بازگشت

فائدة الخامسة


تناسب المقام ممّا سمعته من الرّواية المتتبّع البحّاثة شيخنا الميرزا هادي الخراساني المشهدي الذاكر نزيل النجف الأشرف، علي المنبر، نقلاً عن ابن الجوزي في (خصائص الأئمّة) إنّه قال: لولا أميرالمؤمنين علي لما كمل توحيد المسلمين وعقايدهم، إذ النبيّ صلي الله عليه وآله وسلم لم تحصل له الفرصة إلّا بقدر أداء أمّهات العقايد والفروع، وأمّا دقائقها من كون الصفات مثلاً قسمين، ذاتيّة وفعليّة، وأنّ أيّها عين ذاته تعالي ، وأيها ليست بعينها، وغيرها من دقائق المطالب ورقائقها، فإنّ المسلمين عيال علي أميرالمؤمنين متعلّمين منه.

إلي أن قال في حقّ مولانا سيّد الساجدين، ما محصّله: إنّ علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام له حقّ التعليم في الإملاء والإنشاء وكيفيّة المكالمة والمخاطبة وعرض الحوائج إلي اللَّه تعالي ، فإنّه لولاه لم يعلم المسلمون كيف يتكلّمون ويتفوّهون مع اللَّه سبحانه في حوائجهم، فإنّ هذا الإمام عليه السلام علّمهم: متي ما استغفرتَ فقل كذا، ومتي ما استسقيتَ قلُ كذا؛ ومتي ما خفتَ من عدوّ قل كذا، إلي آخره.

وإنّي في سنة 1353، بعثتُ نسخة من الصحيفة الشريفة، إلي العلّامة المعاصر الشيخ جوهري طنطاوي صاحب التفسير المعروف مفتي الإسكندريّة، ليطالعها، فكتب إليّ من القاهرة وصول الصحيفة، وشكر لي علي هذه الهديّة السنّية، وأطري في مدحها والثناء عليها.

إلي أن قال: ومن الشقاء أنّا إلي الآن لم نقف علي هذا الأثر القيّم الخالد من مواريث النبوّة وأهل البيت، وإنّي كلّما تأمّلتها وأيتها فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق... إلي آخر ما قال.

ثمّ سئل هل شرحها أحد من علماء الإسلام؟

فكتبتُ إليه أسامي من شرحه ممّن كنت أعلم به، وقدّمت لسماحته: رياض السالكين للسيّد علي خان، وكتب في جواب وصوله: إنّي مصمّم ومشمّر الذيل علي أن أكتب شرحاً علي هذه الصحيفة العزيزة، انتهي .