بازگشت

فائدة الثانية


لا شبهة في تواتر الصحيفة لدي فرق الشيعة من الإماميّة والزيديّة والإسماعيليّة ولهم عليها شروح وتعاليق، قد أسلفنا ذكر بعضها، وقد ذكروها وسنذكر صورة إجازة بعض العلماء الزيديّة في خصوص الصحيفة ونهج البلاغة.

وسمعت السيّد محمّد الكجراتي الهندي من علماء الإسماعيليّة البواهر، لمّا اجتمعت به بكربلاء المشرّفة (سنة 1360): أنّ لأتمتهم شروحاً عليها، وهي من الكتب الدراسيّة لديهم، حتّي أنّ «سيف الدين طاهر» إمامهم فعلاً، نزيل مدينة سَوَرْتْ يدرّس الصحيفة الشريفة.

وأمّا أصحابنا معاشر الإماميّة أنار اللَّه براهينهم، فلا تسأل عن جلالة هذا السفر الشريف لديهم.

وقد وجدت عدّة إجازات لهم في خصوص الصحيفة مضافاً إلي ذكرها في طيّ الإجازات.

وعندي من إجازات أصحابنا اثنتا عشرة إجازة.

منها إجازة صاحب الحدائق الشّيخ يوسف البحراني. وسيّدنا بحر العلوم وغيرها.

وهاك بعض إجازاتنا في خصوص الصحيفة الشريفة.

منها إجازة سيّدنا ومولانا الأستاذ البحاثة، مسند الشيعة قطب رحي الرّواية مركز الإجازة، رحلة الآفاق، إمام أئمّة الحديث وفقهيّة آيةاللَّه في الزمن، الشريف أبي محمّد الحسن، صدر الدّين الموسوي نزيل مشهد الكاضمين عليهما السلام (المتوفّي سنة 1354)، وهي هذه.

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

بعد الحمد والصلاة، فقد استجاز عنّي الولد الصالح الذي أحرز من العلم الطّارف والتّليد، وأخذ بمجامع الفضل بطريق سديد، الشريف السند النسّابة، لا زال كاسمه لظلمة معضلات الدّين شهابه، شمس سماء السيادة والإفادة والإقبال، وغرّة سيماء، النقّابة والنجّابة والكمال، سلالة العترة الطّاهرة ونقاوة الأنجم الزّاهرة، يمّ العلم الذي يفيد ويفيض، وجمّ الفضل الذي لا ينضب ولا يغيض، الجامع بين مكارم الأخلاق وطيّب الأعراق، الحاوي بين صفات الذّات وجميل الصّفات، العالم العامل، والمهذّب الصفّي الكامل، أبوالمعالي «السيّدشهاب الدين» الحسيني المرعشي المشتهر بالنجفي، عاملهما اللَّه بلطفه الجليّ والخفيّ.

في رواية كتاب نهج البلاغة في خطب مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام، والصحيفة الكاملة السجّادية المعروفة بزبور أهل البيت عليهم السلام وإن كانا متواترين وإلي منشئهما، سلام اللَّه عليهما.

إلّا أنّ الانسلاك في سلسلة الرّواة عنهم ممّا يُرغب فيه، ويُندب إليه. فأقول مستعيناً باللَّه: إنّ لنا إلي ذينك الكتابين طرقاً:

منها ما أرويه، عن الشريف العلّامة الأجلّ السيّد مهدي الحسيني القزويني الحلّي، عن جماعةٍ، منهم عمّه الزاهد السيّد باقر، عن جماعة منهم سيّدنا آيةاللَّه بحر العلوم المهدي الطباطبائي النجفي، عن جماعةٍ، منهم العلّامة المير عبدالباقي الحسيني الخاتون آبادي إمام الجمعة بأصبهان، عن جماعةٍ منهم والده العلّامة المير محمّد حسين سبط مولانا المجلسي، عن جماعةٍ، منهم العلّامة فخرالشيعة السيّد علي خان الحسيني المدني شارح الصحيفة بطرقه المعروفة، التي ذكرها في الشرح وغيره.

فلجناب السيّد دام علاه وزاد اللَّه في علمه وتقاه أن يروي عنّي بتلك الطرق المسلسلة المعنعنة.

مراعياً لشرائط الرّواية واشترط عليه أن لا يترك سلوك سبيل الاحتياط في أمر دينه ودنياه فإنّه سبيل النجاة.

عصمنا اللَّه وإيّاه من الزلل، آمين.

وقد حرّرتها في مشهد جدّي الإمام أبي إبراهيم موسي بن جعفرعليهما السلام تجاة الضريح الشريف، في شهر جمادي الثانية، سنة 1339. حامداً مصلّياً مسلّماً.

الأقلّ حسن بن المرحوم السيّد هادي الموسوي.

ولي إجازات من طرق الزيديّة، وهي كثيرة منها، وهي أجلّ طرقي وإجازاتي من الزيديّة، إجازة المقدام الهمام، ابن الأئمّة الكرام، سيف آل الرسول، وشرف بني الزهراء البتول سيّد ملوك الإسلام، ودرّة تيجان السلاطين، مولانا «الإمام يحيي ابن حميدالدين الحسني» ملك البلاد اليمانيّة السعيدة، وإمام الشيعة الزيديّة في هذا العصر، وتاريخ إجازته سنة 1355.