بازگشت

بعد


- البعد بالضم: خلاف القرب، و المراد ببعد العون: عدم حصوله للظالمين فانهم قد يعبرون بالبعد عن العدم فيقال هذا الامر بعيد. اي غير حاصل: و نظيره تعبيرهم بالقله عن العدم فيقال: فلان قليل الخير اي لا يكاد يفعله.

- باعدهنا بمعني ابعد. و الضمير في (منها) و (عنها) يرجع الي النار.

- (بعيدها قريب) يحتمل وجوها من التفسير: احدها- ان يكون المراد بالبعيد: ما يستبعد وقوعه و يستعظم شانه، و بالقريب خلافه.

قال ابن الاثير في النهايه: يقال هذا امر بعيد اي لا يقع مثله لعظمه، فيكون المعني ان ما تستبعده العقول من امرها قريب الوقوع فيها لا بعد فيه .

فاعتبار البعد و القرب بالنسبه الي الامكان، و به فسر الزمخشري و غيره قوله تعالي (انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا) (المعارج: 7 -6). قال في الكشاف: المراد بالبعيد عن الامكان و بالقريب: القرب منه.

الثاني- البعيد منها مكانا لا يمنعه بعده من اصابه حرها و عذابها بل هو قريب بالنسبه اليها كما روي: لو ان رجلا بالمشرق و جهنم بالمغرب ثم كشف عن غطاء منها لغلت جمجمته.

و في روايه: لو كان احدكم بالمشرق و كانت النار بالمغرب ثم كشف عنها لخرج دماغ احدكم من منخريه من شده حرها- اعاذننا الله منها بحق محمد و آله صلوات الله عليهم-

الثالث- ان يكون تلميحا الي قوله تعالي (يستجعلونك بالعذاب و ان جهنم لمحيطه بالكافرين) (العنكبوت: 54). اي محيطه بهم الان تنزيلا لشيي ء سيقع عن قريب بمنزله الواقع. و قيل: هو علي الحقيقه من معني الحال فان مبادي احاطه النار بهم من الكفر و المعاصي المتشكله في هذه النشاه بصوره الاعمال و الاخلاق و هي بعينها جهنم التي ستظهر عليهم في النشاه الاخرويه بصوره النار و عقاربها و حياتها كما نص عليه كثير من ارباب العرفان. و كون بعيدها قريبا علي هذين القولين لاخفاء به.

- المباعده عنه سبحانه بالعصيان الموجب لبعد الانسان عن رضاه تعالي و! لا فليس له سبحانه مكان حتي يكون البعد مكانيا.

- باعد بين الشيئين: جعل كلا منهما بعيدا عن الاخر.

- القريب و البعيد اما باعتبار المسافه او باعتبار النسب.