او من اخفاء الحقيقة بان الامر لا يستقيم لهم بغير ذلك. وهكذا تكتم القيادة السياسية حق اهل البيت ومكانتهم الا في احدي حالات ثلاث.



1 ـ اذا اُلجئوا الي ذلك عن طريق وقوفهم امام مناظرة جريئة او نحوها.



2 ـ اذا رأوا مصلحة سياسية مؤقتة ومن بعدها يعودون الي الاغلفة الاعلامية المظللة.



3 ـ او ما يصدر منهم عفوياً وعن غير قصد.



وفي بعض الحالات يشترك عاملان من هذه العوامل في اظهار حق اهل البيت او حق أحدهم.



جـ ـ وقال(عليه السلام) ايضاً «بحر المتقارب»(99):



لنحن علي الحوض روّادُه نذود ويسعد ورّادُهُ



وما فاز من فاز الاّ بنا وما خاب من حبُّنا زادُهُ



ومَن سرّنا نال منا السرور ومن ساءنا ساء ميلادُهُ



ومن كان غاصبنا حقنا فيوم القيامة ميعادُهُ



في البيت الاخير يريد أن يؤكد الامام زين العابدين(عليه السلام) ان اغتصاب الحق القيادي من اهليه ليس انتصاراً حقيقياً، او كما قال علي(عليه السلام): «ما ظفر من ظفر الاثم به» فان الانقلاب العسكري الغاصب، والمؤامرة السياسية الظلوم، متاع قليل، وزاد كزاد المسافر ويوم القيامة نعم الحكم العدل والميعاد الفيصل. او كما قالت الصديقة الزاهراء: «فنعم الحكم الله، والزعيم محمّد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون».



د ـ وقال الامام زين العابدين(عليه السلام) كذلك «بحر المنسرح»(100):



نحن بنو المصطفي ذوو غصص يجرعها في الانام كاظمنا



عظيمة في الانام محنتنا اولنا مبتليً وآخرنا



يفرح هذا الوري بعيدهمُ ونحن اعيادنا مآتمنا



والناس في الامن والسرور وما يأمن طول الزمان خائفنا



وما خصصنا به من الشرف الطا ئل بين الانام آفتنا



يحكم فينا والحكم فيه لنا جاحدنا حقنا وغاصبنا



هـ ـ وقال الامام زين العابدين(عليه السلام) من قصيدة «بحر الطويل»(101)



حياري وليل القوم داج نجومُه طوامس لا تجري بطيء خفوقُها



ولا يحرز السَّبق الرزاح وإن جرت ولا يبلغ الغايات الا سبوقُها



الي ان يقول: فمن الموثوق به علي ابلاغ الحجة، وتأويل الحكمة، الا اهل الكتاب، وابناء ائمة الهدي، ومصابيح الدجي، الذين احتج الله بهم علي عباده، ولم يدع الخلق سديً من غير حجّة. هل تعرفونهم او تجدونهم الا من فروع الشجرة المباركة، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وبرأهم من الافات، وافترض مودّتهم في الكتاب.



همُ العروة الوثقي وهم معدن التقي وخير حبال العالمين وثيقُها

پاورقي





(97) لوط بن يحيي «ابو مخنف»، مقتل الحسين وهو افضل كتب المقاتل الاّ انه قد غير وحرف منذ قرون وقد ذكر نصوصه الاولي كبار المؤرخين امثال البلاذري والطبري وغيرهما.



(98) مناقب آل ابي طالب 4 / 174.



(99) جمعتها من روايات مختلفة وقد ذكرها ابن شهرآشوب في مناقب آل ابي طالب 4 / 156.



(100) مناقب ال ابي طالب 4 / 156، المجالس السنية 5 / 430.



(101) علي بن عيسي الاربلي، كشف الغمة 2 / 98 ـ 99. الصحيفة الخامسة السجادية دعاء 109.