بازگشت

اهمية الشعر السياسي


الشعر السياسي اداة من الادوات السياسية النافعة للحكم العادل او الجائر علي حد سواء.



التاريخ السياسي حافل بهذا اللون من الشعر علي مرّ الاحقاب. الا انه قد انحسر انحساراً ملحوظاً في القرن العشرين.



لطالما ساهم الشعر السياسي في دعم نظرية القيادة حول الحكم والدولة، وتسهيل مهام السلطة.



ولطالما كان الشعر السياسي الوقود المتأجج للانتفاضة، والمؤيد القوي لمقررات المعارضة.



العصر الاموي من العصور التي ارتفعت فيها بورصات عملات واسهم الشعر السياسي.. بل من اكثرها ارتفاعاً.



ومن أسباب ذلك الارتفاع ان الغالبية من حكّامه كانوا من الادباء او المتذوقين للادب وكثير منهم كانوا من الشعراء المجيدين.



ومن اسباب ذلك ايضاً ان الحس الشعري كان قوياً في الامة بما في ذلك الشعر السياسي. ومن اسباب ذلك ان أمام السلطة شعراء بارعين من اعداء السلطة او ممن كان ينقدها ولو نقداً يسيراً أمثال: يزيد بن مفرّغ الحميري وعبد الرحمن بن الحكم الاموي والفضل بن العباس اللهبي والفرزدق وعمران بن حطان الخارجي وكعب الاشقري وعبد الله بن همام السلولي.



علماً بأن من هؤلاء من كان يمدح الخلفاء، او بعض كبار المسؤولين في الدولة مثل الفرزدق وكعب الاشقري شاعر المهلب بن ابي صفرة.



لقد واجه النظام السياسي آنذاك خط أهل البيت المتمثل في فترة طويلة من فتراته بخط الامام زين العابدين(عليه السلام) مواجهة شديدة.. عنيفة.. صارمة.. حامية الوطيس. بشكلها المباشر وغير المباشر، المقصود وغير المقصود.



كما لقي الامام زين العابدين(عليه السلام) مجتمعاً في الاعم الاغلب متهافتاً.. قاتم السلوك.. فاحم التصورات والرؤي.. مغايراً للمقاييس الاسلامية في المجتمع الصالح.



فلا بد له اذن من ان يرسم المنهج، وأن يحدد الخط.



لما كان الكلام علي ضربين: نثر وشعر.. فعلي هذا قال الامام زين العابدين(عليه السلام) كلمته وحددها علي الصعيدين معاً.



اذ ان الكلام علي صعيد النثر له دوره البارز كما ان الكلام علي صعيد الشعر له دوره البارز أيضاً.



ان اليد الشعرية يد ساحرة



لها القدرة علي التأثير



والفاعلية في الصراع العقائدي والسياسي الدائر بين الحق والباطل.



وهنا نستعرض امثلة كثيرة من شعر الامام زين العابدين(عليه السلام) السياسي.