بازگشت

و هذا طريقه بالاجازة


وله أيضاً طريق آخر بالوجادة لما وقع في يده من النسخة التي كانت بخطّ الشيخ السديد محمّد بن علي الجباعي والد عبدالصمد، والد عزّ الدين حسين، والد شيخنا البهائي رضي اللَّه عنهم.

ونقلها عن خطّ الشهيد [1] الأوّل، وهو نقلها من خطّ علي بن أحمد السديد، ونقلها السديد من خطّ علي بن السكون.

والسديد عرضها علي النسخة التي بخطّ محمّد بن إدريس الحلّي رحمهم اللَّه.

وعلي النسخة التي بخط ابن السكون خطّ عميد الرؤساء.

ومع ذلك عندهم كانت نسخة تاريخ كتابتها سنة (333).

وعند علي بن طاوس في (فتح الأبواب) نسخة تاريخ كتابتها سنة (415).

وهاتان النسختان وسائر نسخهم تنتهي بإسناد متواتر إلي عمير بن المتوكّل [عن أبيه] راوي الصحيفة عن يحيي بن زيد، وإلي غيره أيضاً ممّن ذكرناه.

الثالث: أنّه أشار في إجازته هاهنا، وفي كثير من إجازاته الأخري ، إلي أنّه يروي الصحيفة مناولةً عن صاحب الزمان عليه السلام.

وخلاصة كلامه في مشيخة الفقيه [2] أنّه قال: رأيتُ بين النوم واليقظة كأنّي واقف في الجامع العتيق بأصبهان، والمهدي صلوات اللَّه عليه قائم، وسألته عليه السلام مسائل أشكلت عليّ فأجابني عنها.

ثمّ سألته عليه السلام كتاباً أعمل عليه، فأجابني بذلك إلي مولانا محمّد التّاج.

فأخذت منه الكتاب، وظهر لي أنّه كتاب الدّعاء فقبّلته، ووضعته علي عيني، وانتبهت ولم يكن معي شي ء.

فشرعت في البكاء إلي أن أصبحت.

وكان علي بالي أنّ مولانا محمّد هو الشيخ، وتسميته بالتّاج لاشتهاره بين العلماء، فلمّا جئت إلي مدرَسه، رأيته مشتغلاً بمقابلة الصحيفة فذهبتُ إليه ونقلتُ له رؤياي.

فقال الشيخ: أبشّرك بالعلوم الإلهيّة، والمعارف اليقينيّة.

فلمّا وصلتُ إلي دار البطّيخ رأيتُ رجلاً صالحاً اسمه آقا حسن، ويلقّب بتاجا [3] ، فلمّا سلّمتُ عليه قال: يا فلان إنّ الكتب الوقفيّة التي عندي كلّ من يأخذه منها من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف وأنت تعمل بها، تعال، وانظر إلي هذه الكتب، وخُذ ما تحتاج إليه.

فذهبتُ معه إلي بيت كتبه فأعطاني أوّل ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في الحلم، فأخذت في البكاء وقلتُ: يكفيني.

وجئت إلي الشيخ، بدأت في المقابلة مع النسخة التي كتبها جدّ أبيه من نسخة الشهيد، وكانت النسخة التي أعطانيها الصاحب عليه السلام أيضاً مكتوبةً من خطّ الشهيدرحمه الله. (انتهي ).

إذا امتحنت محاسنه أتته

غرائب جمّةٌ من كلّ بابِ

فقد انكشف أنّ مصححّ النسخة التي هي الأصل لما قُدّم بين يديك، وهو العلّامة المجلسي الأوّل - أخذ نسخته من صاحب الزمان عليه السلام وهو من مُنشئه عليه السلام.

والنسخة أيضاً مطابقة لنسخة الشهيد الأوّل رحمه الله المطابقة لنسخة عميد الرؤساء، المطابقة بوسائط عدّةٍ موثوقٍ بها للنسخة التي أملاها قائلها الإمام السجّاد عليه السلام.

فدونك كتاباً فيما دونه تشد الرحال، وتقف عنده فحول الرجال.

بنفسي كتاب حاز كلّ فضيلة

وصار لتكميل البريّة ضامناً

فلنختم الكلام في المقام، ولنأتِ بالمرام فإنّ الموصوف كتاب:

لا يدرك الواصف المطري خصائصه

وإن يكن سابقاً في كلّ ما وصفا

نسأل اللَّه تعالي أن يملأ من الحسنات صحيفة أعمالنا ويقصّر علي اقتناء ذخائر العلم والعمل آمالنا، ويثبّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويشفّع فينا النبيّ محمّداً وعترته الطاهرة.

وكتب بيده الداثرة العبد المعترف بعثرته محمّد الحسيني المشكوة.

فرغ منه وقت العصر من يوم الثلاثاء العشرين من رجب سنة إحدي وستّين من المائة الرابعة عشر من الهجرة النبويّة ببلدة طهران.


پاورقي

[1] راجع الجزء الأوّل من كتاب الإجازات من بحار الأنوار، ص 16 و(110/63) ولاحظ (107/26) والجزء الثاني ص 145 - 146، و171، و(ج 110، ص 43 - إلي آخره) وغيرها.

والظّاهر أنّ النسخة التي بخطّ الشهيد الأوّل موجودة الآن وإن كنّا نحن لا نعرف موضعها، فإنّ السيد إعجاز حسين (1240 - 1286) كان قد تشرّف بزيارة هذه النسخة الشهيديّة، أنظر كشف الحجب والأستار، رقم 2058، ص 367 - 369.

[2] نقل كلامه في المشيخة بلفظه المحدّث النوريّ في الفيض القدسي، ص 22، وفي المطبوع مع بحارالأنوار، ج 105، (ص 114)، وفي دارالسّلام طبع طهران لسنة 1305، ج: 1، ص: 174 - 175، لكنّا لخّصنا كلامه من النسخة الموجودة عندنا من شرح المشيخة. لاحظ روضة المتّقين (ج 14 ص 419 - 422).

[3] هذا التعبير، بإضافة الألف ي ذيل كلمة (تاج) ومثله سائر الألقاب، كصدر الدين، حيث يقال (صدرا)، تلحيق بآخر الأسماء للدلالة علي التعظيم، في اللغة الفارسية لاحظ فرهنگ معين (1/2).