بازگشت

بعث


- البعث: كالمنع: الارسال قال الفيومي: كل شي ء ينبعث بنفسه فان الفعل يتعدي اليه بنفسه فيقال: بعثه، و ما لا ينبعث بنفسه كالكتاب و الهديه فان الفعل يتعدي اليه بالباء فيقال: بعثت به. و في المحكم: بعثه: ارسله وحده و بعث به ارسله مع غيره انتهي.

و بعثه علي الشي ء، حمله علي فعله. و في الاصطلاح: البعث: هو احياء الله الموتي و نشرهم من القبور و ارسالهم الي عرصه المحشر، و المبعث: اسم مكان او مصدر ميمي بمعني البعث.

اذا علمت ذلك فاعلم ان لهذه الفقرات معان ثلثه: الاول- انه تعالي بعد الاختراع و الابتداع ادخلهم و بعثهم في الطريق الذي اراده و احبه من مراتب التكليف بواسطه الرسل و العقول فكلفهم ما اراد و احب لا ما ارادوا و احبوا فلا يملكون و لا يقدرون علي تاخير التكاليف عن اوقاتها الموقته لها كما كانت تفعله العرب من النسي ء في الحج، و كذا لا يستطيعون تقدما و تاخرا في الاحكام بان يقدموا منها ما اخر او يوخروا ما قدم كجعل الحرام واجبا و الواجب حراما.

الثاني- انه ادخلهم و خلقهم علي ما اراد من تفاوت مراتبهم في الاستعداد فجعل ماده بعضهم مستعده للنبوه و البعض الاخر للامامه، و الثالث للفضيله و الرابع للتقليد علي حسب ما اقتضته الحكمه الكامله فالنبي لا يقدر ان يتخلف عما قدم اليه من تلك المرتبه فيصير مقلدا لغيره، و المقلد من الرعيه لا يمكنه التقدم عما خلق له بان يصير نبيا او اماما لعدم اعطاء مادته لذلك الاستعداد.

الثالث- ان السالك اذا صرف شراشره و همته في خدمه مطلوبه ادخله ذلك المطلوب في الطريق المراد له حتي ان كل ما يصدر منه يكون علي وفق اراده ذلك المطلوب فيتخلي عن اراده نفسه و يتحلي باراده قدسه و تسمي هذه المرتبه عند السالكين: الفناء في الله.

و الي هذه المرتبه اشار سيد الموحدين عليه السلام بقوله: (ما قلعت باب خيبر بقوه جسمانيه بل بقوه رحمانيه) فانه افني قوته الجسمانيه في جنب الله فافاض الله عليه من قوته. و كذا قوله في صفه المتهجدين انهم خلوا بربهم فكساهم من نوره، فانهم افنوا حسنهم البشري بالفكر و السهر و اصفرت وجوههم منه و بعد هذا افاض الله عليهم من حسنه و انواره و تسمي هذه المرتبه: البقاء في الله. (راجع نورالانوار ص 18).

و قال في الرياض في شرح هاتين الجملتين: و المعني انه تعالي جعل منقادين لارادته مذعنين لحكمه كما اراد و احب، و قيل معناه انه الهمهم و يسرهم لما خلقهم له و لما كتب في اللوح المحفوظ عليهم بحسب ارادته و مشيته و مساق حكمته الالهيه، او كني بالسلوك و البعث من توجيه الاسباب بحسب القضاء الالهي عليهم بذلك.

- المبعث: اما اسم مكان او مصدر ميمي بمعني البعث و هو لغه: الارسال يقال بعثته رسولا اي ارسلته، و اصطلاحا: نشر الموتي من القبور و ارسالهم الي المحشر. قيل: المبعث هنا، المحشر.

و في الحديث: ان الذهاب من القبر الي عرصه المحشر يشق علي قوم و يسهل علي آخرين.

و الاولي ان يكون المراد بالمبعث. البعث فيكون مصدرا و يكون المراد بسبيل المبعث: السبيل التي يبعث اي يرسل منها الي المحشر و بتسهيلها: سلوكها دون مشقه و السلامه من اهوالها و شدائدها.

قال السيد الجزايري في نورالانوار: سبيل المبعث عباره عن الطريق من القبر الي العرصات: و قد روي ان الناس في ذلك الطريق علي احوال شتي: بعضهم يحشر بصوره الذريطاهم الخلايق و كل ذي ظلف و حافر و هم المتكبرون و من منع زكوه الانعام و من غصب ارضا يكلف بحمل ترابها الي المحشر و اني له؟ و من منع زكوه الاجناس يكلف بحمل ارضها الي المحشر، و بعضهم يوتي بنوق (النوق: جمع ناقه) من نوق الجنه يركبون عليها تطيربهم الي الجنه. (في كتاب الروضه من الكافي ط اسلاميه، ج 1 ص 206 حديث يناسب هذا الموضوع ان شئت فراجع).